الفنان عكاشة بوزيان يعرض برواق "عسلة حسين":

أغوص في أعماقي وأعرض قضايا المجتمع بأقلام ملوّنة

أغوص في أعماقي وأعرض قضايا المجتمع بأقلام ملوّنة
الفنان عكاشة بوزيان يعرض برواق "عسلة حسين"
  • القراءات: 892
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

اختار الفنان عكاشة بوزيان الأقلام الملوّنة كي يعبّر بها عن نظرته للحياة، ولتكون له مطية للغوص في أعماقه، وها هو يعرض مجموعة من اللوحات برواق "عسلة حسين"، قال إنّها تتناول محطات من شعوره ومن لا شعوره أيضا.

تحوّل الفنان عكاشة بوزيان إلى دليل لـ "المساء"، من خلال تجواله عبر أرجاء رواق "عسلة حسين"، والتعريف بلوحاته التي رسمها بتقنية الألوان الملوّنة، تناول فيها عمق المواضيع الاجتماعية والنفسية بكل عفوية.

والبداية بلوحة كتب تحتها الفنان "الجسد بحاجة إلى تسلية أو انشغال كي يدفن الحزن الذي يسيء إلى نفسية الإنسان". ورسم في هذه اللوحة رجلا يحاول أن يحطّم كل الآلام ويشغل نفسه بكلّ ما هو مفيد. أما اللوحة الثانية فرسم فيها عكاشة مفتاحا، قال إنّه سحري، كما أنه يمكن أن يحوّل الخيال إلى واقع والمحال إلى ممكن، خاصة إذا كان رساما متمكنا.

لوحة ثالثة غلب عليها اللون الأخضر، تحدّث عنها عكاشة، وقال إنها تمثل المرأة، الكائن الذي ينقل الرسائل من جيل إلى جيل، فهو وعاء للتربية ورمز للحفاظ على التقاليد، في حين رسم في لوحة أخرى، ريشة تتقاطر ألوانا، تؤكد إبداع الفنان اللامتناهي.

أما في لوحة أخرى فرسم لآلئ، وكتب "الغوص في أعماق المحيطات، مثل النهل من مكنونات الإنسان، حيث توجد السعادة الباطنية"، ورسم لوحات عديدة، من بينها "تيه الروح" و«القارب الإنساني"، كما رسم "مقام الشهيد" رمز الجزائر. وفي هذا قال: "أرسم رموز الجزائر ليس إلا، كما رسمت في هذه اللوحة كتابا وريشة".

ورسم عكاشة لوحة عن تقاليد الجزائر، التي قال إنها أبدية ويجب المحافظة عليها، لينتقل إلى رسم موضوع مهم يمثل آفة التدخين، وهذا من خلال ثلاث لوحات. وبالمقابل رسم الفنان في لوحة هيئة رجل يحمل عينا كبيرة يقدّمها لرجل لم يغادر منطقته قط، أما الأول فقد سافر كثيرا وجلب معه أعاجيب العالم. وأما لوحة "نهب الثروات البحرية" فعبّر فيها عن القتل العشوائي للحيتان، وهي أزمة تمسّ الكثير من دول العالم، في حين تعبّر لوحة "الفنان" عن ذاتية الفنان ورؤيته الفردية للأمور، فيرسم فنانين عدة بورتريهات للعارض الواحد.

وناهض عكاشة استعمال الأسلحة النووية، وهو ما حدث في بعض المناطق، مثل هيروشيما اليابانية التي أحرق فيها كلّ شيء. أما في لوحة أخرى فاستعمل الفنان الكثير من الألوان المبهجة، للتعبير عن بهجة الحياة. ونفس الشيء في لوحة "رواق"، التي رسم فيها لوحات ومنحوتات، مشيرا إلى أن كل لوحة تمثل لحظة ميلاد.

ورسم عكاشة أيضا لوحات أخرى عن العنصرية التي قال إن الاختلاف وارد، وليس لنا أن نفرّق بين الناس بفعل ألوانهم أو ما تحتويه جيوبهم. كما رسم لوحة عن تلوث البحار، ولوحة جصية (فراسك)، تحكي عن المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر، ومن بينها مرحلة العشرية السوداء. كما أكد ثراء الجزائر؛ فهي تحمل عدة ثقافات، من بينها الثقافة المتوسطية والثقافة الإفريقية.

بالمقابل، فضّل الفنان العصامي عكاشة بوزيان، استعمال الأقلام الملونة في أعماله الفنية، لأنها تدفعه إلى التعبير عن مكنوناته وقضايا مجتمعه بكل حرية. كما أكد لـ "المساء" أهمية مادة الرسم في التعليم؛ من خلال تشغيل الطفل بأمور جميلة وملهمة، فالطفل يعشق الألوان، وقد يتحول في المستقبل إلى رسام ماهر.