بكاكشي الخير لـ "المساء":

أدعو الشباب إلى الاهتمام أكثر بالأغنية السطايفة

أدعو الشباب إلى الاهتمام أكثر بالأغنية السطايفة
  • القراءات: 3009
زبير. ز زبير. ز

يعد رمزا من رموز مدينة عين الفوارة، اسمه ارتبط بمدينة سطيف، هو فنان مرهف الحس، قوي الحنجرة، غنى عن الحب وعن الجمال، أمتع الجمهور الجزائري بأجمل الأغاني، على غرار "الصحة يا الصحة"، "خالي يا خالي"، "بابور الغربة"، "قابل"، "لميمة"، "شيفور الطاكسي" و"غزالي يا غزالي"، يستعمل اللغة البسيطة والعامية في إيصال رسالته، ورغم كبر سنه، مازال يقدم الفن الجميل والكلمة الطيبة، يرى أن نجاح جيله كان بفضل التمسك بنصائح من سبقهم في هذا المجال، يحب الأغنية السطايفية إلى حد النخاع، يطلب من الشباب الاهتمام بهذا اللون حتى يحفظه من الزوال، إنه الفنان بكاكشي الخير الذي التقته جريدة "المساء" على هامش مشاركته في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية سطيف في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.

❊ أولا، نريد كلمة عن مشاركتكم في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"...

❊❊ حقيقة، قسنطينة تستحق احتضانها لتظاهرة ثقافية كبرى مثل هذه التي نعيشها اليوم، والتي لنا شرف المشاركة فيها وترك بصمة ولايتنا، على غرار باقي ولايات الوطن، فالمدينة تعرف بمدينة الحضارة والعلم، وهناك مثل متداول بيننا مفاده أن قسنطينة مدينة يصعب العيش فيها على من لا يملك الزاد الكافي والأفكار النيرة. وأستطيع أن أقول؛ "أنا كنت نسمع في المالوف، تحشرت علينا المدينة وتغلقوا البيبان... واليوم قسنطينة، اتسعت المدينة وتحلوا البيبان"..، ربما هي كلمات أغنية جديدة سأقدمها مستقبلا (يضحك)، عشت 26 سنة بحي باب القنطرة في قسنطينة، ولدي العديد من الأبناء والأحفاد الذين ولدوا في قسنطينة، حتى أنّ والدتي ـ رحمها الله ـ مدفونة في هذه المدينة التي أكن لها كل الحب والتقدير. 

❊ كيف وجدتم تجاوب الجمهور القسنطيني مع الأغاني التي قدمتموها على ركح قاعة العروض الصغرى بالصرح الثقافي أحمد باي؟

❊❊ كان الجمهور في المستوى، وذواقا، تابع معنا الحفل باهتمام إلى آخر السهرة، الحفلة عرفت تجاوبا كبيرا وهناك عائلات استمتعت بالحفل وبالأغنية السطايفية التي ليست غريبة عن مدينة قسنطينة، والتي تحمل تراثا ثقافيا وحضاريا أصيلا وعريقا.

❊ بما أنكم أصحاب باع كبير في المجال الفني، ما هي الرسالة التي توجهونها للجمهور، خاصة الشباب منهم؟

❊❊ أظن أن أحسن رسالة هي توجيههم للاستماع للفن الراقي بعيدا عن المتعفن، وأظن أن هناك فن نظيف والنظافة من الإيمان، والكلمة النظيفة مطلوبة في الأغنية التي يمكن أن يستمع لها الأب مع أبنه والأم مع أولادها والعائلة مجتمعة، لا يجب أن نذهب إلى الأغنية التي تضم كلمات غير لائقة وحتى كلمات لا معنى لها، كما تعرف بأغاني "الأردوفر" (السلطة)، أظن أن أساس الأغنية هي الكلمة الهادفة ذات العمق والمعنى، فمثلا عندما أقول "راحو القسنطينيات واداو معاهم الملايات، بناتهم قطعوا الطابليات، راحت الشخشوخة وشباح الصفرا، لغدى بيتزا ولعشا فريت أوملات"، أظن أن هذا الأمر أصبح ينطبق على كل المجتمع، وهي رسالة واضحة مفادها أن العائلة الجزائرية والمرأة في ظل التطور والسرعة التي بات يعرفها العالم، تخلت عن العديد من العادات والتقاليد وأصبحت ضحية هذا التغير.

❊ هل لنا أن نعرف جديدكم في الساحة الفنية؟

❊❊ لدي أغنية في طابع السطايفي، ستصدر قريبا وتطرح في السوق، هي جاهزة بحوالي 60 %، من كلماتي وتحمل عنوان "عامر ولاو نوامر" (عامر أصبح أرقام)، لم أختر الملحن بعد، لكن هناك بعض الأسماء في ذهني، على غرار مبروك عطار، عبد العالي صالح باي والمتحدث، أكتفي بهذا القدر من المعلومات، خوفا من القرصنة، أصبحنا نكشف عن الكلمات، فيخرج علينا شخص من هنا أو هناك، يغني الأغنية التي تؤلفها ويدعي أنها له.

❊ معناه أنكم أوفياك للطابع السطايفي؟

❊❊ بالطبع، يحضرني بهذه المناسبة بيت في قصيدة من قصائد المالوف، والذي يقول؛ "في كل شيء بيع وشري إلا عرضك لا تبيعوا"، أنا متعلق بالأغنية السطايفية، ويجب أن أدافع عنها في كل المحافل، وأن أحاول ما استطعت المساهمة في الحفاظ عليها، وأتمنى من الشباب أن يرجعوا إلى هذه الأغنية وأن يحموها من الزوال، وأن يحملوا المشعل عنا، لأنها صاحبة تاريخ ولديها كلمات ومعاني وجمهورها يبقى عريض عبر مختلف أنحاء الوطن.

❊ بالعودة إلى الحديث عن الفن والفنان، كيف تقيمون واقع الفنان الجزائري؟

❊❊ هناك اختلاف في وضعية كل فنان،  ولا أستطيع أن أحكم على العموم، هناك فنان لا بأس به من الناحية المادية وشغله يسير على ما يرام وهناك من يعاني، لكن، برأي الفنان الجزائري، كالجندي الذي يحارب من أجل بلده، هو في أي وقت حاضر، وهنا أتكلم عن نفسي، ففي كل وقت تناديني بلدي أكون في حاضرا لتلبية الطلب.

❊ هل من كلمة أخيرة؟ 

❊❊ شكرا لكم على إتاحتي هذه الفرصة، أوجه تحياتي عبر منبركم إلى الجمهور ومحبي الأغنية السطايفية، خاصة بكاكشي الخير، وأنصح الشباب بالابتعاد عن الفن الهابط والاهتمام بالفن الراقي والأصيل الذي ينم عن تربية وثقافة المجتمع الجزائري الأصيل.