تلمسان

آثار المدن العتيقة عرضة للاندثار

آثار المدن العتيقة عرضة للاندثار
  • القراءات: 924
❊ل. عبد الحليم ❊ل. عبد الحليم

دعت عدة جمعيات بمدينة ندرومة والتي تنشط في المجالات الاجتماعية والثقافية بالمنطقة، إلى ضرورة الحفاظ على المعالم والشواهد الأثرية التي تزخر بها مدينة ندرومة والتي تعود إلى عهود غابرة من الزمن، من خلال إعداد مخطط دائم للحفاظ عليها خاصة وأنها مصنفة عالمية، متسائلين عن مصير مشروع المخطّط الدائم لحفظ المدينة العتيقة والذي تم عرضه في دورة المجلس الشعبي الولائي لسنة 2013، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المعالم التي أضحت في الآونة الأخيرة مهدّدة بالاندثار.

إذ تم إحصاء 30 بالمائة من السكنات العتيقة القديمة المغلقة، إضافة إلى منازل حوّلت للورثة، في حين تبقى الأخرى بحاجة إلى عناية واهتمام من الجهات الوصية، بعد أن عرفت عملية ترميم واسعة خلال تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية في 2011.    

في نفس السياق، تشهد المدينة القديمة بقلب تلمسان آثار الهدم وسقوط أجزاء كبيرة من بناياتها خاصة بجهة باب سيدي بومدين، حيث لم تتم تهيئتها وظلت منسية وتلاشت قيمتها العمرانية الممتدة من بناية دار الحديث إلى غاية باب زير، مرورا بدروب أخرى ملتصقة بسيدي الجبار والمدرس، وهذا بالرغم من إدراج هذه المنطقة سنة 2008 ضمن برنامج حماية المواقع العمرانية العتيقة من طرف وزارة الثقافة وتخصيص غلاف مالي معتبر لها، غير أنّها لم تعرف أي عملية ترميم أو تصنيف رغم توفر جميع الشروط المادية والمعنوية للنهوض بها وجعلها موقع سياحي بامتياز.

وحسب دراسة قامت بها الوكالة الوطنية للتهيئة العمرانية، فقد تبيّن من خلالها، أنّ هذا النسيج العمراني يتوزّع على أزيد من 1450 مسكن يختص بهندسة ونمط البناء الجميل المتفرق بمساحة إجمالية تقارب الـ 40 هكتارا، وقد لوحظ الهشاشة التي قضت على الصورة الأصلية للبيوت نظرا لغياب قوانين تحمي المدينة خاصة أمام كثرة الورثة الذين يعتبرون من أكبر المشاكل التي تعيق تدخلات وإنقاذ البقعة من التدهور المستمر، ما يلزم الإسراع في بحث حل يجنب الانهيار الكلي للمساكن العتيقة العثمانية.

من جهتها، أشارت مديرية الثقافة إلى أنّ المدينة القديمة ستخضع لدراسة عمرانية وفقا لخريطتها الأصلية عن طريق ثلاث مراحل، حيث طالبت الجمعيات الثقافية والسياحية والاجتماعية بالولاية بمتابعة مخطط تهيئة المدينة قبل أن تنهار جميع المساكن.