آكلي يحياتن يصدح بأوبرا الجزائر

آكلي يحياتن يصدح بأوبرا الجزائر
  • 752
نوال جاوت نوال جاوت

عرفانا بمسيرته الفنية الطويلة وسجلّه الغنائي الحافل الذي طالما ألهم العديد من الفنانين، خصصت أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، أول أمس، سهرة فنية بامتياز؛ تكريما لأحد قامات الأغنية الجزائرية بامتياز، القدير آكلي يحياتن، الذي كان ولايزال حتى بعد تسعة عقود من الوجود، رمزا من رموز الجزائر الإبداعية، واسما فارقا في الموسيقى والغناء، وُشّح عام 2017 بوسام الاستحقاق الوطني من مصف "عشير".

آكلي يحياتن الذي لم يتوان في إسماع صوت الجزائر في شتى مراحلها التاريخية منذ الاستعمار الفرنسي، غنّى للوطن، والأخوة، ولكل ما هو جميل وأصيل، فأمتع جمهوره الذي أمَّ أوبرا "بسايح" بروائع خالدة، أثثت الريبرتوار الغنائي والموسيقي الجزائري، فكانت لحظات لمعانقة ألحان، وكلمات مفعمة بالوطنية والأخوة والتشبث بالهوية الجزائرية.سهرة الأوبرا الرمضانية أحياها عباس نايث رزين، وفريد فراقي رفقة الأوركسترا السيمفونية بقيادة المايسترو لطفي سعيدي، وحضرها محبو الفنان المحتفى به، وكذا فنانون كانوا في الموعد وساهموا في جعل هذا التكريم ليلة لا تُنسى في مسار صاحب رائعة "يا المنفي"؛ على غرار جمال لعروسي، وإيزوران، وعباس نايث رزين،  وفريد فراقي.

للتذكير، آكلي يحياتن من مواليد سنة 1933 في آيت منداس بوغني (تيزي وزو). نُفي إبان الاستعمار إلى فرنسا؛ حيث اشتغل في العديد من المهن قبل أن يتعرف لاحقا على بعض من نجوم عصره آنذاك من ملحنين ومطربين؛ على غرار سليمان عازم، وعلاوة زروقي، والشيخ الحسناوي، وغيرهم ممن صقلوا موهبته في الغناء. ولم يكتف يحياتن بفنه، بل كان مجاهدا أيضا؛ إذ اعتُقل مرات كثيرة من طرف السلطات الفرنسية بتهمة المشاركة في جمع التبرعات لجبهة التحرير.

وأصدر عازف العود والمندولين العديد من الأغاني التي جعلته أحد أشهر فناني تلك الفترة، ولاتزال تأسر قلوب معجبيه الى يومنا هذا؛ على غرار آخام (البيت)، والتي تُرجمت للإسبانية، إضافة إلى رائعة "المنفي" التي تُعد من الأغاني الخالدة في التراث الجزائري، وتروي معاناة المهاجرين الجزائريين والمهجَّرين قسرا إلى كاليدونيا الجديدة؛ حيث أعاد أداءها الفنانون الجزائريون والأجانب.