جوهر أمحيس أوكسال تصدر جديدها وتؤكد:

أحبَّ نفسك وتقبَّل اختلاف غيرك

أحبَّ نفسك وتقبَّل اختلاف غيرك
الأستاذة والأديبة جوهر أمحيس أوكسال
  • القراءات: 691
لطيفة داريب لطيفة داريب

أكّدت الأستاذة والأديبة جوهر أمحيس أوكسال، ضرورة تعاضد الدولة والمجتمع المدني لتحسين عيش المواطن وتطوير حسه المدني، مضيفة خلال الندوة التي نشطتها بمكتبة بوان فرغول لدار النشر داليمان، أوّل أمس بالشراقة بمناسبة صدور كتابها العيش معا، العيش بطريقة أفضل، أنّ مستقبلنا مرتبط بقدرتنا على جمع قوانا، لتعزيز قيم العيش المشترك، والتأسيس لمناخ السلم.

 

حوّلت الأستاذة المتقاعدة والأديبة جوهر أوكسال أمحيس مقالا صدر لها في جريدة خاصة، إلى كتيّب بمساعدة الأستاذ والأديب كمال بوشامة، تم نشره عن دار جوبا، ويقع في 52 صفحة. وفي هذا السياق، تحدّثت عن أهم النقاط التي تطرّقت لها في كتابها، وسط جمع من الأدباء والفنانين والأساتذة والصحافيين القدامى.

وقالت أمحيس: إننا مجبرون على العيش معا، لتتساءل: المشكلة: كيف نعيش معا؟.. أو كيف نحيا سعداء؟، مشيرة إلى التغيّرات الرهيبة الحاصلة في مجتمعنا، خاصة في عصر التكنولوجيات، وتأثيرها بشكل واسع على كلّ أطياف المجتمع، تحديدا الشباب منهم، الذين يحسّون بالضياع وحتى باليأس. وتساءلت مجددا: كيف نحقّق التوازن في عالم سريع جدا ومتغيّر في كلّ ثانية؟ ما العمل حتى لا نفقد إنسانيتنا؟ وما هو المستقبل الذي نحضّره لأطفالنا في الوقت الذي تزايدت نسبة مرضى التوحد والإدمان على التكنولوجيات؟”. وطالبت أمحيس بتشجيع المطالعة، واعتبرتها منقذا من الإدمان على التكنولوجيات. كما حثّت الأولياء والأساتذة على حسن التصرّف مع الأطفال، وتشجيعهم على المقروئية، إضافة إلى تحبيبهم في المسرح والنشاطات الثقافية. كما تحدّثت عن اعتمادها على لغة مبسّطة في مؤلفاتها، بغرض تحبيب الأطفال والشباب فيها.

وحثت الأستاذة على ضرورة تحاور الأساتذة مع تلاميذهم، والكشف عن مواهبهم وتشجعيهم لاستغلالها، وعدم تعنيفهم والاعتراف بالاختلافات، مضيفة: لا يمكن أن نعيش معا في سلام بدون أن نتوجه إلى الغير، ونقبل باختلافه عنا”. ونوّهت أمحيس بضرورة أن يحب الجزائري نفسه، ويفتخر بتاريخه، وأن لا يعيش حالة من الإحباط ومقت الذات، أو حتى الاختباء وراء الأحكام المسبقة، مضيفة أنّ الفرنسي المستعمر هو الذي أطلق صفة الكسل على الإنسان العربي حتى لا يدفع له حقوقه مقابل الخدمات التي يقدّمها. وفي إطار آخر، تحدّثت عن إقصاء المستعمر الفرنسي تاريخ الجزائر ما قبل 1830، مضيفة أنّ هناك من يرى أن تاريخ الجزائر يبدأ منذ دخول الإسلام إلى أرضها، في حين يعود إلى حقب بعيدة جدا، والدليل الاكتشافات الأخيرة في عين بوشريط.

وفي هذا السياق، أعابت أمحيس تشكيك باحثين فرنسيين في نتائج هذا الاكتشاف، وهو تصرف غير غريب منهم، لتؤكّد ضرورة تنامي الوعي عند الجزائريين بأهمية تاريخهم، ليس لاجترار الماضي وإنما لاستخلاص الدروس والمضيّ قدما بكل حزم وشجاعة، إضافة إلى التخلّص من كلّ زيف مسّ التاريخ، والتشبّع بالثقافة الأصلية والأصيلة، مستلهمة قول غاندي: أبواب ونوافذ بيتي مفتوحة على مصراعيها، لكن لا أحد يمكن إسقاطي”.

كما نفت الأستاذة وجود حقيقة مطلقة، مشيرة إلى عيشنا في عالم مليء بقيم زائفة واستعباد المال. وتحدثت عن أهمية تمتع الجزائري بالكرامة، وسعيه لكسب حقوقه، لتعرّج على أقوال وفكر فرانس فانون، الذي أدرك حاجة الجزائري في حياة كريمة، وهو ما لم يكن ليتحقق في ظل الاستعمار الفرنسي، وبالتالي أُجبر على حمل السلاح وانتزاع استقلاله.