الفنان محمد فراني لـ "المساء":

أحمد وهبي مدرسة لم تحظ بحقها من الإهتمام

أحمد وهبي مدرسة لم تحظ بحقها من الإهتمام
  • القراءات: 2742
حاورته: خ. نافع حاورته: خ. نافع

الفنان المخضرم محمد فراني موسيقي وعازف على آلة  السانتي، يعد من الفنانين الأوائل الذين ساهموا في تطوير الأغنية الرايوية، صوته قريب جدا من صوت عميد الأغنية الوهرانية المرحوم أحمد وهبي، ولا تخلو له أية مشاركة في حفل أو مناسبة سعيدة من دون ترديد أغاني أحمد وهبي التي تربي عليها، سطع نجمه في وقت ما، ثم اختفى عن جمهوره، التقيناه مؤخرا بمديرية الثقافة في وهران، تحدثننا عنه وعن سبب غيابه، ذكرياته مع عمالقة أغنية الراي وإمكانية عودته إلى الساحة الفنية.

❊ كيف كانت بداية محمد فراني؟

— أنحدر من عائلة فنية، فقد كان والدى رئيس فرقة موسيقية وكان خالي يملك استيديو تسجيل الأغاني خلال سنوات السبعينيات، احتكاكي اليومي مع أصدقاء والدي من الفنانين جعلني أحب الغناء، وساعدتني موهبتي؛ وأنا في سن السادسة من عمري، تعلمت العزف على آلة السانتى، ثم توقفت وفضلت أن أهتم بدراستي إلى أن وصلت إلى مستوى السنة الثانية جامعي، ليعاودني حنين الغناء وبالضبط في الطابع الرايوي، طبعا، وعاصرت وقتها جيل الفنانين الذين  أصبحوا اليوم كبارا، على غرار الشاب خالد، محمد صحراوي، فضيلة، حسني وغيرهم، لكن بعد تدني مستوى كلمات أغاني الراي، قررت التوقف عن غنائه وتحولت إلى الأغنية الوهرانية التي أساسا كنت مولعا بصوت عميدها المرحوم أحمد وهبي.

❊ تملك صوتا قويا قريبا جدا من المرحوم أحمد وهبي، ألم تؤهلك هذه الميزة لأن تكون خليفته؟

— الفنان الكبير المرحوم احمد وهبي كان مثالا وقدوة لجيل كامل من الفنانين، صوتا وكاريزما، أخرج الأغنية الوهرانية من الحدود الجزائرية إلى العالم العربي والغربي، ولايزال إلى وقتنا الحاضر مدرسة لم تأخذ حقها من الاهتمام من قبل المختصين من أكاديميين وفنانين، هذا الرجل أعطى الكثير لطابع غنائي يعد بصمة لمدينة وهران، وأنا للأسف لم أنجح في أن أكون خليفة قامة من قامات الطرب الوهراني لأسباب عديدة، منها شخصية ومهنية.

❊ بالرغم من حبك للطابع الوهراني وأحمد وهبي، إلا أنك بدأت مع الأغنية الرايوية، ثم تراجعت، لماذا؟

— نعم وقتها كانت الأغنية الرايوية تعيش عصرها الذهبي، كانت كلماتها نظيفة، تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية، مثل الهجرة والحب والطلاق والوالدين وغيرها، لذلك لم أكن أجد اختلافا كبيرا بين أغنية الراي والأغنية الوهرانية. 

❊ لكنك توقفت عن الغناء خلال مسيرتك؟

— أنا لم أنقطع عن جمهوري، لكن الظروف أجبرتني على الغياب، لأنني لم أجد الكلمات الهادفة التي تعيدني للغناء، وكنت أظهر بين الفينة والأخرى عندما تتاح لي الفرصة لأقدم فنا هادفا وليس مجرد كلام تخدش الأذن بسماعه، كما أنني شاركت مرارا في مهرجان الأغنية الوهرانية. 

❊ بما أنك شاركت في طبعات مهرجان الأغنية الوهرانية، في رأيك ماذا قدم لهذا الطابع الغنائي وماذا ينتظر منه؟

— المهرجان في حد ذاته إضافة لطابع الأغنية الوهرانية، والجميل أن محافظة المهرجان تشترط على الفنانين المشاركين تقديم أغنية جديدة، إضافة إلى المواهب الشابة التي تشارك في المسابقة الفنية التي تنظم على هامش المهرجان، الذي يعزز ويطور الأغنية الوهرانية مع كل طبعة جديدة تعيش لياليها الباهية.

❊ ما رأيك في الشباب الذي سطع نجمه في المسابقات الفنية خارج الجزائر واختفي داخلها؟

— الشباب الجزائري يحمل ميزة الموهبة والإصرار ليس في الفن فقط بل في كل المجالات، وهو قادر على الإبداع والعطاء عندما يجد المناخ المناسب والدعم، وهذا ما اكتشفناه في المسابقات الفنية التي تنظمها العديد من القنوات العربية التي تخذلهم نسبة تصويت المشاهدين، وليست الموهبة ـ مع الأسف ـ لخروجهم من تلك المسابقات.

❊ هل من جديد؟

— نعم أنا بصدد إعادة توزيع عدد من أغاني المرحوم حسني، الظاهرة الفنية الذي سيبقى الرقم واحد بالنسبة للجمهور المحب للأغنية الرومانسية والعاطفية، سأتركه مفاجأة للجميع. 

❊ هل من كلمة أخيرة؟ 

— أفتح ذراعي للشباب من هواة الأغنية الوهرانية، فأنا مستعد لدعمهم ومساعدتهم بنقل خبرتي لهم ويقدموا فنا جميلا يحسب لهم لا عليهم، أو كما يقول المثل؛ لا يصح إلا الصحيح.