الفنان عنتر هلال يكشف عن جديده لـ«المساء»:

«الحياة الممزقة» إنتاج سينمائي مشترك جزائري - إيراني

«الحياة الممزقة» إنتاج سينمائي مشترك جزائري - إيراني
  • القراءات: 2798
سميرة عوام سميرة عوام

كشف الممثل الكبير عنتر هلال (عيسى سطوري) مؤخرا لـ«المساء»،  عن جديده المتمثل في كتابة سيناريو فيلم طويل عنوانه «الحياة الممزقة»، يحكي عن قصة صحفية يقتلها الموساد، ويتناول مجزرة صبرا وشتيلا، وهو إنتاج جزائري-إيراني، سينطلق تصويره خلال الأشهر القادمة في مدينة تبسة التي كانت فيما مضى معقلا لتدريب الكومندوس الفلسطيني. وحسب هلال، ينتظر هذا العمل السينمائي بشغف لأنّه سيهديه لفلسطين، وسيصوّر بطريقة مغايرة عن الأفلام التي تحكي عن قضايا الحرب.

تحدث الممثل عنتر هلال مطولا عن تجربته الفنية التي تجاوزت خمسة عقود من الزمن، ويعتبرها عطاء ربانيا، كما أن هذه التجربة صقلت مواهبه وأعطته نفسا قويا، بعد مشاركته في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، علما أن شخصية «عيسى سطوري» لا تزال مستقرة في وجدانه، إذ يتحدث عنها بحب ويصفها بالشخصية المقتبسة من عمق المجتمع الجزائري، وهي تعيش معه دائما رغم مرور السنوات. مؤكدا أيضا أنّ الفنان يصنعه الجمهور خاصة لما يدرك صدق إحساسه وتفانيه في العمل.

وعن غيابه عن جمهوره قال «عيسى سطوري» بأنه مازال حاضرا في الساحة، وهو يتقاسم تجربته مع النشء الجديد، من خلال مشاركته في لجان التحكيم في مهرجانات الفيلم القصير والتظاهرات التي تنظمها المسارح الجهوية وهي كثيرة.

وفيما يتعلق بغيابه عن الشاشة الصغيرة، أشار إلى أن ذلك جاء عن قناعة منه، بعد تدني المستوى الفني وتلاشي العصر الذهبي للأعمال التلفزيونية، وتوسّع دائرة البيروقراطية وتهميش الممثلين الكبار، رغم أنّهم أعطوا الكثير للفن في الجزائر، مذكرا أنه «لا أحد يخلف آخر، وإنّما علينا الأخذ بعين الاعتبار بكل ما هو فني، وعلينا الخروج من الحلقة المفرغة وصناعة جيل مثقف، يكون مطّلعا على التاريخ قبل دخوله للمسرح والسينما».

من جهة أخرى، ألح الفنان على ضرورة الاحترافية في العمل، من خلال الإقناع أثناء أداء الدور وتأقلمه مع الشخصية -خاصة المركّبة منها- التي يتقمصها، ويتأتى ذلك بإتقان قراءة النص والإصغاء  والاحتكاك بكبار المخرجين والممثلين الذين لهم تجارب طويلة، من أجل تفادي الأخطاء وبناء أرضية صلبة عمادها الفن النظيف، بعيدا على الفساد والفوضى.

بالمناسبة، علّق الممثل عنتر هلال على فيلم «ابن باديس» الذي اعتبره عملا فنيا لا يليق بسمعة الجزائر، وهو ضد فكرة استقدام مخرجين أجانب، مثل المخرج باسل الخطيب، لأنّه يجهل الكثير عن تاريخ هذه الشخصية الرمز، معيبا على المسؤولين الذين لا يختارون كبار المخرجين في الجزائر، أمثال أحمد راشدي ولخضر حمينة وآخرون، لأنّ لهم القدرة على إخراج أفلام من درجة عالية، مؤكدا أن إعادة بناء أحداث فيلم «ابن باديس» كانت ضعيفة جدا وتحتاج إلى قراءة دقيقة، لأنها عمل سينمائي جاد سيبقى حاضرا في الذاكرة الشعبية، وكان من الممكن لهذا الفيلم أن يأخذ صدى لو كانت قصته ذات مادة تاريخية ثقيلة وممتدة لمعرفة حقيقة هذه الشخصيات، وكيف كانت تعيش وتحيا في ظلّ الاستعمار، لكنه استطرد بالتأكيد على أنّ بعض الممثلين الجزائريين غطوا الفراغات المسجّلة بأدائهم الجيد، مثل بطل الفيلم يوسف سحايري والممثل محمد الطاهر زاوي وسهيلة معلم.

وعن مشروع فيلم الأمير عبد القادر، اقترح عنتر هلال على الوزارة الوصية، إخراج الفيلم جماعيا بمشاركة مجموعة من المخرجين الجزائريين لهم رؤى متعدّدة، وبإمكانهم إخراج فيلم جزائري مائة بالمائة.

وأقر الممثل عنتر هلال بوجود جيل من الممثلين والمخرجين الشباب في الصعود، يحاولون تقديم ما لديهم من رؤى لصناعة سينمائية مثمرة وهم يحتاجون للتوجيه والرسكلة من أجل تفادي الرداءة والتكرار.