عُرضت بمسرح "بشطارزي"

"أخردوس" يعرّي واقع الفنان المزري

"أخردوس" يعرّي واقع الفنان المزري
  • القراءات: 722
دليلة مالك دليلة مالك

عُرضت بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، أول أمس، مسرحية "أخردوس" (الخندق) للمخرج ياسر نصر الدين، ونص يوسف تعوينت، وإنتاج مسرح "عبد المالك بوقرموح" لبجاية، لحساب أيام المسرح الأمازيغي. وتتناول حال الفنان في الجزائر، وما يواجهه من معاناة لنشر إبداعاته أمام واقع منغلق يتجلى في هذه المسرحية، من خلال وجود مجموعة من الفنانين في خندق عميق.

المسرحية التي كانت في الأصل باللغة العربية الجزائرية، أُنتجت في 2012، وتم ترجمتها إلى الأمازيغية في 2018، تروي قصة أربعة فنانين علقوا بخندق، حاولوا عبثا الخروج منه رغم مساعيهم للحيلولة دونه. وجرت أحداث المسرحية في أداء مقبول للممثلين، ورؤية إخراجية متوازنة، انسجمت أيضا مع سينوغرافيا واتت العرض عموما.

وأثناء التواجد في الخندق قصد قيام هذه الفرقة الموسيقية بتدريباتهم العادية، يتجاذبون أطراف الحديث بينهم للبحث عن حل للخروج، يستجدون برسالة إلى الأمم المتحدة. ومع تطور الأحداث يتجلى أن هناك عائقا يتربص بهم، يتمثل في كلب مسعور ينتظرهم عند المدخل، وهنا تتبادر فكرة إلى ذهنهم، بتقديم واحد منهم كضحية للكلب ليفترسه مقابل المرور بسلام، لتنفجر عقدة القصة بين شخوصها، ويقدم كل فنان مبرراته الذاتية.

فكرة القيام بتمارين الفرقة في خندق تعكس، للأسف، غياب الإمكانيات وفضاء مناسب لهم، وهنا يعرج العمل صراحة، على قضية الفنان التي لها علاقة طردية بالمجتمع؛ إذ لا يمكن أن ينعزل عنه، ويختزل وضعية المبدع في شتى المجالات، ويصور الصعوبات والعوائق، على غرار أشكال المضايقة السياسية والاقتصادية، والمتعلقة بجانب الإمكانيات، وغيرها من الضغوطات التي من شأنها أن تخنق الفنان للتعبير عن رأيه فنيا، وبعيدا عن تطلعاته ومهامه الإنسانية.

وصاحب العمل موسيقى وسينوغرافيا منسجمة ومعبرة، اختارها جمال عمراني، واستطاع أن يحاكي صراع الفنان في رحلة البقاء والصمود، وأهم العوائق التي تواجه الفنان في الواقع.