الكتاب الجدد وتفعيل حركية النشر

آفاق واعدة تتحقق بسواعد الشباب

آفاق واعدة تتحقق بسواعد الشباب
  • 158
 مريم. ن  مريم. ن 

 ناقشت مجموعة من الناشرين، أول أمس، بالقاعة المركزية بسيلا موضوعا متعلقا بـ"الناشرون الشباب وتفعيل حركية النشر"، واصفين هذه المهنة بمهنة النبلاء ومطالبين بدعم أكثر ضمن مؤسسات مصغرة وعارضين تجاربهم الفتية لكنها تبدو أنها تسير بثبات نحو الاحتراف.

قال الناشرون إن الطباعة ازدهرت في فترات وانتكست في أخرى كان آخرها في فترة كورونا حيث تعرض الناشرون لهزات شديدة  أثرت على بقائهم لكن مع ذلك أصر الشباب على دخول المجال والاستثمار فيه.

أشارت الناشرة الشابة خولة حواسنية كاتبة من دار "ايكوزيوم" بسوق أهراس أنها تمارس المهنة منذ 2018 والغالب فيها هو كتب التاريخ وقد أصدرت 270 عنوان، وسمح هذا العمل باكتشاف المزيد عن المهنة أي أن للمماسة دورها في التمكن من بعض خبايا النشر والتوزيع، زيادة على المساهمة في حركة النشر وفي الحركة الاقتصادية أيضا، معتبرة هذا المجال ما زال خاما وأرضه عذراء تنتظر الاستثمار .

أكدت المتحدثة أن مجال الاستثمار في النشر صعب وشاق كون المستثمر الشاب يعاني في الشق الاقتصادي للعملية، وهنا طرحت أهمية التكوين في هذا المجال خاصة بالنسبة للشباب، معلقة بالقول إنّ بعض المستثمرين الشباب وكأنهم يدخلون البحر وهم لا يحسنون السباحة.

بدوره، تحدث رفيق طيبي من دار "خيال" عن تجربته التي تمتد إلى 2018 وتخصصت أكثر في الثقافة والفكر والأدب، وكان الدافع الذي جعله يؤسس هذه الدار هو ما عاناه عندما كان يكتب ويحاول النشر، قائلا "في 2014 كانت لي أعمال أردت نشرها وتعاملت مع ناشرين سببوا لي خيبات فقررت إيجاد البديل وهو ممارسة المهنة وانطلقت بطبع كتب الأصدقاء، وحاولت أيضا تجنب السلوكات السلبية لبعض الناشرين كنت أنا من ضحاياها وعملت على أن يكون النشر عملية ثقافية تتعدى مجرد الربح".

تناول المتحدث أيضا بعض الصعوبات التقنية منها كمية الطباعة الهائلة، ما توجب الاتجاه للكتاب الرقمي، إضافة لمشاريع أخرى تم تثمينها في صالون سيلا، مع محاولة كسب ثقة الكتاب والمبدعين ومحو صورة الناشر الانتهازي من رؤوسهم، وكذا تجاوز النشر السطحي عبر التيك توك مثلا .

تحدث أيضا الكاتب والناشر الشاب بوداود ماسينيسا الذي يكتب ويقرأ في الأدب الروسي، قائلا إنه دخل النشر من باب دراسته للأدب الروسي بأوكرانيا التي اكتسب فيها تجارب نشر حملها معه للجزائر وأسس دار "تنهنان" والبداية كانت صعبة، كما قال، لمحدودية الإمكانيات، ومع حلول السنة الفارطة تم اطلاق 24 كتابا مترجما إلى العربية إضافة لـ55 عنوانا لكتّاب من فلسطين وسوريا وقامت الدار أيضا بفتح مسابقات في الرواية، مؤكدا أن النشر لا يتجاوز مائة نسخة بسبب التمويل والتوزيع.

بدوره تحدث ياسين قعودة من باتنة عن داره للنشر "أدليس" التي تشتغل منذ سنوات وتروج لنفسها من خلال لقاءات أدبية وبيع بالتوقيع ومعارض بالمركز التجاري الكبير بعاصمة الولاية فانتشر صيتها، ثم توالت الإصدارات  في الرواية والقصة والدواوين الشعرية وغيرها، ولم تعد الدار تستوعب كل الطلبات لمحدودية وسائلها، كما ذكر المتحدث أن لهذه الدار علاقات مع ناشرين عرب ضمن شراكات بكل من مصر وتونس والكويت وتم اصدار 120عنوان منها تلك المترجمة على العربية (من الإيطالية مثلا) وهناك تعاقد للدار مع أكبر منصة لأضخم مكتبة الكترونية عربية .

طرح الناشرون المشاركون بعضا من مشاريعهم منها تطوير المهن المرافقة لعملية النشر وكذا التكوين. أما  رفيق جلول فتحدث عن المؤسسات المصغرة في عالم النشر معبرا بالمناسبة عن قرار دعمها في انتظار الدورات التكوينية في النشر والتوزيع .تم أيضا تناول عملية البيع عبر المنصات جديدة ومحاربة القرصنة والمشاركة في صالونات الكتاب بالخارج للترويج للكتاب الجزائري إذ تم ذكر المشاركة الجزائرية كضيف شرف في احدى المرات بصالون الكتاب وكان الإقبال كبيرا والدهشة من مستوى الكتب الجزائرية المعروضة. تم أيضا طرح ظاهرة نشر الأدباء الجزائريين أعملهم بالخارج ووصف ذلك بالاختيار الخاسر .