الكاتب فريد ملال لـ "المساء":

أستلهم أفكاري من المجتمع والكتابة الصحفية زادي

أستلهم أفكاري من المجتمع والكتابة الصحفية زادي
  • القراءات: 693
 لطيفة داريب لطيفة داريب

تواصلت "المساء" مع الكاتب الصحفي فريد ملال بعد صدور كتابه الأول "الخبز الأبيض" عن دار البغدادي، وأجرت معه هذا الحوار القصير:

-كيف ساهمت فترة الحجر الناتجة عن كورونا، في ولوجك الكتابة الأدبية؟

- أولاً، استمتعت بقضاء مزيد من الوقت مع عائلتي الصغيرة، والاهتمام بهم، ورعايتهم أكثر من السابق. كان علينا أن نتعلم العيش في مساحة صغيرة لوقت طويل، والتحدث معا بشكل أكثر من المعتاد، وأن نعيش ونشعر معا بوباء كورونا. هذا الأخير منحني شجاعة أكبر لأكتب نصي "الخبز الأبيض"في البداية كان عبارة عن يوميات، كنت أخطّ فيها أفكاري، وأبث فيها مشاعري حسب مزاجي، وكذا خلال فترة عملي الصحفي، أو عندما أرسل مقالي إلى رئيس التحرير، وأنتظر منه إما الموافقة، أو إعادة صياغته. نعم، فترة الحجر هذه هي التي أجبرتني، تقريبا، على مراجعة دفتر ملاحظاتي، وتحويله إلى نص أدبي.

-لماذا اخترت نادلا ليكون بطل عملك الأدبي؟

= في الحقيقة، قبل أن أعتنق مهنة الصحافة اشتغلت في كثير من الأحيان، وظائف بدوام جزئي، خاصة خلال فترات العطل المدرسية.

عندما كنت طفلا لعبت دور الراعي مع الأصدقاء. وأثناء دراستي في المدرسة الإعدادية والثانوية، كنت عاملا زراعيا موسميا، لتمويل رحلاتي إلى الخارج. كما عملت نادلا حينما فشلت في نيل شهادة البكالوريا. وفي تلك الفترة كنت أقترب من العشرينات من عمري، وكنت أفكر بجدية في مستقبلي، وبناء حياتي. واخترت أن أعطي الكلمة في نصي هذا، لشاب بدلا من صحفي. ويعود ذلك إلى سبب اجتماعي محض، ففي الجزائر مازلنا نحبّذ تبادل الأخبار مع الأصدقاء حول طاولة في مقهى عام. كما من المعروف أن النادل ينقل أخبار اليوم. وهذه هي الأسباب الرئيسة التي دفعتني إلى اختيار النادل في نصي الأدبي.

-لماذا استخدمت ضمير المتكلم "أنا" في كتابك هذا؟

= في الواقع، يتيح لي استخدام "أنا" في استعارة أفكار الأشخاص والمعارف الآخرين، وجعلها خاصة بي. في الواقع أنا سعيد؛ لأنني صحفي؛ لأن هذا يعني، أيضا، الشعور بمخاوف الناس أو الفئات الاجتماعية التي نكتب عنها مقالات صحفية. ويعني الرسم بالكلمات للتعبير عن المشاعر التي تنبعث مما يعيشه أناس حقيقيون للغاية؛ أي الذين يواجهون تقلبات الحياة، أو عن الذين يعبّرون عن الفرح والنجاح بصدق.

-هل ساعدك عملك الصحفي في كتابة نصك الأدبي؟

= نعم، مكنتني كتابة المقالات الصحفية من الكتابة الأدبية بشكل يسير نوعا ما. كما دفعت بي إلى صقل كل ما هو زائد، والتمسك بالجوهر، وكذا التمتع باكتشاف مناطق وأناس مثيرين للإعجاب حقا؛ من خلال قيامي بالمهام الصحفية. الأماكن التي أذكرها في القصة حقيقية. ورفيقَايَ النادل عمر وبوعلام هما شخصان حقيقيان.

-ما هو "ديكليك" الذي دفع بك إلى أن تنتقل من الكتابة الصحفية إلى الكتابة الأدبية؟

= كان ذلك بإلحاح من مؤلف كتب باللغة الأمازيغية، كتبت عنه بورتريه، فأصبحنا بعدها صديقين. لقد استطاع إقناعي بالكتابة، وقدّمني لناشره، الذي اتفقت معه على كتابة هذا النص. وبالمقابل، حينما كنت مراهقا كتبت قصائد، وكانت كتاباتي المدرسية موضع تقدير من قبل المعلمين.

-هل من مشروع أدبي جديد في الأفق؟

= نعم، أعكف، حاليا، على تأليف نصي أدبي، هو عبارة عن دراسة حول أناس أنشأوا الفن الرابع في القليعة (تيبازة). قررت أن أعود بالزمن إلى الوراء، وأن أتحدث عن رجال سنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وحتى في بداية القرن  الواحد والعشرين، الذين قدّموا عروضا مسرحية بالقليعة، وأن أكتب عن نشأة المسرح في القليعة؛ من خلال تقديم السكاتشات، إلى بزوغ فرق مسرحية، تضم ممثلين وممثلات، استطاعوا أن يخطّوا طريق الشهرة.