في مبادرة حميدة

أدار يقدّم قراءة درامية لـ «السقوط»

أدار يقدّم قراءة درامية لـ «السقوط»
  • القراءات: 860
خ.نافع خ.نافع

اختار الممثل والمخرج المسرحي محمد أدار مقر يومية «الجمهورية» بوهران، ليقدم قراءة درامية لمسرحيته الجديدة «السقوط»، أمام جمع من المثقفين والإعلاميين وأساتذة جامعيين، في بادرة تُعد الأولى من نوعها في الجزائر.

قال محمد أدار خلال مناقشة العمل، إن شريفة هي سيدة تبكي ابنها الذي تركها وحيدة واختار الغربة  واندمج في مجتمعه الجديد، تاركا إياها تبكي شوقها له، من خلال تنظيمها جلسات بكاء ترافقها فيها نسوة يشاركنها النحيب، هن في الأصل فقيرات أو سيدات يتقاضين أجرا على ذلك، فيما اعتبر أن الغائب ليس ضروريا أن يكون الابن فقط، بل قد يكون الأب أو الأخ  أو عزيز.

وأراد الممثل أدار من خلال الأم شريفة، أن يضع يده على الجرح ويسلّط الضوء على ظاهرة الهجرة والاغتراب من الوطن نحو الضفة الأخرى التي استنزفت آلاف الجزائريين بطريقة شرعية أو عن طريق ركوب قوارب الموت.

وكما قال: «الأم شريفة هي الوطن الشريف الغالي الذي يتركه أبناؤه ويختارون الاستقرار في وطن آخر بديل يرون فيه الحياة المريحة، غير أنه بعد طول السنين وذهاب الشباب يقرر الغريب العودة إلى الأم والوطن، ليكمل أيامه المتبقية ويُدفن في ترابها، ويكون لكل واحد أسبابه وقناعاته، لكن النتيجة واحدة، هي العودة إلى حضن الأم مهما طالت الغيبة».

وتأسف المسرحي محمد أدار لارتفاع ظاهرة الحرقة خلال السنتين الأخيرتين بعد تراجعها، مضيفا أن وسائل الإعلام تطالعنا يوميا على إحباط محاولات الهجرة غير الشرعية، التي لم تعد تمس الشباب كما كان متعارفا عليه من قبل، بل عائلات بأكملها وحتى النساء الحوامل والقصّر، مما يستدعي تشريح هذه الظاهرة الاجتماعية من قبل الباحثين على مستوى مركز الكراسك بوهران، للوصول إلى حلول ناجعة لمعالجتها والحد منها.

للإشارة، الممثل محمد أدار واحد من المسرحيين  المخضرمين الذين عاصروا راود الفن الرابع على المستويين المحلي والوطني، على غرار المرحوم عبد القادر علولة. له رصيد ثري من الأعمال المسرحية التي شارك بها في المسرح الجهوي بوهران، إلى جانب أدواره في أفلام تلفزيونية، ولازال يخدم الفن الذي أحبه من خلال الكتابة والتمثيل والإخراج. وشارك بالفيلم الوثائقي «هواجس الممثل المنفرد بنفسه» للمخرج حميد بن عمر، في الطبعة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي، إلى جانب تقديم خبرته للشباب الهاوي من خلال تأطيره دورات تكوينية في فن المسرح.