توفيق بلفاضل ضيف مطبعة ”موقان”:

أدبي ضجر من المحلية فاستوطن العالم

أدبي ضجر من المحلية فاستوطن العالم
توفيق بلفاضل ضيف مطبعة ”موقان”
  • القراءات: 1232
لطيفة داريب لطيفة داريب

أعلن الكاتب توفيق بلفاضل عن تزويد مقهى في العاصمة برف يضم عشرين كتابا في إطار فعالية ثقافية تحت عنوان اقرأ في المقهى، في انتظار تعميمها على مقاه في مناطق أخرى، كما دعا خلال الندوة التي نشطها أول أمس، بمطبعة موقان، حول كتابه الجديد سيسيف في الجزائر، إلى أهمية تخطي الأدب كل الحدود بما فيها الجغرافية، فالأدب ـ حسبه ـ إنساني لا يمكن أن ينحصر في رقعة جغرافية محددة أو في ثقافة معينة.

شرع الكاتب وأستاذ اللغة الفرنسية بمتوسطة بمستغانم، توفيق بلفاضل، ندوته، بالحديث عن أهمية تحبيذ الطفل للمطالعة بشكل ذكي وغير مباشر، مذكرا في السياق نفسه بكل الصعاب التي تعرقل عملية نشر الكتب في الجزائر وبالتالي من صعوبة وصول الكتاب إلى القارئ.

واعتبر توفيق الذي نشر كتابه الأخير في الجزائر، بعد أن عرفت كتبه الثلاثة الأخرى، النور، بفرنسا، أنّ مشكلة المطالعة مسؤولية الجميع من الطفل والأولياء والأساتذة والناشرين ووزارة الثقافة وغيرهم، مقدّما مثالا باهتمام المكتبات مثلا ببيع الكتب المدرسية وشبة مدرسية وتجاهل الروايات، كما أن غياب المجلات الثقافية والنقص الفادح في البرامج التلفزيونية والإذاعية الثقافية المتخصصة، جعل الأمر أكثر سوءا.

وتوقف الكاتب الشاب صاحب 28 ربيعا، عند ضرورة أن يكون الإنسان فاعلا بدلا من ناصح، داعيا إلى المطالعة، مضيفا أنّ الأولياء الذين لا يقرؤون من الصعب على أطفالهم أن يحبوا المطالعة، باعتبار أن الأطفال يقلّدون من هم أكبر منهم خاصة من يوجد في محيطهم.

وقدّم الكاتب أمثلة عن كفاحه من أجل نشر حب المطالعة في وسط التلاميذ فقال إنه اشترى كتبا وأهداها إلى طلبته في المتوسطة، ولم يثنه في ذلك عدم معرفة البعض في (دوار) بمستغانم، كلمة واحدة باللغة الفرنسية، ففتح لهم المجال أولا، لاكتشاف الكتب عن قرب ورويدا رويدا، أحب التلاميذ القراءة، مؤكدا في السياق نفسه ضرورة الاعتماد على ميكانيزمات بيداغوجية معينة للتشجيع على القراءة. 

كما تحدث عن المشروع الذي شارك في تأسيسه والمتمثل في وضع رف في مقهى معين يضم كتبا باللغة الفرنسية حديثة لكتاب جزائريين أو عالميين يتحدثون عن الجزائر أو حتى عن مواضيع إنسانية، إضافة إلى الكتب المتحصلة على جوائز، لكي يتعرف عليها رواد المقهى، مشيرا إلى أن هذه الكتب لا توجد في المكتبات الجزائرية مثل الكتاب الأخير لليلى صبار، أي أن القارئ الجزائري يمكن له أن يجد ضالته في هذا المقهى، في انتظار تعميم الفعالية في مقاه أخرى بالعاصمة ووهران وعنابة ومدن أخرى.

ودعا توفيق إلى التحلي بالأمل وعدم اليأس في تحبيذ الأطفال والكبار للمطالعة، مؤكّدا بروز الثمار إن آجلا أم عاجلا، مقدما مثالا آخر عن وضعه لكتب في مقهى بدوار بمستغانم، غير آبه بسخرية الجميع منه، وشيئا فشيئا، كسب مجموعة من القراء.

ولم يتوقف توفيق عن بعض العوامل التي تؤدي إلى ابتعاد الأطفال عن المطالعة مثل الأنترنت ومشاهدة الأفلام، فقال إن تحبيذ القراءة مهمة الجميع وغرس الطفل في محيط فيه كتب مثل أخذه إلى الصالون الدولي للكتاب أو توفير كتب في الأماكن التي يرتادها، يّمكنه من الاحتكاك بالكتاب، معتبرا أن الطفل الذي يقرأ سيكون أستاذا ناجحا في المستقبل أو على الأقل أبا ناجحا أو أما ناجحة.أما عن كتابه الحديد فهو عبارة عن مجموعة قصصية تضم خمس قصص، وهي: (غنيمة حرب)، (عائشة في الغابة النائمة)، (أشيل في البحر)، (الباب والمصور الفوتوغرافي) و(سيسيف في الجزائر)، وفي هذا قال إن هذه المجموعة تضم قصصا كتبها في زمن مضى وأخرى حديثة مختلفة الأسلوب، مضيفا أن القصص الأولى كتبها بشكل واقعي، أما الأخيرة فهي فلسفية محضة حتى أنها مرفقة بلوحات تجريدية، كما أنها لا تتحدد بشخصية معينة أو برقعة جغرافية أو حتى بهوية ثقافية، بحجة أن الأدب عالمي وضجر الجزائري من تكرار نفس المواضيع في الروايات والقصص الجزائرية مثل حرب التحرير والعشرية السوداء، ليتساءل لماذا لا يحتوي الأدب الجزائري على شخصية يهودية أو من البشرة السوداء؟ ولماذا تكرر نفس المواضيع في أدبنا؟ ليؤكد أن قصصه الأخيرة لا تدل أنه كاتب جزائري وهو بذلك يتخطى المحلية إلى العالمية.