انطلاق المهرجان الثقافي الدولي السينمائي إمدغاسن
أفلام من 28 دولة تتنافس على جوائز الدورة الخامسة

- 96

أعطى المفتش العام بوزارة الثقافة والفنون، ميسوم العروسي، ممثلا عن وزير الثقافة الفنون، سهرة الأربعاء، بمسرح باتنة الجهوي الدكتور صالح لمباركية، إشارة انطلاق مهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي في دورته الخامسة، التي ستدوم إلى غاية 16 سبتمبر الجاري. وأوضح ممثل الوزير في حفل الافتتاح، أن الدورة الخامسة لهذا المهرجان تُقام بدعم من الوزارة الوصية، للتأكيد على تعزيز الدور الذي تلعبه السينما في بعث الحياة الثقافية، من خلال مرافقة المبادرات الهادفة والبنّاءة، التي من شأنها ترقية الإبداع، والحوار.
وأبرز لعروسي أهمية المهرجان الذي عزّز المشهد الثقافي المحلي والوطني في الترويج للسينما الجزائرية. وعدَّه منصة حقيقية للحوار الفني والثقافي، ونافذة تطل على إبداعات السينما العالمية، مضيفا أن هذه الفعاليات ساهمت في حركية غير مسبوقة، في سياق الاهتمام الجاد للوزارة، التي تشد - كما استطرد - على أيدي الفاعلين ومنظمي التظاهرة، وتشيد بدورهم في إنجاحها.
ويشارك في هذا المهرجان ذي البعد الدولي، 28 دولة شقيقة وصديقة. والمهرجان يحمل اسم أقدم ضريح ملكي نوميدي أثري محفوظ في شمال إفريقيا، ليعكس، بالصورة والصوت، تلك العلاقة المتجذرة بين الثقافة والتاريخ والتراث. وأبرز، من جهته، محافظ المهرجان عصام تعشيت، أهمية التظاهرة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى إنعاش الحركة الثقافية عموما، والسينما خصوصا، مع إعطاء فرصة لعشاق هذا الفن، لا سيما الشباب، لإبراز إبداعاتهم في هذا المجال.
وافتُتحت الدورة الخامسة من المهرجان في أجواء بهيجة، ميّزها حضور لافت من الجمهور داخل مسرح باتنة الجهوي، وخارجه بالساحة المقابلة لهذا الصرح الثقافي، التي مرّ على سجادها كل الفنانين في أجواء بهيجة، بحضور جماهيري مكثف. وتم تكريم ضيوف شرف في السهرة الافتتاحية لهذه التظاهرة الفنية، من بينهم الفنانون سلوم حداد (سوريا)، وصالح الجدي (تونس)، ووجوه فنية جزائرية معروفة، منهم مليكة بلباي، ودليلة حليلو التي غابت عن المهرجان لظروف صحية.
ويتنافس على جوائز مهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي في هذه الطبعة، 50 فيلما سينمائيا بعد انتقائها وفق الشروط، من مجموع 580 فيلم. واعتلت الفنانة حورية عايشي التي استهوت حضور الشباب الذين تفاعلوا مع أنغام التراث الذي أدّته بإتقان، حيث عبّرت عن امتنانها بتواجدها كضيفة شرف بمسقط رأسها.
كما تم، بالمناسبة، تقديم لجنة التحكيم المشكَّلة من أسماء معروفة من دول بلغاريا، وسويسرا، بالإضافة إلى الفنان خالد يوسف من مصر، وسلابوفا نادجيدا مديرة مهرجان ببلغاريا، وصام جيني مديرة مهرجان بسويسرا من أكبر المهرجانات للأفلام الوثائقية، والسينغالي موسى صين في الفيلم الوثائقي، وياسمين بوعبيد، سينمائية مزدوجة الجنسية تونسية - إيطالية، شاركت في العديد من الأفلام التونسية والإيطالية.
وذكّر محافظ المهرجان عصام تعشيت، بأهمية المهرجان في كلمة له، مشيرا إلى أهمية المشاركة الفيتنامية كضيف شرف. وحرص على أن يُنفَّذ برنامج هذه الفعالية الفنية بإقامة ورشات تكوينية لفائدة عشاق السينما من الهواة والشباب، بتأطير من مختصين في الميدان، وتنظيم جولات سياحية لفائدة الضيوف، إلى أهم المعالم التاريخية والأثرية بباتنة، وجولة سياحية بُرمجت لجبل الشلعلع. وأضاف أن البرنامج يتماشى مع وظيفة السينما من خلال عروض الأفلام.
وعلى هامش هذه الطبعة ستُقام ملتقيات في الجانبين الأكاديمي والتاريخي لضريح إمدغاسن النوميدي، الذي عرف عمليات تهيئة بفضل جهود الولاية؛ من خلال عملية توصيل شبكتي الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، في انتظار الجهود المنكبّة على تصنيفه لاحقا، إضافة إلـى "ماستر كلاس" مفتوحة لكل الجمهور، يُؤطرها مختصون في السينما.
وحول أهمية هذا المهرجان السينمائي الذي يحمل اسم ضريح الملك النوميدي "إمدغاسن" المتواجد في بلدية بومية بباتنة ـ وهو أحد ملوك الأمازيغ خلال الفترة النوميدية ـ قال تعشيت: "إن الاحتفاء بمساهمات المشاركين هو من أهم مهام وأهداف المهرجان، وتشجيع المواهب التي ستلعب دورا هاما في تطوير صناعة السينما، اعتمادًا على خبرات كبار المخرجين السينمائيين". كما أوضح أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة.
وكشف، بالمناسبة، عن جديد المهرجان بعد إدراج برامج خاصة بالأطفال وذوي الهمم تحت عنوان "السينما للجميع"، وبرنامج بوليود الذي تضمّن 04 أفلام هندية تحصلت على جوائز دولية. كما تضمنت هذه الطبعة تنظيم مسابقة وطنية للأطفال لفيلم الصغار، بإشراف لجنة تحكيم خاصة بفئة الأطفال.
وتحتضن هذه الفعاليات قاعة سينماتك باتنة (قاعة الأوراس). وتتضمن منافسة وطنية. وجوائزها تتمثل، حسبما عُلم من محدثنا، في "أحسن فيلم"، و«أحسن إخراج"، و«أحسن سيناريو"، و«أحسن تصوير"، إضافة إلى "جائزة لجنة التحكيم". وتعرف هذه القاعة التي أُعيد ترميمها قبل سنوات، حضورا مكثفا من جمهور الفن السابع. كما تحتضن دار الثقافة العروض الشرفية و«ماستر كلاس" في "التمثيل"، فيما بُرمجت ندوات، ونُظمت رحلات سياحية إلى المناطق الأثرية، لفائدة المشاركين، وضيوف هذه الطبعة.