الكاتب والمحاضر عماد باسي لـ "المساء":
أطمح إلى تأليف أعمال تنير درب الشباب

- 686

اختار الكاتب الشاب، السيد عماد باسي، تشريح الظواهر الاجتماعية في أعماله التي اختار لها عناوين مختلفة صب جوهرها في خدمة المجتمع ومساعدة الشباب. قدم العديد من المحاضرات عبر مختلف جامعات الوطن، ومنها "الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب"، "المساء" تحدثت لابن قرية الزقم، ونقلت لكم هذا الحوار الشيق الذي تطرق من خلاله إلى واقع الشباب الجزائري الألم، آفاقه وآماله.
❊ من هو عماد باسي؟
❊❊ من مواليد 3 جوان 1990 بالدبيلة، تربيّت في قرية الزقم، بلدية العدواني، حلمت منذ نعومة أظافري بأن أكون حاملا للقلم، عشقت السطر والريشة فلم أجد أصدق منهما. ولعل أبرز ما استهواني؛ الرسمّ خلال مرحلة الابتدائي، التخطيط والزّخرفة، أما شغف الكتابة فقد سكنني وزرع في نفسي حبا جميلا .
❊ اخترت الغوص في علم الاجتماع، كيف تصفه، وما هي أعمالك المتعلقة به ؟
❊❊ كانت العلوم الإنسانية بصفة عامة تستهويني والمتفحص والمتأمل جيدا في حيثيات واقعنا، يجد أنناّ بحاجة ماسة جدا إلى فهم الأفكار ودراستها، وأن أبلغ استثمارا وأفضله على الإطلاق هو الاستثمار في الإنسان والتعمق في الوجدان وعملية استقراء النفس البشرية والمجتمعات، فأنت تسعى إلى بناء نظام تفكيري معين أو تبحث في تركيبة المجتمعات وطبيعة التنشئة وأساليب الحياة، كلها قضايا العصر، لهذا كان القلم شاهدا على العصر، يكتب ويدونّ هذه المجريات لعله يصل إلى حلّ يفطم به تسرب الإشكالات والإرهاصات المنبثقة من عصر الحداثة أو ما بعد الحداثة. وكان شاغلي الأوحد دائما هو أن يكون لي كتاب باسمي على وجه الخصوص منذ أن بلغتُ السابعة عشرة من عمري، وكنتُ حينئذ أطالع وأهضم أكبر عدد ممكن من الكتب والمؤلفات والإبحار في بطن المجلات الأسبوعية والشهرية، كما كان دفتري هو السلةّ الأولى للفيض الإبداعي وفي طريق الحياة نتعلم من الخطأ ونتصيدّ الصواب.
❊ من هي اليد التي أرشدت وساندت عماد؟
❊❊ كل الفضل يعود للوالدين والأصدقاء والأحباب، مخزون الوالد ومعاملته الطيبة والحضارية هي التي وجهتني للطريق المستقيم، والأم الحنونة كحلم أية أم، تفتخر بابنها، ففضل الوالدين لا يعدّ ولا يحصى، فهما الملاذ الروحي الذي أحيا فيه وأرتاح من ضغوط الحياة.
❊ أعمالك تخاطب الشباب وتبث فيهم روح المسؤولية والجد، أية لغة اخترت للحديث إليهم؟
❊❊ أختار المواضيع بحسب الاحتياج إليها، نظير الظروف والصّراع الفكري والغزو الثقافي وكل هذا الاجتياح العصري للآفات والأمراض الاجتماعية والانكسارات النفسية.. هذه الحاجات هي تحديات لمقاومة هذه التحولات الاجتماعية، اخترت الأسلوب التحليلي المباشر للأمور، نوع من المعايشة للواقع واستحضار للأحداث والوقائع المتواترة.
❊ يهتم عماد بالظواهر الاجتماعية، ماذا تقول عن ذلك؟
❊❊ هذه هي رسالتي وهدفي الرئيسي أنني أكرس موهبتي المتواضعة في الكتابة والتأليف وتوظيف القلم في صورة تعكس الوقائع، وأسعى إلى استثمار هذه الطاقة وتكريسها التام كرسالة وأمانة والتزام شخصي للتطرق إلى أبرز صراعات ومشاكل الجيل بهدف الخلاص منها واستلهام طرق النجاة، أو تقديم توضيحات مباشرة أو اقتراح حلول، خاصة أننا نعيش في واقع مرّ، فلا أقسى من أن تغدو أحلام الماضي كوابيس الحاضر، فرغم الآلام والوقائع والانحرافات سنتفاءل دوما بنفض هذا الاستعمار الداخلي وتطهير المجتمع من الأفكار الهدامة وشفائه من هذه الأمراض والعلل.
❊ ماهو المشروع الجديد الذي تحضر له؟
❊❊ الأمجاد لا تنال إلا بالصبر والثبات، لذا أبذل قصارى جهدي حاليا لنشر بعض المقالات والتواصل مع الجمهور والقراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت متنفسا جميلا يرتاده الكثير، فينهل منه الحكمة، مع الحرص دوما على تنشيط دورات مختلفة وتنظيم ملتقيات وأيام تحسيسية نفسية أو تخصيص المواضيع الهامة والقضايا الحساسة والجوهرية التي أحضرّ لها لإيصال المعلومة ونشرها، كما أن للسفر نصيب في برنامجي من أجل توجيه الرسالة العلمية.
❊ قدمت محاضرة الحصانة النفسية ضد السيدا، ما هو محورها؟
❊❊ نعم، ألقيت محاضرة اجتماعية وتحسيسية حول التحصين النفسي ضد "الآيدز" في الإقامة الجامعية للبنات بالوادي، تحدثنا فيها عن واقع الشباب المعاصر والمؤثرات الخارجية التي تخترق ثوابته وتزعزع أصوله، وبعدها تطرقنا للإحتياطات اللازمة بهدف تحصين الذات ومقاومة الأفكار الدخيلة، والإنسان بحاجة على الدوام للأمان، لهذا وجب أخذ الحيطة وكسب المناعة النفسية والعقلية والإدراك الواعي لما نفعل ونقوم به. فهذه الطاقات والغرائز رزق وهبة من الله عزّ وجلّ، هي نقاط قوة نوظفهاّ في المكان المناسب لنحقق النتائج المرغوبة، ثم تحدثنا بعدها عن التوجيهات والإرشادات اللازمة لتجنب الوقوع في الأخطاء وذكرنا أسباب الوقوع فيها! كما تمت الإشارة إلى مهارات نكتسب من خلالها فن التعامل مع ضغوط الحياة والمؤثرات. وقدمت محاضرات مختلفة منها؛ "الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب" في الإقامة الجامعية "عبد الرحمان طالب" ببن عكنون، وأخرى بعنوان "الشباب بين الواقع والمأمول" في جامعة الوادي و"الشباب والانحراف" في مركز التكوين المهني والتمهين بالدبيلة.
❊ إلى ماذا يطمح عماد باسي مستقبلا؟
❊❊ أطمح إلى تأليف المزيد من الأعمال الأدبية والمؤلفات الثقافية والفكرية والمحاضرات والملتقيات، مع تنظيم دورات وأيام تحسيسية.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ لكم كل الشكر على هذه الالتفاتة الطيبة وجزاكم المولى عنا كل خير ودمتم في خدمة الشباب والمجتمع.