مشروع استكتاب دولي من أدرار

أدب الأطفال واليافعين وتحديات العولمة

أدب الأطفال واليافعين وتحديات العولمة
  • القراءات: 906
لطيفة داريب لطيفة داريب

أطلق مخبر الدراسات الإفريقية للعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية لجامعة "أحمد عرابة" (أدرار)، بالتعاون مع فرقة مناهج ودراسات نقدية حديثة ومعاصرة، مشروع استكتاب دولي بعنوان "أدب الأطفال واليافعين وتحديات العولمة"، تحت إشراف الأستاذة الدكتورة حورية بكوش. جاء في ديباجة هذا المشروع، أن أدب الطفل في أبسط تعاريفه، هو الكلام الجميل الموجه للطفل في قوالب مختلفة، يراد به تثقيف الطفل وتعليمه وتربيته. وهو أيضا نوع من النتاج الأدبي المؤثر في إيحاءاته ودلالاته، والغني بوسائل التأثير وجذب الانتباه القادر بميزته الفنية والنفسية، على إشباع اهتمامات الطفل.

كما يشمل أدب الطفل، كل ما يقدم للأطفال من مواد تبرز المعاني والأفكار والمشاهد، ويتخذ شكل القصة والمسرحية والأنشودة والأفلام الثابتة والمتحركة، وهو أدب يلتزم بضوابط نفسية واجتماعية وتربوية. وهكذا لا غنى لأي أمة من الأمم عن هذا الأدب الفطري، الذي ولد في أهازيج الجدات وحكايا الأمهات وأغاني الصبا، وعبرت الطفولة من خلاله إلى التاريخ، دونما غوص في تفاصيل الحياة المعقدة.

وقد استلهم النشء من أدب الطفولة، العبر في الحياة، على ألسنة الحيوان وفي مدن الخيال. كما كان لهذا الأدب دور ريادي في المعالجة الذاتية للاختلالات النفسية المبكرة للأطفال، وتقويم ممارساتهم وسلوكاتهم، دون اللجوء إلى الخطاب الوعظي أو الردع. وما يميز هذا الأدب عن الأدب العام، طبيعة المتلقي الموجه إليه هذا الأدب. فالطفل يتميز بمستوى عقلي معين، وله من القدرات النفسية والوجدانية ما يجعله متلقيا نوعيا، إذ أن خبراته وتجاربه في الحياة محدودة، لكن خياله غير محدود، ووسائله في البحث والتفكير والتحليل والاستيعاب.

عكس الكبار الذين أكسبتهم التجارب والثقافات والممارسة والدرية، قدرات على الفهم والفرز والتحليل والتقييم والنقد. بينما جعل التحول الحاصل في مظاهر الحياة عامة، وفي طرق التفكير والبحث واكتساح الوسائط الإلكترونية حياتنا وحياة أطفالنا، من مهمة تثقيف الطفل والحفاظ على هويته من الصعوبة بمكان، إذ أن الصورة غيبت الكلمة، والنص الرقمي يكاد يقضي على نظيره الورقي، كما أن تلاشي الحدود والمسافات أفضى إلى التحاور غير المحصن بين الثقافات، مما جعل منظومة القيم في خطر.

في هذا، يحاول المشاركون في الاستكتاب الإجابة على ثلاث إشكاليات هي؛ "ما الواقع الذي يعيشه أدب الطفل في ظل العولمة في العالم العربي والجزائر على وجه التخصيص؟" و أي خطر يحدق بأدب اليافعين (الفتيان أو المراهقين) في ظل الانفتاح اللامشروط على الآخر وشح الكتابة الموجهة لهذه الفئة الحساسة؟" وكيف لأدب الطفل أن يلعب دوره في الحفاظ على هوية حاضر الطفل وغده؟".

أما محاور الكتاب، فهي مقدمة في أدب الأطفال واليافعين (المفهوم، النشأة، الحدود، القوالب، سيرورة أدب الطفل جزائريا وعربيا، أشكال أدب الطفل وتطورها)، أدب الطفل وتعزيز قيم الذات ومعالجة السلوك الذاتي (المسؤولية، الأمانة، الصدق). أدب الطفل وتعزيز الانتماء الوطني، الشخصية الإسلامية السوية من خلال أدب الطفل. أدب الطفل في مواجهة معضلات العصر (العنف والعنصرية والتنمر والمثلية). النص المترابط (الرقمي) والورقي في أدب الأطفال واليافعين وأثره في المقروئية والفاعلية، أدب الأطفال واليافعين في المدرسة شكل الحضور ومشكل الكيف، وواقع أدب اليافعين في الجزائر والعالم العربي (أدب الخيال العلمي، الأدب الملتزم، أدب التمرد. أدب اليافعين وقضايا المراهقين الحساسة).

بالمقابل، يهدف هذا الاستكتاب، إلى التعريف بأدب الطفل (نشأته وأشكاله وأساليبه وجمالياته)، وكذا الاطلاع على مدونة أدب الطفل في الجزائر وتقييمها، (لا سيما بعد العشرية السوداء. علاوة على الاطلاع على تحولات الكتابة للأطفال في العالم العربي. وإبراز النسق القيمي في أدب الطفل ودور هذه المدونات في تعليم وتعزيز القيم الفردية والدينية والوطنية. بالإضافة إلى رصد التحديات التي تواجه أدب الأطفال واليافعين (الأدب التفاعلي الموجه للأطفال، تراجع المقروئية، المدرسة وأدب الطفل). وحدد تاريخ الفاتح من مارس المقبل، آخر أجل لاستقبال الملخصات والمقالات كاملة، كما سيتم الرد على المقبولة منها في 20 من نفس الشهر.