"موحو" يعرض بمؤسسة "عسلة":
أرسم الجزائر من خلال المرأة

- 875

يقول الفنان التشكيلي محمد صحراوي المدعو موحو، إن رسمه للمرأة ما هو في الحقيقة، إلا رمز للجزائر؛ فلا يمكنه تصوّر بلدنا من دون رسمه للمرأة المقاومة والصنديدة التي تحمي أولادها، وتصدح بالحرية.
يعرض الفنان التشكيلي موحو، لوحاته بمؤسسة "أحمد ورابح عسلة"، إلى غاية الفاتح جويلية المقبل. ومن بينها لوحات لم يسبق له أن عرضها في الجزائر، علما أنه مقيم بباريس. ومن بين أعمال موحو المعروضة نذكر ثلاث لوحات رسمها بعد فترة عجفاء، أو لنقل حينما كان يشارك موهبته مع آخرين كل أسبوع بفرنسا، لمدة طويلة، وتحديدا خلال فترة الحراك، ليعود إلى نفسه وإلى رسوماته، وينتج أكثر من خمسين لوحة، جلب منها إلى الجزائر ثلاثة، وهي "نجمة"، و« مسيرة نجمية"، و«القمر النجمي"، وكلها ترمز إلى الحراك.
وقال موحو عن هذه اللوحات إنها مميزة، تظهر فيها حركة كبيرة؛ وكأنها تنفطر عصبيةً، وتنتقم لصاحبها عن بعده عن الرسم لفترة طويلة. كما رسمها من دون التعمّق في الموضوع، ولا اختيار دقيق للألوان، لينتقل في حديثه إلى لوحات أخرى لم يسبق له عرضها بالجزائر، علما أنه نظم معرضا برواق محمد راسم، في سبتمبر من السنة الفارطة.
وفي هذا السياق، رسم موحو لوحة "سروال"، التي شرع في وضع أولى ملامحها عام 2013 بالجزائر خلال عطلته. والبداية كانت بوضع الرمل على اللوحة، ثم الصباغة بالألوان، فالرسومات، لتجد هذه اللوحة نفسها معروضة بمؤسسة "عسلة". أما لوحة "طقم" فرسمها بباريس، وأحضرها بكل فرح، إلى بلده؛ كي تُعرض، أيضا، في هذه الفعالية. موحو قال إنه رسم في لوحة "طاقم"، عروسا من تلمسان، أراد أن يكون عنوانها "فتلة الزين"، لكن نظرا لصعوبة ترجمة العنوان، اختار كلمة "طاقم"، ليؤكّد أنه يرسم المرأة؛ لأنه يعتبرها الجزائر، وهو ما يظهر، بشكل واضح، للعيان في لوحة "الوطن الأم" التي رسمها موحو بألوان العلم الوطني.
أما موضوعها فهو امرأة تحمل أطفالها. وفي هذا قال موحو: "عرضت لوحتي هذه في فرنسا أكثر من مرة، لكنني لم أجد الصدى الذي يريحني، فقررت أن أجلبها إلى الجزائر حيث موطنها. ها هي تصرخ حاملة أطفالها في صدرها. خرجت إلى الشارع عارية، وحتما سيكسيها الله؛ هي الجزائر بعد الحراك". ورسم موحو لوحة "يدي"، اعتمد فيها على يده اليسرى التي تقترب من القلب، ثم وضع فيها رسومات مختلفة، في حين اختار للوحته "لامندول"، المرأة؛ لكي تعزف على آلة المندول عكس المتعارف عليه؛ حيث إن هذه الآلة، في العادة، يعزف عليها "الشيخ" لا "الشيخة". وفي هذا قال موحو مجددا: "دائما أحبّ أن أعكس التيار المتعارف عليه، هكذا أنا".
وواصل موحو دوره كدليل لـ"المساء" في معرضه هذا، وتحدّث عن لوحتين عنونهما بـ«بناء نسوي"، رسم فيهما لوحة داخل لوحة؛ وكأنّ الرسمة لم يكفها الصندوق الذي رُسمت فيه، فخرجت عن إطارها، ووجدت نفسها في لوحة أكبر مساحة. كما يشارك الفنان بلوحات رسمها بالحبر الصيني عام 2023، وهذا خلال رسمه على المباشر في الحفلات والأمسيات الشعرية وغيرها؛ إذ من المعتاد أن يرسم موحو كلما سمع موسيقى. حدث ذلك خلال حلوله ضيفا في حفلات نشطها الشيخ بيمول، وفرقة "قناوة ديفزيون"، و«بوتي موح"، ومحمد طماش، بالإضافة إلى استضافته في ورشته بنانتير، فنانين؛ أمثال كمال حراشي، وبورياح، والأختين أمور. وعاد موحو إلى الرسم بالحبر الصيني مثل ما كان عليه الأمر حينما كان رسام كاريكاتير في الصحافة؛ حيث رغب في التغيير والعودة إلى أحاسيس مختلفة، وهو ما يحدث بنسبة كبيرة حينما يشارك في التظاهرات الموسيقية أو حتى الجلسات الفنية.
ودائما مع جديد موحو وهذه المرة بلوحات "رقص" و"الغمزة" و"لوتار" التي رسم فيها أشكالا كأنها جاءت من عالم آخر، وتحيط بها مجموعة من الرموز التي تمسّ ثقافته الأصيلة، وهنا أكد الفنان سعيه لتوسيع مجموعته الفنية في الجزائر، مضيفا أن من المهم جدا أن يعرض أعماله ببلده، مثلما عليه الحال هذه الأيام بمؤسسة "عسلة".