القاصة الشابة إيمان بلمداني لـ”المساء”:

أدين للمسابقات العربية بالكثير من الفضل

أدين للمسابقات العربية بالكثير من الفضل
القاصة الشابة إيمان بلمداني
  • القراءات: 668
لطيفة داريب لطيفة داريب

إيمان بلمداني كاتبة شابة، اقتحمت عالم الكتابة بكل ثقة بعد أن وجدت نفسها في مصاف الأوائل من الفائزين في مسابقات الجوائز العربية في القصة القصيرة، فتشجعت وأصدرت مجموعة قصصية بعنوان أنثى نبضها حكاية عن دار المثقف..المساء، اتصلت بها للتعرف عليها وعلى إصدارها، فكان هذا الحوار.

هل لك أن تعرّفي نفسك لقراء جريدة المساء؟

إيمان بلمداني من الجزائر مواليد 2000، طالبة جامعية تخصّص علم النفس وكاتبة. انسلخت من قوقعة جدران البيت، وتحوّلت إلى دولاب يطحن الكتب وكل ما سطر فوقها من كلمات وشعوري المر بها قادني لتسطير بعض المفردات، فكان وجودي في هذا العالم قدمني ككاتبة للقارئ.

منذ متى اقتحمت عالم الكتابة ؟

البداية كانت مع القصص التي كانت تحكيها أمي، حيث كنت أعيد صياغتها بطريقتي الخاصة، بعدها كنت أكتب لألقي شيئاً من الحمل على الورق ولأستريح، أعجبتني التجربة، فكررتها، ثم تغيّر الدافع فأصبحت أكتب حينما أعجز عن إيجادِ تفسيرٍ لأشياء كثيرة حولي، علّني أفهم لماذا يفعل الناس تلك الأمور لبعضهم البعض. ولماذا أفعلها أنا بالذات. كتبت ولا أزال أكتب لأواجه نفسي، لأترجم نفسي لنفسي .. لأتعرف إليّ أكثر .. بشتاتي.. بضعفي وتناقضاتي.. لأرتب بعثرة حياتي وأمنحها الاتساق والمعنى أكتب حتى أستطيع أن أرى نفسي بوضوح، لأستخلص معان أعمق أتمسك بها في أقسى أيامي. 

هل سبق لك وأن شاركت في مسابقات أدبية؟

نعم كثيرا حيث شهدت بداياتي في الكتابة، فقد شاركت في عديد  مسابقات القصة القصيرة عربيا، وكنت دائما أحجز مكاني رغم مشاركة عديد الأدباء والكتاب من مختلف البلدان، فأدركت أن لديّ قدرات في كتابة القصة. صراحة أجد هذه المسابقات محفّزة للإبداع، وخصوصا للذين لم تتسن لهم فرصة نشر أعمالهم، في وقت أصبح فيه الأدب مجرد بضاعة، كما أرى أن مواقع التواصل صوت لمن لا صوت لهم.

ممكن تقديم تفاصيل عن مجموعتك القصصية أنثى نبضها حكاية؟

الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية صادر عن دار المثقف، يعالج قضايا المرأة ويوضّح مكانتها وتضحياتها، ويبيّن واجب المجتمع في معاملة المرأة كإنسان له حقوقه وقيمته وإنسانيته ومشاعره وحرمته. فالمرأة عماد المجتمع وسند لكل أحبتها أب، أخ، ابن أو زوج، وهي بطبعها الحنون وطبيعتها العطوفة تحب وتمنح حتى لو كانت طالحة في نظر البعض، لأن أسباب الشر أو الطلح دائما لها تفسير، أي ما الذي يجعل قلبا رحيما يقسو أو يؤذي؟.

وفي مجموعتي القصصية، تحدّثت عن الأم التي تعاني في دور العجزة فتعجبت لمن يتخلى عنها من أجل إرضاء زوجته أو أيّ سبب دنياوي. كما تطرّقت لنظرة المجتمع للأرملة والعانس والعقيم والمطلقة والمغتصبة، وكيف يطلق عليها ألقابا جارحة، تعتبر وصمة عار في جبينها، وإضافة إلى تجربتها القاسية، تواجه محنة أشد تتمثل في أطماع الرجال التي تشعرها بعارها وذلها ومهانتها وتكثر حولها الإشاعات توصلها لغروبها وتكمل أيامها كئيبة. كما تكلمت عن اليتيمة والتي تعاني المرض وضحية الحب والهوى. ولم أغفل عن المرأة الطالحة مع ذكري لأسباب دفعتها أن تكون كذلك، وغيرها من نماذج حكايات نساء من عمق المجتمع، منهم من عايشته ومنهم من طعّمته بأشخاص عايشتهم ومنهم من تخيلته.

