صناعة الزرابي الأمازيغية

"أصالة وتواصل" تعيد إحياءها من أم البواقي

"أصالة وتواصل" تعيد إحياءها من أم البواقي
  • القراءات: 1279
ن. ج ن. ج

تشهد الزرابي الأمازيغية المعروضة بأروقة قاعة العروض "أحمد باي" في قسنطينة، بمناسبة الأسبوع الثقافي لولاية أم البواقي، والتي هي عبارة عن قطع فريدة وثمينة، تشهد على عبقرية فنية مؤكدة فنا أصيلا بحق، ففي هذه الولاية تواصل العديد من النساء النساجات الماهرات والخبيرات أيضا والغيورات على موروثهن، الحفاظ على مهارة الأسلاف ويسهرن على المحافظة على إرث مشترك.  وتسمح تشكيلة الزرابي ذات الزخارف الهندسية والنباتية والحيوانية المفعمة بالألوان المختارة بعناية للزوّار، فرصة القيام برحلة رائعة في الجبال الأمازيغية وتحكي حياة وشغف حرفيات متميزات. 

الأصالة قبل كل شيء

ففي إطار مشروع يستهدف ترقية المرأة الماكثة في البيت، من خلال تلقينها مهن الخياطة وفن الطبخ، سرعان ما سيطرت حياكة السجاجيد على أنشطة جمعية "أصالة وتواصل" بعين البيضاء (أم البواقي)، ففي عام 2010، باشرت الجمعية مشروعها بفضل إحدى المساعدات المالية وعتاد الخياطة الذي تمّ الحصول عليه من طرف وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة.

وأوضحت رئيسة الجمعية، السيدة فضيلة مشري، لوكالة الأنباء أنّه سرعان ما كبر فوج التكوين الصغير وتوسّعت نشاطات الجمعية إلى حياكة الزرابي الأمازيغية  "بعين البيضاء وكذا بعديد مناطق أم البواقي، لا تزال المهارة في مجال حياكة الزرابي على حالها بفضل المساهمة الثمينة لبعض الخبيرات في المجال، اللواتي لا يتردّدن على تعليم الشابات الصغيرات تقنيات الحياكة"، مشيرة إلى أنّ الجمعية تحصي في الوقت الحالي أكثر من 300 منخرطة. 

وحسب السيدة مشري، تبدأ عملية حياكة الزربية من اختيار الصوف، "ففي منطقة رعوية مثل أم البواقي، الصوف متوفرة بكثرة وعمل النساء في الجمعية يبدأ بالغسل، ثم الفرز باليد من أجل صنع سجاجيد ذات جودة عالية"، ثم تلي عملية الفرز، مرحلة غزل الصوف التي تقوم بها نساء الجمعية بـ«تحكّم كبير"، وتمنح هذه العملية للصوف "تركيبة طبيعية"، ثم تجمع الصوف المغزولة على شكل كرات وترسل لصباغتها، وبعدها ترسل الصوف للصباغين بمدينتي خنشلة وتبسة، وتصنع الألوان المستعملة انطلاقا من مقادير طبيعية، مثل مستخلصات النباتات، وتعطي الصبغة النباتية "منظرا طبيعيا فريدا" لتركيبة الصوف الخام. 

إبداع فني فريد من نوعه

وتبدأ صناعة زربية الحراكتة أو السجاد "ذي العقد" (تقنية خاصة بمناطق أم البواقي وتبسة وخنشلة وسوق أهراس) باختيار الزخارف والألوان، فبين الزخرفة الحيوانية والنباتية والهندسية، توجّه "معلمة الحرفة" المكلّفة بالإشراف على عملية حياكة السجاد بالجمعية حركات عضوات فريقها، وتتبع العاملات على إعداد العقدة التعليمات المتعلقة بالألوان، حيث تتم عملية حياكة الزربية تقليديا عن طريق اليد وعن طريق "الكروشيات".

وبمجرد قطع هذه العقد، تضحى هي "قطيفة الزربية ويكون الرسم أكثر وضوحا بالمقلوب أكثر من الوجه"، وتستغرق عملية حياكة الزربية الممتدة على مترين على ثلاثة ما يقارب 5 أشهر، لأنّ مرحلة وضع اللمسات الأخيرة هي الأكثر صعوبة، لأنها تحدد نوعية المنتوج النهائي من أجل تثمين السجاد الأمازيغي. 

وتشير السيدة مشري بالتفصيل، إلى أنّه "في مرحلة اللمسات الأخيرة تنزع كلّ الصوف الزائدة ويصنع تلفيق ويخاط على جانبي الزربية من أجل الحفاظ على العقد والنوعية التصويرية للسجاد تضحى جلية"، ويتراوح سعر الزربية الحراكتي بين 50 و100 ألف دج، حسب الأبعاد المقترحة، ويظلّ الصالون الدولي للجزائر العاصمة بالنسبة لجمعية "أصالة وتواصل" الفرصة المثالية لبيع منتجاتها.