المخرج الفلسطيني نضال موسى الخطيب لـ»المساء»:

«أنصار» تجسيد للعلاقة الأبدية بين فلسطين والجزائر

«أنصار» تجسيد للعلاقة الأبدية بين فلسطين والجزائر
  • القراءات: 536
❊ وردة زرقين ❊ وردة زرقين

قدم مسرح «الطنطورة» من فلسطين المحتلة، مسرحية «أنصار» للمرة الثانية في إطار المنافسة في مهرجان «الأيام المغاربية للمسرح» في طبعته السادسة، التي جرت فعالياتها في الفترة الممتدة من 15 إلى 19 فيفري الجاري بوادي سوف، ونالت جائزة أحسن نص مسرحي.

 

قال مخرج المسرحية ومدير مسرح «الطنطورة» نضال موسى الخطيب لـ»المساء»، بأن المسرحية وُلدت من جديد وعادت إلى الحياة في الجزائر وسوف تستمر إلى الأبد، و2018 هو عام تاريخي بالنسبة له، حيث كان العرض الأول للمسرحية قبل 28 سنة في 1990، للمخرج فاتح عزام، من أداء الممثل إسماعيل الدباغ، موضحا أن المسرحية جاءت من تجربة شخصية له وللإخوان المعتقلين في سجن أنصار 03 في جنوب فلسطين، حيث وُضع في المعتقل في 22 فيفري 1988 وفُرض عليه رقم 1789 بدلا من اسمه الحقيقي، وهو تاريخ الثورة الفرنسية. قدمت المسرحية في فلسطين ومُنعت من طرف الاحتلال وتم وضع عراقيل كثيرة، وبعد محاولات كثيرة قُدمت هذه المسرحية باللغة الإنجليزية في كل من أمريكا، كندا وبريطانيا وتم تقديم 45 عرضا في عام 1990، واشترط الاحتلال الصهيوني على موسى الخطيب أن لا يعود إلى فلسطين لمدة عام، فوافق بهذه التضحية من أجل فلسطين، وأثارت حينها المسرحية جدلا ونقاشا عالميين في الصحف العالمية، بعد ذلك تم عرض المسرحية في مهرجان «فوانيس» في الأردن، وتوقفت سنة 1995 إلى غاية 2018.

أوضح نضال الخطيب أن السبب الرئيسي في توقف مثل هذه المسرحيات هو اتفاقيات السلام التي جعلت المسرحيات الثورية غير مدعمة، بالتالي تجمدت، وفي هذه الفترة تزوج نضال الخطيب من ممثلة ورزق بابنين موسى ومكرم وبنتين، وبعد أعوام اكتشف الأب نضال أن ابنه موسى ممثل رائع اشترك في مسرحية مع اليابانيين وعمره 08 سنوات، ومنذ 2010 والابن يطلب من أبيه إعادة تقديم مسرحية «أنصار» للمرة الثانية، لكن الأب لاحظ أن ابنه الطفل لا يناسب الشخصية الموجودة في المسرحية، وانتظر 08 سنوات إلى غاية 2018 لإعادة عرض المسرحية.

في إضراب مفتوح عن الطعام في 17 أفريل 2017، حث الابن موسى أباه على أن الوقت حان لتقديم المسرحية، وتم تقديم العرض في تدريبات في رام الله، ثم تم تقديم عرض أولي في رام الله أمام أمهات وأخوات الأسرى، ومنه تم تطوير العرض، لكن المفاجأة، يقول المخرج والممثل نضال الخطيب، كانت عندما فتح الملف ووجد المسرحية مطبوعة على آلة الكاتبة ولا يوجد بها أرقام متسلسلة والنص مختلط، مما يجب عليه تذكًر ترتيب المشاهد والبحث عن المسرحية مرة أخرى، فأضاف موضوع محاربة النسيان واليأس، لأن الشعب الفلسطيني بعد اتفاقية السلام والاعتراف بإسرائيل بدأ ينسى تاريخه، على حد قوله، والمسرحية الحالية تحارب النسيان واليأس، حيث كانت الخطوة الأولى للمسرحية في الجزائر، وتم عرضها في مهرجان المسرح المغاربي، وما زاد العرض سحرا وشوقا هو مزج رمل طنطورة بفلسطين مع رمل الجزائر الطافحين بدماء الشهداء العظماء، وبهذه الطريقة جمع نضال الخطيب إفريقيا مع آسيا وجمع فلسطين للأبد، وجسًد العلاقة بين الجزائر وفلسطين للأبد، لأنه لا يمكن بعد مزج الرمل بالآخر وفصله مرة أخرى.

تجدر الإشارة إلى أن العرض المسرحي الذي دام ساعة ونصف الساعة، من أداء ديو، وهما الممثلان نضال الخطيب وابنه موسى الخطيب، إلى جانب الصغير مكرم الخطيب ومحمد الرواشدة. قام نضال الخطيب بإعادة إخراج المسرحية وإثراء النص، ليكون مناسبا في هذا الوقت، بحيث أن العرض الأول كان في 1990 في فلسطين والعرض الثاني في الجزائر في فيفري 2018