اليوم الثاني من مهرجان وهران للفيلم العربي

أفلام تعالج الواقع العربي وأزماته

أفلام تعالج الواقع العربي وأزماته
اليوم الثاني من مهرجان وهران للفيلم العربي
  • القراءات: 1083
رضوان.ق رضوان.ق

تتواصل أطوار مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته الحادية عشرة، والتي عرفت دخول عدد كبير من الأفلام الروائية الطويلة للمسابقة، هي الأفلام التي أجمعت على تقديم صورة للواقع المعاش بالوطن العربي.

استهل اليوم الثاني من المنافسات بتقديم الفيلم اللبناني نور للمخرج خليل زعرور، الذي قدم كذلك دور البطولة في الفيلم ويعالج قضية زواج القاصرات في لبنان، وهي الظاهرة التي لا تزال منتشرة في عدة دول عربية، حيث يأتي الفيلم وسط حراك للجمعيات بلبنان لإقرار قانون يدعو إلى وضع حد قانوني لسن الزواج ومحاربة ظاهرة زواج القصر.

يتناول الفيلم قصة الفتاة نور البالغة من العمر 15 سنة، قدمته الفنانة فانيسا أيوب التي مثلت دور فتاة من الريف اللبناني، تزوجت رجلا يكبرها بـ15 سنة، وهي مرغمة نزولا عند الأعراف التي تفرضها التقاليد المحلية بالقرية التي تسكنها، لتتحول حياتها إلى جحيم بسبب الظروف القاهرة التي تعيشها مع الزوج الذي يفرض عليها أمورا خارج عن طاقتها كطفلة.  حاول الفيلم تقديم المعاناة التي تعيشها الفتيات القصر ممن يقعن ضحية الزواج المبكر، ويرى صناع الفيلم بأن قصة الفيلم كانت تجسيدا حقيقيا لواقع تعيشه مئات الفتيات ممن تم تزويجهن مكرهات دون سن الرشد، وهن في مرحلة البراءة، وهي صورة يمكن إسقاطها على معظم الدول العربية التي تعاني من الظاهرة، والفيلم رسالة واضحة لتحريك المجتمعات وفعاليات المجتمع المدني للوقوف أمام انتشار الظاهرة، وهو ما يهدف الفيلم الذي أكد أبطاله بأنهم يسعون إلى عرضه في أكبر عدد ممكن من الدول العربية، إلى تحريك المهتمين بحماية القصر من الاستغلال.

في المقابل، شهد اليوم الثاني لمسابقات الأفلام الطويلة دخول فيلم الرحلة للمخرج العراقي محمد الدراجي، والذي لم يخرج عن سياق ما تعيشه الدول العربية من ظواهر ومشاكل، حيث جسد الفيلم قصة شابة تستعد للقيام بعملية انتحارية خلال فترة التواجد الأمريكي بالعراق سنة 2006، بعد أن كانت عائلتها ضحية تصفية خلال الفوضى التي عرفتها البلاد، حيث قدم المخرج محمد الدراجي صورة حية عنه واقع العراق وواقع الحياة اليومية للعراقيين، مع محاولة إدراج بعض المشاهد الخاصة بظاهر اجتماعية أخرى، كحالة الفتاة التي ألقي عليها القبض من طرف الجنود الأمريكان بعد قيامها بالتدخل عن حقيبة، وبعد توقيفها والتحقيق معها تبين بأنها قامت بترك مولودها في الشارع لأنها دخلت في علاقة غير شرعية مع شاب وأنجبت طفلة خارج الزواج، وبما أن الأعراف تمنع ذلك تخلت عن مولودها خوفا من قتلها. كما حاول المخرج تقديم صور عن الصراع الذي تعيشه المرأة الانتحارية بالعراق والتي كانت أول من قام بعملية انتحارية بالعراق سنة 2003، وأكد المخرج خلال النقاش الذي تبع العرض بأن الفيلم جاء من منطلق تجربة حقيقة عاشها مع مسجونات في العراق، كان بصدد القيام بعمليات انتحارية، كما أن قصة الفيلم استوحها من قراءة مقال سنة 2004 حول فتاة تقدمت لمصالح الشرطة وهددتهم بتفجير نفسها، وهو ما دفعه إلى التطرق للقصة. أكد مخرج الفيلم بأن دور الانتحارية الذي قدمته الفنانة ترك للجمهور، بعد نهاية عرض الفيلم،  بلقطة خاصة، بقيام الانتحارية بإخراج العبوة الناسفة ومحاولة الضغط على الزناد، ليترك المجال للجمهور من أجل تصور النهاية، وأكد المخرج بأن الجمهور مطالب بالمساهمة في تصور نهاية الفيلم، كما أنه مسؤول عن ما يقع في بلاده من ظواهر وحروب.

تواصل مسابقة الأفلام القصيرة ويوم واحد للأفلام الوثائقية ... مشاركة قوية للجزائر وترشيح مسبق لـ«على أثار المحتشدات

تتواصل اليوم بوهران، فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. بدخول الأفلام القصيرة غمار المنافسات. حيث خصصت إدارة المهرجان يوما واحدا فقط لمشاهدة كامل الأفلام الوثائقية المشاركة والبالغ عددها 14 فيلما، وهي الأفلام التي ستعرض طيلة 6 ساعات كاملة،  الأمر الذي لم يهضمه بعض المتتبعون الذين أكدوا بأن جمع الأفلام الوثائقية في يوم واحد سيساهم في عدم التقييم الجيد للأفلام المشاركة، بسبب عددها الكبير، والضغط الذي سيكون على أفراد لجنة التحكيم، وستحتضن قاعة سينما المغرب العروض لأول مرة بعد أن كانت الأفلام الوثائقية وطيلة المهرجانات السابقة، تعرض بقاعة السينماتيك، وسيشارك ضمن الأفلام التي دخلت المسابقة فيلمان جزائريان الورقة البيضاء لمحمد نجيب العمراوي و«حقول المعركة لأنور سماعين للمنافسة على جائزة الوهر الذهبي.

في المقابل، عرض بقاعة السينماتيك وضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، الفيلمان الجزائريان  معركة الجزائر للمخرج مالك بن اسماعيل و«على أثار المحتشدات للمخرج سعيد عولمي،  وهو الفيلم الذي رشح من طرف المتابعين لنيل جوائز بالمهرجان، حيث قدم صورا ووثائق نادرة عرضت لأول مرة، فيما سيدخل اليوم فيلم رجل وكباش للمخرج كريم صياد المنافسة، على أن يعرض الفيلمين الآخرين المشاركين ذكرى في المنفى لمختار كربوعة و«قصة فيلم معركة الجزائر لسليم عقار غدا الإثنين.