هل تعد مجموعتك القصصية، أول إصدار أدبي لك؟

بل ثاني إصدار أدبي بعد كتاب اشتياق الذي تحدثت فيه عن اشتياق الإنسان لنفسه القديمة.. الاشتياق لضمير كان يعاتب كل لحظة الاشتياق لنفس كانت للشر نافرة، هناك من يشتَاق أنْ تُعانق روحِه السّكينَة، نشتاق لأشياء قديمة، ضحكات أشخاص أبعدتهم الأقدار عنّا. وكذلك الكتاب الجامع نوتات شذية الذي أشرفت عليه، خُط بأقلام أنثوية تحكي كل واحدة منهن عن قصتها في الحياة، حيث تعزفن على الحروف وتعبِّرن عن ما بداخلهنّ بإحساس مصاحب لتقلبات نلمسُها في الانتقال من نوتة إلى أخرى وهي قد تسعد المتلقي أو تحزنه او تذكره بمواقف مشابهة.

هل وجدت صعوبات في نشر أعمالك الأدبية؟

أعتقد أنّ أهم معوق هو ألا يجد الكاتب الشاب دعمًا من شخص أعلى يوجهه ويخبره بما يحتاج إليه في هذه المرحلة العمرية، ففي البداية نكون جميعًا في حالة تخبط لا نعرف إن كان ما نكتبه جيدًا أو سيئًا، إن كنا موهوبين أم مخدوعين، كل منا يحتاج إلى شخص أكبر وأنضج يرشده. من ناحيتي أدين بالفضل الكامل للمسابقات العربية التي أثبت من خلالها لنفسي أنني أستطيع في هذا العمر، أن أقوم بطباعة مجموعة قصصية.

ما رأيك في تنامي ظاهرة أدب الشباب في الجزائر؟

الشباب، اليوم، في صدارة المشهد الأدبي بإبداعاتهم الخاصة التي مسّت قضايا جيلهم وقد كنت ومازلت أحيي الالتفات إليهم، ومنحهم الفرص لاعتلاء المنابر فلديهم ما يبهج، ويبشر بمستقبل مزهر نأمله منهم. وهذه المرحلة متميزة في حياة كل أديب أو كاتب. لكن بداية الممارسة الإبداعية تعني إنها لازالت في طور النشأة والنمو والتدريب والتمرين، والاكتساب والتحصيل، وعلى قدر المخزون المعرفي والتحصيل العلمي تكون التجارب، وتتوضح معالم هذه الظاهرة التي تسمى أدب الشباب. وعادة ما تكون هذه التجربة الشبابية في فترة الشباب والفتوة، حيث تتفتح المواهب، وتظهر الميول والرغبات، فيندفع الشباب إلى كتابة النصّ الأدبي.

هناك من الشباب الذين ينبهرون بكاتب، أو شاعر أو روائي، فيندفعون إلى محاكاته، وتقليده في أفكاره، بل وفي صوره الفنية وتراكيبه، ثم لا يستطيعون التخلص فيما بعد من أسر التقليد نظراً لكونهم لا يقرؤون إلا له، وهناك من انبهروا بالثقافات الأجنبية، وقد يبالغ بعضهم في الغلو والتطرّف، فيرفضون الإرث الثقافي العربي وينفتحون على التجارب الأدبية الأجنبية، معتقدين أن ذلك الانفتاح، أو الانفلات هو عين الصواب، فيقعون في أسر التقليد أيضاً.

ثمرة التجربة الأدبية ولكي لا نقع في الكمية فقط، تأتي بعد سلسلة من التجارب، والممارسات والقراءات، ولا زال الأديب يواصل القراءة، ويعمق تجاربه في الحياة والناس، ويعيد النظر في نصوصه ومواقفه، ويقوّم نفسه.