الدكتور أحمد بن سعادة بمكتبة "شايب دزاير":

أفكار داود وصنصال خطر على الجزائر

أفكار داود وصنصال خطر على الجزائر
الدكتور أحمد بن سعادة
  • 647
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الدكتور أحمد بن سعادة، إن الكاتب كمال داود انتقل من نقد موضوعي لأمور تتعلق ببلده، إلى شتم الشعب الذي ينتمي اليه، مضيفا خلال الندوة التي نشطها، أول أمس، بمكتبة شايب دزاير، حول كتابه "كمال داود: كولونيا، تحقيق مضاد"، إن داود وصنصال وكل من يحمل أفكارهما، خطر على الدولة الجزائرية. 

أكد الفيزيائي والكاتب أحمد بن سعادة، خلال تقديمه لكتابه "كمال داود، كولونيا، تحقيق مضاد"، الذي صدر أول مرة عام 2016، عن دار نشر خاصة، ليعاد نشره في ديسمبر 2024 من طرف المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، استحالة أن يبلغ كاتب العالمية، وأن يحقق الثراء بتنصله من أصله وسب بلده وشعبه، مثلما يفعل كمال داود وبوعلام صنصال، ليقدم مثالا بالكاتب اللبناني أمين معلوف، الذي رغم إقامته بفرنسا وكتابته باللغة الفرنسية، لم يتنكر لهويته، بل يعتز بها.

وقدم بن سعادة مثالا ثانيا، وهذه المرة لألبار ميمي، الذي كتب دراسة سوسيولوجية في سنوات الخمسينات من القرن الماضي، حول المُستعمرين الجدد للقرن الحادي والعشرين، الذين يبتغون التشبيه بالمستعمَر القديم، مضيفا أن الكاتب المُستعمِر الجديد ينصهر في ثوب المستعمَر، الذي يمنحه جراء خدماته، الجوائز المرموقة ويمدحه ويمنع تعرضه للنقد، بل يعمل على جعله مصدر معلومات مؤكدة عن بلده. مثل أن يكون مصدرا لمعلومات حول جغرافية بلده أو الدين المتبع هناك، أم اللغة المستعملة فيه، رغم عدم تخصصه في أية من هذه المواضيع.

وتابع أن داود وصنصال ومن يحمل أفكارهما، يقولان ما يريد سماعه الفرنسيون، بالإضافة إلى نقدهما الشديد للبلد الذي ينتميان إليه، وكأنهما يحملان شرعية ذلك بأنهما قدما من ذلك البلد، فيؤخذ كلامهما محمل الجد، فلا أحد يمكن أن يقول بأن داود مثلا معاديا للإسلام، لأنه مسلم!!!!، حتى أنه تم تشبيهه رفقة صنصال بفولتير وديديرو، إلا أن الحقيقة غير ذلك، كما أنه يتلقى دعما من شخصيات فرنسية، لأنها تحمل توجهات سياسية معيّنة ليس إلا. 

وأشار أحمد، الذي تابع كتابات داود منذ بداياته، خاصة أنهما كتبا معا في جريدة "لوكوتيديان دوغون"، أن إعادة نشره لكتابه هذا، مرده إبراز أيديولوجية بعض المؤلفين وما يكتبونه، مضيفا أن داود يشعر بعقدة النقص، وقد صرح بأنه أكثر فرنسية من الفرنسيين أنفسهم.

وتحدث بن سعادة عن كتابة داود لمقالين عن أحداث كولونيا في 31 ديسمبر 2015، والتي عرفت عمليات اعتداء على نساء بكولونيا (ألمانيا)، وتم اتهام رجال مسلمين بارتكابها، إلا أنه بعد التحقيق، تم القبض على مغربي واحد من ضمن المجرمين، في حين سارع داود في كتابة مقالين؛ واحد في جريدة "لوموند" والثاني في "ذو نيويورك تايمز"، شتم فيهما المسلمين.

أما عن علاقة داود وشاكلته باللغة العربية، فقد نقدها وادعى إيجاد حريته في اللغة الفرنسية، وهي صفة أخرى للمستعمَرين، التي تحدث عنها أيضا المفكر ألبار ميمي، أبعد من ذلك، فقد اعتبر كمال، العربية لغة الاستعمار أيضا.

بالمقابل، تطرق بن سعادة إلى رفض داود مساندة القضية الفلسطينية، وهو ما أوضحه في مقال صدر عام 2014 بجريدة "لوكوتيديان دوغون"، مباشرة بعد اعتداء الكيان الصهيوني، الذي خلف 2000 شهيد فلسطيني، وكتب أيضا مقالا آخر بجريدة "لوبوان"، بعد الحرب على غزة، يعبر فيه عن تضامنه مع الجيش الصهيوني، ليضيف أن داود وصنصال تلقيا مساندة من "كريف" (المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا)، فلا يمكن للكاتب المستعمِر الجديد أن يشتهر إلا بمساندة الصهيون.

وطالب بن سعادة تجريم كل جزائري يسافر إلى "إسرائيل"، مثلما فعل صنصال، الذي كتب مقالا ينوّه بهذه الزيارة، لأن هذه الفعلة تشكل خطرا على بلدنا. كما تحدث عن مشاركة داود في كتاب مساند للكيان الصهيوني.

في إطار آخر، أكد الدكتور الفيزيائي، ضرورة أن يتمسك الكاتب بأصله وهويته، وإلا فلن يحقق العالمية ولا النجاح، مضيفا أن داود كان ينقد بشكل موضوعي المجتمع الذي ينتمي إليه، إلا أنه تحول إلى شخص يسب ويشتم المجتمع والبلد الذي قدم منهما، ليصبح رفقة صنصال خطرا على الجزائر، لأنهما يمرران أفكارا تعمل على تقسيم المجتمع الجزائري.

كما أشار إلى تغيير مفهوم الاستعمار، فبعدما كان عسكريا، أصبح ناعما ويعمل بوتيرة متباطئة، بغية تغيير الطباع والعقليات، في حين نوّه بجهود الدولة الجزائرية التي منحت له فرصة الدراسة والتعلم في الجزائر وبكندا، وهو ما لا ينساه أبدا.