إطلاق مسرحية "لونجة بنت الغول"
أداء بلغة الشعر

- 679

أكد الشاعر توفيق ومان رئيس الجمعية الجزائرية للشعر الشعبي مؤخرا، لـ "المساء"، أنه بصدد التحضير لإنتاج مسرحية شعرية استعراضية بعنوان "لونجة بنت الغول" من إنتاج مسرح قسنطينة الجهوي، علما أنه هو من كتب النص. أما الإخراج فهو للفنان ياسين تونسي. والاستشارة الفنية للدكتورة سميرة بعداش.
مضمون المسرحية، حسب الأستاذ ومان، مستمَد من الأساطير القديمة؛ قال: "لقد كبرنا على هذه الأساطير والحكايات، ومن هنا أراد المسرح الجهوي بقسنطينة إنتاجها بطريقة شعرية شعبية، تعود بها في شكل جديد للجمهور"، مضيفا أن مخرج المسرحية اتصل به ليكتب له بلغة الشعر، نص المسرحية الشعرية. وقال: "فتكلمنا في حيثياتها الأسطورية وترجمتها شعريا. والحمد لله انتهيت من كتابة النص، ولقي قبولا وإعجاب المخرج وإدارة الإنتاج، وبالتالي ستترجم على الركح قريبا إن شاء الله". وتظهر في أحداث المسرحية شخصيتان رئيستان، هما لونجة بنت الغول، ومقيدش، الشاب الفقير السقاء والفارس في نفس الوقت، الذي رأى الويل من المجتمع لفقره وشكله القبيح، والاستهزاء به من الجميع، لكن، في الأخير، هو من يفوز بلونجة ويحررها من بطش الغول.
للإشارة، أشارت العديد من الدراسات إلى أن العودة إلى التراث هي السمة البارزة التي ميزت الأعمال المسرحية، للسعي إلى تأصيل المسرح الجزائري؛ فالتراث همزة وصل بين الماضي والحاضر، وبهذا شغل التراث مكانة مرموقة ومساحة واسعة؛ باعتباره فنا يحوي القيم والذاكرة الجماعية، والعودة إليه تقرب المسرح من قلوب الجماهير المتعطشة والعاشقة إلى كل ما هو نابع من التراث الأصيل بعيدا عن التقليد والترجمة للمسرح الغربي، وبذلك تثمّن سمات الشخصية الأصيلة التي سلبها يوما المستعمر كمحاولة لطمس الشخصية الجزائرية، علما أنه لم يكن اتخاذ الحكايات الشعبية والأساطير مادة لإنتاج مسرحي من أجل التسلية، بل حمل أهدافا سياسية وأخلاقية واجتماعية.
كما كان التراث الشعبي الخيار الأمثل لعمالقة المسرح الجزائري أمثال عبد القادر علولة وعلالو، وكذا ولد عبد الرحمن كاكي، الذي كان أحد المستهلكين للتراث الشعبي، ويظهر ذلك جليا في مسرحياته، مثل "القراب والصالحين" و"ديوان القراقوز"، ومسرحية "بني كلبون"، وبهذا صار التراث دعامة هامة من أجل إقامة مسرح جزائري يستعين بالأسطورة؛ باعتبارها قصة تحاكي الخوارق والشخصيات الخيالية.