الكاتب عبد العزيز عمراني لـ”المساء”:

أصبو إلى التميز في الكتابة وفي الوجود

أصبو إلى التميز في الكتابة وفي الوجود
الكاتب عبد العزيز عمراني
  • القراءات: 726
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

كتب الشاب عبد العزيز عمراني، الرواية ودراسات تخص الدين والطب والتنمية الذاتية وعلم النفس، كما انخرط في النشاط الجمعوي وتقلد المسؤولية في عدة جمعيات، من بينها رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في الجزائر، وتخصص أيضا في رسم البورتيهات، علاوة على اهتمامه بالسياسة، فكتب العديد من المقالات في هذا الشأن..المساء، اتصلت بعبد العزيز بعد صدور روايته الأخيرة دزيري، وأجرت معه هذا الحوار.

هل يمكن التعريف بشخصكم؟

❊❊ عبد العزيز عمراني من مواليد 5 نوفمبر 1994 بمدينة مليانة، يعرفني البعض بأنني باحث وكاتب روائي، رغم نشاطي القليل جدا في الساحة الأدبية، لعدة التزامات أخرى. كما يعرفني البعض الآخر، بأنني  فنان تشكيلي تخصص رسم بورتريه، مسير التنمية البشرية وناشط مدني، كوني منظم لعدة جمعيات خيرية، ومستشار لدى البعض منها بصفتي مسؤول مجموعة اتحاد الجمعيات الخيرية في الجزائر منذ سنة 2012، إضافة إلى ذلك، منظم للملتقيات الجهوية وباحث في مرض السكري ومنظم للحملات التحسيسية.

حدثنا عن الكتب التي صدرت لك، وهل كان طريق الكتابة أيسر أو أصعب من حيث إيجاد دار نشر تؤمن بما تكتب؟

❊❊ يُقدر عدد مؤلفاتي بـ 10 كتب في مختلف المجالات منذ سنة 2014، و3 روايات. أما من حيث التسهيلات، فلا يخفى على أي إنسان أنه في الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و2014، كان من الصعب جدا إيجاد دار نشر، ومن الأصعب أن يُقبل بعملك، إلا إذا كنت دكتورا أو أستاذا جامعيا، رغم ذلك لم أفشل حينها، لأنني دخلت ذلك الميدان عن حب وقناعة، لتحقيق هدف أسمى، إلى حين تعرفي على أستاذ آمن بما أفكر به قبل أن يؤمن بما أكتب، وكانت الصدفة أنه مدير دار نشر، فمنحني كل التسهيلات اللازمة. أما الآن والحمد لله، أصبحت الجزائر تزخر بالعديد من دور النشر، إلا أن الواقع عكس ما يتخيل الناس، فاهتمام دور النشر الحديثة بالمال أكثر من اهتمامها بالمحتوى، لا وبل تشجع الرداءة أكثر، مثل نشرها لكتب تضم مجموعة خواطر لم تصنف بعد في العالم كنص أدبي معترف به.

كتبت في مجالات مختلفة، أين تجد نفسك أكثر؟

❊❊ الكاتب الحقيقي بشكل عام، لا يهتم بالمجال الذي يكتب فيه، لهذا لم أفكر يوما في أي مجال سأكتب، لأن الكتابة تبدأ بفكرة خاصة، أحيانا مما نراه في مجتمعنا وأحيانا تأتي عن رغبة في دراسة شيء ما. ولا أنكر أنني أحاول دوما أن أكون استثنائيا فيما أكتب وأثبت وجودي، حيث أطمح في مس جميع الجوانب المهمة من حياة الإنسان، وأن تكون مؤلفاتي كنزا يحمله بين يديه ويعالج به مختلف مشاكله المتعلقة بالصحة والدين والتاريخ والجانب العاطفي والحياة الاجتماعية، وحتى في كيفية تخلصه من الأفكار والمعتقدات السائدة.

تناولت في كتاباتك الدين والتنمية البشرية والعلوم المختلفة، هل كانت أعمالك هذه ثمرة أبحاث مضنية أو قراءات لكتب أخرى، باعتبار سنك الحديث؟

❊❊ بعيدا عن الروايات، كتابة الدراسات تمنح للكاتب شخصيةً مختلفة، إذ تدفعه إلى التفكير بشكل مختلف، حتى أنها تغير سلوكه فيصبح أكثر انضباطا. كما أنها تعتمد كمراجع في البحوث والمذكرات، لهذا اعتمدت على نفسي في اكتساب المعلومات والاطلاع على مختلف المناهج واختيار الأفضل منها، واتباع أسلوب منظم في جمع المعلومات الموثوقة عبر بحوث عميقة منظمة، تهدف إلى الاكتشاف وترجمة الحقائق، مع انتقائها عبر مراحل عديدة. كما استندت في بحوثي على المخطوطات القديمة في حدود 1200 ميلادي، إيمانا مني بتغييب الحقيقة في أكثر الحالات، حتى أنه تم إخفاء العديد من المخطوطات وإبقاء نسخ مصورة منها فقط، وفي الخطوات الأخيرة، أقوم بتدوين كل ما جمعته من معلومات وملاحظات، وأقوم بتحليلها باتباع أساليب ومناهج علمية محددة، قصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد لها، وأخيرا أقوم بطرح أفكاري الشخصية وانتقادها وعرضها على البعض بشكل غير مباشر، لتحظى بجميع الانتقادات.

