الكاتبة عايدة خلدون لـ "المساء":

أحب التجديد وكتاباتي مكثفة

أحب التجديد وكتاباتي مكثفة
الكاتبة عايدة خلدون
  • 777
لطيفة داريب لطيفة داريب

التقت "المساء" الكاتبة عايدة خلدون على هامش بيعها  بالإهداء، روايتيها "رائحة الحب"، و«حي العمر العتيق"، في إطار الطبعة الخامسة عشر من مهرجان المسرح المحترف، فكان هذا الحوار.

* حدثينا عن إصدارك الأخير "حي العمر العتيق"

** تناولت في روايتي هذه التي صدرت عن دار "الوطن اليوم"، مدينة القصبة. لقد تجولت كثيرا في أزقتها حتى أتمكن من وصفها بشكل دقيق. كما تطرقت فيها لقصورها، والحياة اليومية لسكانها، وبالأخص شبابها، علاوة على تناولي في عملي هذا، التاريخ العريق لهذه المدينة العتيقة. نعم، لقد كتبت في الجزء الأول من هذه الرواية، حياة شباب يرغبون في الهجرة، ومنهم من امتطى البحر مخاطرا بحياته، لتحقيق هذا الحلم.

كما سلطت الضوء على الواقع المؤسف للقصبة. وبالمقابل أحييت نماذج من شخصيات تاريخية بهذه المدينة؛ مثل خداوج، وحتى الشهيدة حسيبة بن بوعلي. كما أردت في روايتي هذه، أن تكون في صفحات قليلة (143)؛ من خلال الاعتماد على الكتابة المكثفة، وهو ما أعتبره تجديدا في الكتابة الأدبية؛ لأن الرواية الطويلة مملة، بينما المكثفة تفتح في ذهنية القارئ أفكارا أخرى، قد تختلف عن تلك  التي اقترحتها في الكتاب.

* تناولتِ في روايتك "رائحة الحب" طريقة عيش البدو، لماذا اخترت هذا الموضوع تحديدا؟

** تناولت في روايتي "رائحة الحب"، موضوعا إنسانيا، اخترت ـ وأنا التي أنحدر من مدينة الجلفة ـ أن أكتب عن قبيلة أولاد النايل، التي تُعد أكبر عرش في شمال إفريقيا. تغلغلت بينهم، زرتهم في أوقات مختلفة. حقيقة، أشعر بالذنب؛ لأنني قمت باستغلالهم لكتابة روايتي التي تحكي عن عائلة من البدو، اضطرت لمغادرة أرضها بسبب الجفاف، فلجأت إلى المدينة بحثا عن الماء، لتصطدم بجفاف مشابه في المنطقة رغم وجود ست أعين في مدينة الجلفة. أبعد من ذلك، فقد عانت من جفاف إنساني وعاطفي، ولم تتحمل وجودها بين أربعة حيطان، وهي التي كانت تنعم بالطبيعة، ليكون مآل العديد منها حزينا؛ فمثلا يموت رب العائلة في الشارع؛ أي بين الطبيعة، حيث يتحمل هذه المعيشة التي أحرقته تدريجيا، إلى أن يفقد حياته. حقيقة لم أكن أستطيع أن أكتب عنهم بهذا الشكل لو لم أزرهم وأحتكّ بهم.

* رواياتك نفدت كلها من السوق، هل تنوين نشر طبعات جديدة لها؟

**  لا؛ لأنني منشغلة بكتابة الجديد، علما أنه سيكون لروايتي "حي العمر العتيق"، أجزاء أخرى. أكتب بشكل مختلف، وبأسلوب جديد، وتقنيات حديثة، وهو ما راق للنقاد. كما استفاد الطلبة من أعمالي في رسائلهم للماجستير والدكتوراه، حتى إن المؤلفين الشباب وجدوا في أعمالي ما شدهم إليها.

* أول عمل لك نشرته في الجزائر، لكنك نشرت روايتك "وحده يعلم" في القاهرة، لماذا ذلك؟

** نعم، نشرت أول عمل لي ـ وكان مجموعة قصصية بعنوان "ربيع غجرية ومطر"، عند الطاهر وطار. النشر في التسعينات لم يكن سهلا في الجزائر؛ نظرا لأسباب كثيرة، وبفعل أناس لا أريد ذكر أسمائهم، لهذا نشرت روايتي التي عرفت نجاحا كبيرا بعنوان "وحده يعلم" في القاهرة. بعدها نشرت رواياتي الأخرى في دور نشر جزائرية، وهي "رائحة الحب"، و"عزيز والعذراء"، و"شيواوا حبيبتي"، و"حي العمر العتيق".