إيدوي بلينال يحاضر بـ«سيلا21»:

أطالب بتحقيق المساواة بين الجميع والإعلام قضية حرية وثقة

أطالب بتحقيق المساواة بين الجميع والإعلام قضية حرية وثقة
  • القراءات: 607
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الإعلامي الكاتب إدوي بلينال بأنّ فرنسا التي استعمرت دولا وما تزال تتدخّل في أمور بلدان أخرى لا يحق لها أن تمنع قدوم اللاجئين إليها، مضيفا أن حركية الشعوب أمر طبيعي لا يمكن توقيفه، مع الحث عليه والتأكيد على الروابط المشتركة بين الجميع،  خاصة أننا نعيش في عالم هش، ليستذكر قول فرانس فانون «لا يجب تثبيت إنسان، قدره يدفعه إلى التحرّك».

نشط الكاتب والإعلامي الفرنسي، مدير الجريدة الإلكترونية «ميديا بارت»، السيد إدوي بلينال، محاضرة، أول أمس في إطار الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته الحادية والعشرين، تحدث فيها عن جريدته وعن قضايا أخرى مثل وضع العالم اليوم والقيم الحقيقية للديمقراطية.

وفي هذا السياق، اعتبر بلينال أنّ تأسيس الجريدة الإلكترونية  «ميديا بارت»، مرده التكيف مع تكنولوجيات الإعلام الحديثة، مضيفا أنه يسعى رفقة طاقم الجريدة إلى تعميم المعلومات ووضعها على طبق أمام الجمهور، وهو ما يدخل في إطار المصلحة العامة، باعتبار أن المواطن لا يهتم فقط بالملفات السرية، بل هو بحاجة إلى أن يكون على دراية بما يحدث في محيطه.

كما أشار بلينال إلى ضرورة تقديم معلومات صحيحة بعيدا عن الإشاعات، ليعتمد عليها القارئ حتى في مجال أخذ القرارات، مقدما مثالا عن إمكانية انتخاب شخص غير ملائم وفق معلومات خاطئة، فتكون النتائج كارثية على الجميع. كما قدم مثالا آخر يتعلق بقرارات الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب العراق بفعل معلومات خاطئة حول امتلاك صدام حسين للأسلحة النووية، وما انجر عنها من اهتزاز العالم إلى اللحظة، ليؤكّد في نفس الصدد، على ضرورة الاعتماد على صحافة حرة ومنضبطة.

وأضاف المتحدث أنّ المواطن لم يعد يثق في ساسة بلده وحتى في فاعلي السلطة الرابعة، لهذا على الصحافي أن يعيد نسج هذه الثقة، ويشرك القارئ في هذه العملية، حيث يمكنه أن ينتقد المقالات، إلى جانب إثرائه لها من خلال معلومات يمكن له أن يقدمها بدوره إلى قراء آخرين.

انتقل صاحب كتاب «لأجل المسلمين» إلى موضوع اعتماد الساسة الفرنسيين على سياسة التخويف، حيث يقول الحاكم لمحكومه «اشعر بالخوف وأنا هنا لأحميك»، وهو ما يعتبره المتحدث غاية في الخطأ، ليضيف «لهذا يجب على الصحافي أن يحارب كل المعلومات المغلوطة ويرفع تحدي تنوير الرأي العام، وهو ما يشترط منه التمتع بالحرية والاستقلالية».

في المقابل، قال بلينال بأن الجريدة الإلكترونية «ميديا بارت» حققت أرباحا معتبرة ناتجة من حقوق دفع قرائها لمقابل مادي، مضيفا أن قراء الجريدة هم من يساهمون في إنجاحها بل في إبقائها على قيد الحياة، لأنّ التطرّق إلى مواضيع حساسة له ثمن، وأضاف أن خيار أن تكون الجريدة إلكترونية بدلا من ورقية، يكمن في مجاراة تطورات العصر، كما أكد تقديمها لملفات ساخنة، عكس ما جرت عليه العادة، حيث في الغالب تمنح مواقع إلكترونية لجرائد ورقية، معلومات للترفيه وأخرى سطحية، ليؤكد أن جريدة «ميديا بارت» تعمل بدون ورق وبدون حدود في إشارة إلى ترجمة مقالاتها إلى عدة لغات.

كما تطرق بلينال إلى مسألة تعدد ثقافاته، حيث ولد بمارتينيك، مقاطعة فرنسية، ثم انتقل في مراهقته إلى الجزائر، ثم فرنسا، حينما كان يبلغ من عمره 18سنة، وفي هذا قال إنه نتاج هذا التاريخ، فقد عاش مرحلة الحرب التحريرية الجزائرية وأدرك ما معنى أن تكون «المساواة» غاية الجميع، لهذا فهو مع تحقيق المساواة بين أطياف المجتمعات، معربا عن أسفه عن عدم تحقيق هذا الهدف في فرنسا، حيث أصبحت المواطنة تقاس بأصول الشخص وديانته وغناه، وتمّ خلق «هوية فردية» لا تهتم بالتعدّد وهو ما اعتبره المتحدث خطأ جسيما.

أضاف الصحفي الذي قضى 25 سنة في خدمة جريدة «لوموند»، أن هذه السياسة برزت بشكل أكبر بعد كل العمليات الإرهابية التي حدثت في فرنسا، مشيرا إلى تحديد «المسلم» كرمز للشر، بيد أن في عمليات «شارلي أبدو»، الشرطي هو الذي قتل مسلما، لكن لم يتم تسليط الضوء عليه، مثلما حدث مع أحداث نيس، حيث أن الكثير من الضحايا كانوا من الجالية المسلمة.