والسبب وراء اختياري لهذه الكتب العلمية، لا يعود إلى الرغبة في اكتساب معلومات علمية، أو حيازة ذهنية لمعلومات مادية وتكنولوجية، إنما لدراسة الأفكار والمعتقدات السائدة في وقتنا الحالي، ودراسة الواقع اعتمادا على العقل الناقد.

تهتم كثيرا بالنشاط الجمعوي، حدثنا عن ذلك، وما هي الرسالة التي تود توجيهها للرأي العام من خلال سعيك إلى مساعدة المحتاجين؟

❊❊ أحببت النشاط الجمعوي بما أنه يخدم المجتمع، خصوصا أنني أقطن بمدينة حضرية تحيط بها الكثير من المناطق الجبلية المهمشة والمنسية، فكنت أكتشفها في كل الرحلات التي أقوم بها خارج المدينة. ومن هنا أقول، إن النشاط الجمعوي لا يقتصر على الجمعيات فقط، فحبذا لو يقوم كل ميسور بالتعاون مع رفقائه في جمع الطعام والألبسة وغيرها، لتقديمها للعائلات المعوزة خاصة تلك التي تعيش في المناطق المعزولة.

كيف تقيم النشاط الجمعوي في الجزائر؟

❊❊ قمت سنة 2012، بالعمل على إنشاء مجموعة ذات أهداف للتنسيق بين الجمعيات والتعريف بها، قصد التكفل بحالة المجتمع الجزائري، والحمد لله، كانت الجزائر تزخر ببعض الجمعيات الخيرية التي وضعت بصمتها في هذا المجتمع وأثبتت كفاءتها، لكن ما لاحظته أن بعض الجمعيات تعمل على تحطيم جمعيات أخرى، لأسباب عديدة منها؛ التنافس على اللقب في المنطقة الواحدة والجهوية والمحسوبية. كما أن النشاط الجمعوي في الجزائر يحتاج إلى الكثير من التأطير والتسيير، وأختم كلامي حول هذا الموضوع بالتأكيد على وجوب توفر مكتب وإدارة بالنسبة للجمعية الخيرية، لهذا يجب أن يتميز مسيرها بالكفاءة، لكن في العديد من المرات تجده لا يجيد حتى كتابة اسمه، ويحاول من خلال هذه الجمعية، إنشاء علاقات مع المسؤولين وملء جيوبه باسم الفقير. لهذا على وزارة الداخلية والجمعات المحلية أن تهتم بهذا الموضوع.

تخصصت في رسم البورتريه، هل يعود ذلك إلى سعيك إلى الكشف عما تخبئه النفوس، من خلال ما يظهر على ملامح وجه الإنسان؟

❊❊ الإنسان كرة مملوءة بالعواطف والأحاسيس، ولكل شخص طريقته في التعبير عن مشاعره، فلو منحنا طفلا صغيرا قلما لرسم لنا أمورا لا يستطيع التعبير عنها بالكلام، وتلك الرسومات أراها لغتي الشخصية التي أعبر عنها ربما عن حال مجتمعنا في تلك الفترة، أو عن حالي شخصيا وأنا أرسم بشكل تلقائي.

حدثنا عن جديدك في عالم الكتابة؟

❊❊ آخر إصداراتي؛ رواية تحت عنوان دزيري، ليست كباقي الروايات، فهي رواية تاريخية بطابع سياسي اجتماعي، استعملت فيها اللهجة الجزائرية بشكل هزلي، بها أصغر مقدمة وهي كالتالي الدزيري ما يقراش المقدمة مراهش فارغلي شغل، هذه المقدمة عبارة عن بداية تلفت انتباه القارئ وتجذبه لتصفح هذه الرواية.

كما هو معروف، لا أحد منا يحب قراءة التاريخ، لأنه سيشعر بالملل خصوصا. كما تعد هذه الرواية مرجعا لكل جزائري يريد أن يكون على دراية كافية بالأمور التاريخية، حيث تحمل لمحة سريعة عن تعاقب الحضارات في الجزائر، أما البداية الفعلية، فهي منذ الاحتلال الفرنسي إلى يومنا هذا، مرورا بجميع قضايا المجتمع والحراك الشعبي والرئاسيات. والمختلف هنا أنها تكشف الستار عن عدة أمور يجهلها البعض منذ الاستعمار الفرنسي إلى يومنا هذا، مرفقة بعدة صور وأمور تفهم ما بين السطور. وأخيرا، أقول إنني حاولت التميز في هذه الرواية بالتطرق لعدة أساليب، والتحفظ عن أسماء بعض الشخصيات، وذكر الأسماء الحقيقية لشخصيات أخرى، وتجنب كل ما هو منافي لقانون النشر في الجزائر. في انتظار إصدارات أخرى تفيد المجتمع أكثر، فالفكرة موجودة والوقت ضيق.