سمير زموري لـ "المساء":

أتمنى تعميم تجربة "المسرح الأخضر"

أتمنى تعميم تجربة "المسرح الأخضر"
جانب من النشاط
  • 623
لطيفة داريب لطيفة داريب

لم يبق المُكوّن في مجال الفن الرابع سمير زموري، مكتوف اليدين أمام جائحة كورونا وما تسببت فيه من تباعد اجتماعي وإغلاق للقاعات الحاضنة للنشاطات الثقافية، فأنشأ "المسرح الأخضر"، وهو عبارة عن تكوين مسرحي في غابة المنزه بوهران، لمحبي الفن الرابع؛ من هواة ومحترفين.

تحدّث سمير زموري لـ "المساء"، عن مشروعه الذي انطلق في تجسيده منذ أسابيع، حيث دعا محبي الفن الرابع والراغبين في تلقي تكوين في هذا المجال، إلى الالتحاق به في غابة المنزه بوهران، محترما، في السياق، البروتوكول الصحي لكورونا، ومؤكدا أن تجربته هذه تُعد الأولى على مستوى الجزائر، بدأت بوادرها تظهر منذ ديسمبر الماضي، حيث كانت كل القاعات التي تحتضن النشاطات الثقافية، مغلقة؛ من قاعات للسينما، ومسارح، ودور للشباب، وبيوت الثقافة، علاوة على إلغاء كل حدث ثقافي، ففكر في تحقيق هذه التجربة، المتمثلة في المسرح الأخضر، على أرض الواقع. وضرب زموري عصفورين بحجر واحد؛ فمن جهة يقوم بتكوين المتربصين في الفن الرابع، ومن جهة أخرى، يساهم في تخفيف الضغوط النفسية، وإقصاء الطاقة السلبية للمتربصين، ليطبق بذلك نظرية استخدام المسرح للوصول إلى حالة نفسية طيبة. وانطلقت تجربة محدّث "المساء"، في جانفي الماضي، في نهاية كل أسبوع بغابة المنزه (كناستال سابقا)، بمشاركة 20 متربصا (رجالا ونساء من 16 إلى 55 سنة)، وهم ممثلون مسرحيون وعاشقو الفن الرابع، تحت شعار "المسرح والطبيعة".

للإشارة، شكلت تظاهرة "المسرح الأخضر" تجربة فريدة من نوعها؛ إذ لقيت تجاوبا كبيرا من طرف المتربصين في الفن الرابع، الذين وجدوا في هذا التكوين ملاذا، يتعلمون خلاله أصول المسرح، وكذا للترويح عن أنفسهم في ظل تداعيات "كوفيد19"، الذي نتج عنه شعور بالقلق، وعزلة عن الآخرين. كما تساهم هذه التجربة في التأكيد على مواهب المشاركين فيها، وسط جو طبيعي يريح الأنفس، ويملأ الصدور بالهواء المنعش. كما شكلت فرجة لزوار غابة المنزه، إضافة إلى المساهمة في استمرار حركة الفن الرابع، واكتشاف المواهب الجديدة، ولم لا تشكيل تقليد ممارسة المسرح مستقبلا في الهواء الطلق. وستكون ثمار هذا التكوين الذي يدوم 3 أشهر، تقديم مشهد مسرحي من تأليف المتربصين وإخراج سمير زموري، سيتم عرضه في الهواء الطلق. وقد دعا زموري إلى نشر هذه الثقافة المسرحية في الهواء الطلق بالولايات الأخرى، وهو على استعداد لتكوين الراغبين في ذلك. كما طالب بأن تكون هذه العروض التي أُنجزت، في الهواء الطلق وفق معايير احترافية، بعد أن نتخلص من جائحة كورونا.

وبالمقابل، انطلقت المسيرة الفنية لسمير زموري من التنشيط سنة 1987في المخيمات الصيفية، إلى تجربة في المسرح الأمازيغي مع جمعية "نوميديا"؛ كمسرحيته الأولى "سعدون وزعجون"، و"القاضي والخطاب" عام 1998، كما مَثل في "غبرة الفهامة" من تأليف كاتب ياسين، و"محمد في بلاد السراب"، و"النافذة". وشارك زموري في أفلام سينمائية، منها فيلم يا ولد لرشيد بن علال، و"فوازير" لمليكة يوسف، وفيلم "يا ليام" للمخرج عمار محسن، والمسلسل التلفزيوني "دهاء القاضي" للمخرج كيتة، و"حسن السؤال" للمخرج زكريا قدور إبراهيم، وغيرها.