الممثلة والمخرجة المسرحية تونس آيت علي لـ"المساء":

أطالب بقانون يحمي الفنان

أطالب بقانون يحمي الفنان
الممثلة والمخرجة المسرحية تونس آيت علي
  • القراءات: 788
دليلة مالك دليلة مالك

"ذاكرة كلثوم" العرض الجديد للمخرجة المسرحية تونس آيت علي، عبارة عن تكريم للممثلة الراحلة  كلثوم، عرض بحر الأسبوع المنصرم، بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، وكانت مناسبة للحديث عن ما وقع للعرض المسرحي يوم 27 مارس الماضي، وعبرت آيت علي في هذا اللقاء عن أهمية حماية الفنان بقانون، حتى لا تتكرر الحادثة، مشددة على أن الفنانين حري بهم رفع مستوى مطالبهم لما هو أهم، عن أطر تشريعية وعمل، من شأنها أن تصون حقوقهم. 

انتظروني في عملين تلفزيونيين خلال رمضان

حدثينا عن فكرة مسرحية "ذاكرة كلثوم"؟

إنه عمل مقتبس من جميلة مصطفى زقاي من نص "حياتي المزدوجة، ذكريات سارة برنهارت"، الممثلة الفرنسية الملقبة بـ"إمبراطورة المسرح". العمل قائم على أداء ثنائي، الأول شخصية نونو (محمد شعبان) الذي يعمل على خدمة الفنانة كلثوم، وهي الشخصية الثانية التي أدت دورها (يسرا دايخة). في شخصية كلثوم على الخشبة، أظهرت أنها لا تحب الضوء، تفضل أن تحمي نفسها أو تختبئ من الشمس بمظلة، تمزق كل الرسائل التي تتلقاها، ترفض الدعوات والتكريم. إنها في نهاية حياتها، تشعر بالمرارة وخيبة الأمل والغضب.

تتذكر أيامها الأولى في المسرح، معارضة والدتها خوفا من "ما سيقال". تتذكر شبابها على المسرح، دعم محي الدين بشطارزي لها في أمسية جميلة رقصت فيها أمام 20 ألف شخص، سرعان ما انطلقت في الجولات المسرحية، والانهيار العصبي الذي حدث لها في عام 1951، وأشياء أخرى. كما أنها تتذكر انتقادات النوايا الحسنة الاجتماعية والمحرمات. فهي أول امرأة تصعد على خشبة المسرح في الجزائر خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

تعيش الفنانة، التي تأخذ شربات برائحة النعناع في عدة مناسبات، اعتزالها بمعاناة كبيرة، وتنتقد جحود الآخرين وعدم الاعتراف بأسرتها. تصرخ "كلشي كذب في كذب". يرفض نونو أن تكتب سيرتها الذاتية، وتترك بصمة على مجدها المنقرض رغما عنها.

تم تهميشها من قبل المسرح الوطني الجزائري في أوائل الثمانينات، ولم يتم استدعاء كلثوم إلا في عام 1987، لتلعب دورًا في مسرحية "موت بائع" لفوزية آيت الحاج. لم تتحمل كلثوم فكرة التقاعد. يعود آخر دور لها في المسرح إلى عام 1991 في مسرحية "البوابون" لرويشد. وبالنسبة للسينما، فقد تم توزيعها للمرة الأخيرة في فيلم محمود زموري "سنوات التحريف المجنونة" عام 1986. ولمدة عشرين عاما، عاشت كلثوم منعزلة في المنزل، رافضة التكريم وطلبات المقابلة إلى غاية وفاتها في نوفمبر 2010.

أدعو كل الفنانين إلى القيام بحملة لتغيير وضعهم الحالي

تناولت حياة كلثوم بطريقة ليست بيوغرافية، لماذا؟

تحملت كلثوم المرارة بقية حياتها، وهذا ما أردت التركيز علية في رؤيتي الإخراجية. كلثوم لم تعد تريد أن يتم النظر إليها أو التعرف عليها. اعتبرت تقاعدها إهانة. سافرت حول العالم مشرفة العلم الجزائري، وفي النهاية اعتزلت، وهذه أشياء معروفة، لذلك لم أرغب في كتابة سيرتها الذاتية على خشبة المسرح، لكن أردت إظهار الجوانب الإنسانية.

كانت كلثوم تتحلى بشجاعة كبيرة في ذلك الوقت، لقد ضحت بعائلتها، وضحت بنفسها كشخص. وطغى على العمل إثارة خيبة الأمل على اللحظات السعيدة أحيانا لما ترافق أغنية "ألجي ألجي" للمغني ليلي بونيش، وعلى غرار الرومبا التي تخللت لوحات المسرحية.

الراحلة كلثوم مثال لمعاناة الفنان

ما خلفية اختيار أغاني بونيش ومعطوب لوناس؟

كان والدي من سميعة ليلي بونيش، الأمر الذي اكتسبته في صغري، ثم إنها أغاني تعبر عن كل طاقات الجزائر المستقلة. كما اخترت أغنية لمعطوب لوناس في نهاية العرض، لأنني أحب هذا الفنان الملتزم، الذي يعبر عن نفسه ويختلف. فنان دافع عن الجزائر والشباب الجزائري.

لا أبحث عن شقة أو مال بل قانون يحميني

تم توقيف عرض المسرحية في 27 مارس الماضي، ما الذي حدث ولماذا؟

قررت جميلة مصطفى زقاي، المديرة المركزية بوزارة الثقافة والفنون، أن تسدل الستار على الخشبة، عندما كان ممثلو "ذاكرة كلثوم" على خشبة المسرح يؤدون، بتبرير أنها كانت تنتظر وصول وزيرة الثقافة لحضور العرض.

الوزيرة لم تأمر بذلك. كانت متقدمة على مدير المسرح الوطني والمنتج والممثلين. طلبت منها أن تأتي وتعتذر. لم تأت. ولقد قدمنا ​​العرض احتراما للجمهور. أشعر بالإهانة، إذ لا يمكننا فعل ذلك مع الممثلين. أحيي الحكمة والشجاعة التي كانت لديهم في إعادة العرض بعد أن تم رفع الستار. 

جميلة مصطفى زقاي لم تعتذر بعد عن فعلها

عبرت عن حالة المعاناة التي عاشتها الراحلة كلثوم، هل الممثلون اليوم يعيشون الحالة نفسها؟

** نعم، لكن ليس بشكل قطعي، وعليه أدعو كل الفنانين إلى القيام بحملة لتغيير وضعهم الحالي، لا شيء يمكن أن يتغير من دونهم. فأنا لا أعرف عن حال فنانين آخرين، لكنني لا أبحث عن شقة أو مال. أنا لا أبحث عن مكانة. أطالب بوضع قانون يصون كرامة الفنان، قوانين يمكن أن تحميني. مكانة ذات أهمية قصوى. دعنا نتوقف عن الحديث عن الشركات والشركات الناشئة والاقتصاد الثقافي.

لا يمكننا تطوير أي شيء إذا لم يكن لدينا إطار عمل أو قانون. هذه المكانة هي تقدير للفنان الذي كرس حياته كلها للمسرح أو السينما أو الفنون البصرية.

أنت أيضا ممثلة تلفزيونية، ما هي الأعمال التي تشاركين بها في رمضان؟

خلال شهر رمضان الحالي، سأكون حاضرة، بعد غياب، في إنتاجين تلفزيونيين، وهما مسلسل "ليام" (الأيام) للمخرج نسيم بومعيزة، وسيت كوم "عائلة تكاد أن تكون هايلة" للمخرج حسين مزيان.