كمال صلاي رئيس جمعية "الجيل الذهبي" لـ"المساء":

أطلقنا الموسم الأول لـ"مأدبة النخب"

أطلقنا الموسم الأول لـ"مأدبة النخب"
  • القراءات: 521
لطيفة داريب لطيفة داريب

أعلن رئيس جمعية "الجيل الذهبي"، السيد كمال صلاي، عبر منبر "المساء"، عن انطلاق الموسم الأول لنشاط "مأدبة النخب"، من خلال تقديم محاضرة للأستاذ يحي بوزيدي، بعنوان "حياة المثقف المحلي في عالم الكتابة الكونية".

قال السيد صلاي من سيدي بلعباس، بأن الجلسة الفكرية التي نظّمت في فاتحة الموسم الأول لنشاط "مأدبة النخب"، استهلت بتقديمه لكلمة افتتاحية، طرح فيها إشكالية ماهية المثقف في البيئة المحلية، واقترنها "ابسايميا" بثنائية الوعي والدور الاجتماعيين.

أضاف صلاي أن الأستاذ بوزيدي منشط مداخلة "حياة المثقف المحلي في عالم الكتابة الكونية"، مثقف محلي اجتمعت فيه ثالوثية الفلاسفة المعاصرين "ميشيل فوكو، جون بول سارتر وعلي حرب"، من خلال تناظرية ترتيبية تمثلت في "الوعي النقدي، الالتزام الثقافي والإنتاج المعرفي".

أضاف خلال كلمته التي ألقاها أمام جمع من الإطارات الجامعية والمثقفين من بلدية بلعربي ولاية سيدي بلعباس، أن دافعية الارتقاء بالثقافة المحلية بكل ما تحمله من خصوصية معرفية ضمنية وصريحة، تعد مهدا حضاريا نحو اكتساح كونية المعرفة، كما حث كل الشباب المحب لعالم الكتابة والحرف الإبداعي والرسالة الفكرية والإنتاج العلمي والبحثي، على التركيز الجاد على مقتضيات المكتسب الفكري أولا، ثم التلاحم الثقافي مع الآخر.

من جهته، بدأ الأستاذ بوزيدي محاضرته الموسومة بـ«حياة المثقف المحلي في عالم الكتابة الكونية"، بتمحيص واستنطاق ذاتي لتجربته البحثية والفكرية، التي شدد على أنها بداية نحو تحقيق الهدف المنشود، لينتقل إلى دور المثبطات والأزمات في تكوين شخصيته المعرفي، وإلى الوضعية الاجتماعية الصعبة التي استطاع أن يتخطاها لتحقيق مراده المعرفي، وفي هذا قال "خلال مسيرتي الأولى نحو صناعة الاسم الثقافي والفكري لشخصي، جابهت العديد من المشاكل والعراقيل التي انبثقت من المحيط الذي تربيت فيه، ثم من المنظومة الثقافية المحلية التي ظلت تكرس الهوس المرضي للذات الطموحة،  ومنه لا ضرر من أن أقر أن البيئة المحلية لدينا بيئة قاتلة، دفعتنا إلى إنتاج أفكار ميتة".

أضاف"غياب البعد الوظيفي التكاملي بين مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مجتمعنا المحلي، جعل رهان إنتاج ثقافة الإبداع يضمحل ويتلاشى بحكم غياب استراتيجيات واضحة تروم نحو صناعة نموذج إنسان محلي، يبني الثقافات والأفكار والمشاريع التنموية محليا ووطنيا، ولعل مسار المثقف هنا يستدعي أن يركز على دوره العصامي بشكل أدق، لاسيما في مسائل الإبداع والبحث". 

كما توقف الأستاذ بوزيدي عند المرحلة التطورية التي توصّلت إليها المجتمعات البشرية من المجتمع البدائي إلى المجتمع الشبكي، وقال "إن مجتمع المعلومات أو البيئة الشبكية والاتصالية التي بلغت ذروة التعقيد، جعلتنا نعتقد أن العالم تحوّل إلى قرية صغيرة، كأنّنا بذلك أعدنا استعمال نفس المفاهيم التقليدية عند مصطلح القرية الذي ينحصر في جغرافية محلية صغيرة".

طالب المتحدث بضرورة التكيّف مع هذه المتغيرات، خاصة أن الأفكار الخصبة تطير لتتخطى حدود الجغرافيا، وترتقي إلى ما نسميه اليوم بالثقافة العالمية أو الكونية أو الكوكبية. مضيفا أن الكتاب يمثّّل فنا إبداعيا يستدعي وجود مفكرّة ثرية وغنية بالمعارف والعلوم، ناهيك عن امتلاك الباحث قدرات منهجية متحكّمة في الموضوعية والحيادية في الطرح. لهذا ـ يضيف الأستاذ- على المثقف المحلي أن يستند على كم هائل من الثقافة العالمية، بعيدا عن الخطابات الديماغوجية ومتخطيا أشكال الدغمائية والطوباوية.

في المقابل، قدم الأستاذ بوزيدي تجربته التدوينية التي تتمثل في كتابات عن الشأن الدولي، لاسيما ضمن القضايا التركية والإيرانية والعربية، مكنته من ترك بصمات في الكثير من المجلات العربية الصادرة بتركيا والسعودية والإمارات والأردن ولبنان وغيرها.