أكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، خلال إشرافه، مساء أول أمس، على افتتاح الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي، أن القفطان الجزائري يعد من "الأزياء التقليدية الأصيلة الضاربة في أعماق التاريخ"، مشيرا الى أن هذا المهرجان يعرف "مشاركة مميزة لمصممين وباحثين، وهو ما يؤكد أهمية العمل الأكاديمي في التأريخ للقفطان الجزائري وغيره من عناصر الأزياء التقليدية الوطنية".

احتضن قصر الرياس" حصن 23" الجزائر العاصمة، مساء أول أمس،، فعاليات افتتاح الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي، الذي خصص هذه المرة للقفطان الجزائري الأصل الذي حضر بألوانه وأشكاله التي ابيدع فيها حرفيون مشاركون من 14 ولاية، في عرض تشكيلات اذهلت الحضور وسافرت بهم عبر الأزمنة الغابرة، حيث كان الحدث فرصة للتعريف بعراقة القفطان.

أوضح وزير الثقافة والفنون، في كلمته الافتتاحية، أن كل القرائن التاريخية الموثقة تثبت أصالة القفطان الجزائري، وبالتالي فان تصنيفه لدى "اليونيسكو"، يعد خطوة مشرفة وبالغة الأهمية، وأشار، في نفس السياق، الى أهمية العمل الأكاديمي، في الـتأريخ للقفطان الجزائري، وغيره من عناصر الأزياء التقليدية الوطنية. 

كما أشار الوزير، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لحماية وصيانة وتثمين التراث الثقافي الوطني المادي واللامادي، وكذا الجهود التي تبدلها وزارة الثقافة والفنون، من أجل تصنيف عناصر تراثية جديدة ومختلف الازياء التقليدية الجزائرية على المستوى الدولي، باعتبارها عناصر تبرز الهوية والتراث الثقافي الجزائري العريق، مؤكدا دعمه الكامل للحرفين والمصممين من اجل مواصلة رسالتهم في الحفاظ على هذا الموروث.

وقال المسؤول أن المهرجان يشكل منصة لإبراز رمزية الزي التقليدي الجزائري، في تنوعاته الغنية وتعريف الأجيال الجديدة بأبعاده الثقافية، فضلا عن كونه فضاء يتيح للمبدعين الشباب التعبير عن لمساتهم الفنية بما يزاوج بين الاصالة والابتكار.

من جهتها أبرزت محافظة المهرجان فايزة رياش، أهمية التعريف بأصالة القفطان الجزائري وتشجيع التكوين في خياطته وطرزه، معتبرة أن المحافظة عليه هو جوهر الحفاظ على الهوية الوطنية. مؤكدة حرصها خلال كل طبعة على إظهار الموروث الثقافي الجزائري في الألبسة التقليدية الجزائرية المميزة والعريقة.

وقد استمتع الجمهور الغفير الذي حضر الافتتاح، بمشاهدة المعرض الأكاديمي الخاص بالقفطان الجزائري، اذ تم عرض نماذج وقطع مهربة من الزمن البعيد من هذا الزي التقليدي الذي يعكس عراقة التراث الجزائري عبر مختلف الحقب التاريخية، كما استمتع الجمهور بمشاهدة قطع ثمينة يفوق عمرها 100 سنة وأكثر من الفتلة والمجبود، الى جانب قطع جديدة ابدعت فيها أنامل حرصت على الحفاظ على الاصل مع بعض العصرنة.

كما تم بالمناسبة تنظيم عرض أزياء خاص بالقفطان الجزائري، بمختلف انواعه من امضاء المصمم فؤاد عزي، بمختلف أنواعه، حيث شهدت المنصة عروضا لأشكال مختلفة منها قفطان القاضي، كما نال القفطان الرجالي إعجاب الحضور بامتياز. كما عرف المهرجان إطلاق مسابقة "قفطان التحدي 2025" الموجهة للمصممين الشباب من أجل ابتكار تصميم قفطان جزائري مبدع بلمسة عصرية.