نصف لغات العالم مهددة بالانقراض

6 ألسنة توشك أن تختفي من كلام البشر

6 ألسنة توشك أن تختفي من كلام البشر
  • القراءات: 797

هناك أكثر من سبعة آلاف لغة حية في العالم، لكن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، تتوقع أن أكثر من نصفها ستنقرض بحلول نهاية القرن الحالي، ويكشف أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار الصادر عن المنظمة الأممية، أن لغة تنقرض كل أسبوعين، وهذا يعني أن 25 لغة تنقرض سنويا، وإذا استمر الحال ستؤدي إلى اختفاء 90٪ من اللغات المهددة، أو التي تعاني من خطر الانقراض.

رغم أن مستقبل ومصير هذه اللغات يبدو قاتما، فإن اللغويين المتخصصين وعشاق اللغات في جميع أنحاء العالم، يبذلون جهودا للحفاظ على هذه اللغات التي تكافح للبقاء في كلام البشر.

تشمل هذه اللغات النادرة لغة نفوسي، التي تنتمي إلى اللغات الإفريقية الآسيوية، وتعد لغة أمازيغية قديمة يتحدث بها القليل جدا من سكان غربي ليبيا وجنوبي تونس، خاصة منطقة جبال نفوسة الليبية.

تقوم اليونسكو بتتبع وتجميع البيانات بدقة في أطلس لغات العالم المهددة بالخطر، بينما تجمع منصة ويكي تانجز الجديدة مقاطع فيديو للمتحدثين الأصليين، يتكلمون بلغاتهم لإتاحتها للأجيال القادمة، وإذا كنت تتحدث لغة من هذه اللغات المهددة بالانقراض، أو تعرف شخصا يفعل ذلك، فيمكنك تسجيل فيديو لهذه المنصة.

إذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية لتعرف أصدقاء أو معارف من كبار السن يتحدثون لغة أو لهجة محلية نادرة، فخذ الوقت الكافي لتتعلم منهم، وإذا كنت تحب اللغات حقا، يمكنك دراسة لغة مهددة بالانقراض، على أمل الحفاظ على المعرفة حية.

من بين اللغات المهددة بالانقراض؛ قائمة قصيرة من ستة أمثلة توشك أن تختفي من ألسنة المتحدثين: هناك لغة ريسيجارو، في عام 2016 قُتلت روزا أندرادي أوكاجان، آخر امرأة تتحدث اللغة الأمازونية النادرة في البيرو عن عمر يناهز 67 عاما، ويعد شقيقها بابلو آخر المتحدثين المعروفين بلغة ريسيجارو حاليا، مما جعلها واحدة من أكثر اللغات المهددة بالانقراض.

تعمل وزارة الثقافة في البيرو، مع المتحدث الأخير للغة على إعداد قاموس وكتاب قواعد للغة التي لا يستطيع بابلو التحدث بها مع أي إنسان حول العالم.

هناك لغة أتراك تشوليم، إذ كشف إحصاء روسي لعام 2010، عن وجود 44 متحدثا فقط بلغة تشوليم التركية، ويسمي سكان قرى سيبيريا الشعبية أنفسهم باسم لغتهم، وتم سحب الاعتراف بهم كمجموعة عرقية من قبل الحكومة السوفياتية عام 1959، ثم استعادوا الاعتراف بهم عام 1999.

كانت تشوليم ذات يوم، لغة من اللغات المنطوقة على نطاق واسع، لكن تم استيعاب جزء منها في اللغة التركية، وبسبب العداء الروسي للغة والثقافة المختلفة في منتصف القرن الماضي، اكتسبت وضعا اجتماعا متواضعا، ولم يتم توريثها للأطفال الذين أجبرتهم الدولة على تعلم لغة الأمة الروسية.

نجد لغة مودبورا التي قد تكون لغة السكان الأصليين للإقليم الشمالي الأسترالي تنمو، لكنها مع ذلك مهددة بالانقراض، واعتبر تعداد أستراليا لعام 2006، أنه لم يتبق سوى 47 متحدثا، لكن تعداد عام 2016 زاد العدد إلى 92 متحدثا باللغة في البيت.

اعتبارا من عام 2011، ربما كان هناك شخص واحد فقط يتحدث لغة باتوين كلغة أصلية، وتحدث أمريكيون أصليون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قديما، ويحاول البعض الآخر إحياء اللغة المهددة بالانقراض، بإنشاء كتاب قواعد وبناء فصول تعليمية للأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى المدرسة الثانوية باللغة النادرة.

يعد شعب أينو من السكان الأصليين لجزيرة هوكايدو في اليابان، وتم حظر لغة عينو وتقاليدها الثقافية في أواخر القرن 19، واندمجوا إلى حد كبير في الثقافة اليابانية، وشهدت سنوات الثمانينات انتعاشا في الثقافة الأصلية، لكن لغتهم تضم ​​حاليا أقل من عشرين متحدثا أصليا، كلهم أكبر من 64 عاما.

قبل وصول الأوروبيين إلى أمريكا، من المحتمل أنه كان يوجد بين 500 و800 شخص من الأمريكيين الأصليين يتحدثون لغة شيمن هويفي، التي نشأت في صحراء موهافي في أمريكا الشمالية، لكن هناك أقل من 20 متحدثا فقط يجيدون هذه اللغة النادرة الآن.

تشمل القائمة العديد من اللغات في إفريقيا وآسيا والأمريكيتين، وحتى في بلدان أوروبا الشمالية، حيث تواجه بعض لغات البلدان الإسكندنافية مخاطر في الوقت الحاضر، نتيجة تراجع عدد الناطقين بها أمام اللغة الإنجليزية، التي تزداد انتشارا في الأجيال الجديدة.

بسبب الحروب والهجرات القسرية وعولمة اللغة الإنجليزية وثقافة الأنترنت والفضائيات، دخلت العديد من اللغات شديدة المحلية قائمة الخطر، نتيجة انخراط أبناء القبائل والمجتمعات المحلية في الثقافة العالمية.