معرض ثنينة عزري برواق "حداد"

45 لوحة تبرز بهاء وتنوع التراث الجزائري

45 لوحة تبرز بهاء وتنوع التراث الجزائري
  • القراءات: 677
 لطيفة داريب لطيفة داريب

تهتم الفنانة التشكيلية ثنينة عزري بالتراث الجزائري الثري والمتنوع، وهو ما ظهر جليا في لوحاتها الخمسة والأربعين، التي عرضتها برواق"عائشة حداد"، مؤخرا، بعنوان "من التراث الجزائري".

رسمت الفنانة ثنينة عزري تراث بلدها بكل حب وجمالية، وقد خصصت أكثر من لوحة لتراث منطقة القبائل، فرسمت لوحة "نساء قبائليات" تظهر فيها امرأتين ترتديان الزي التقليدي، تتحدثان في أمور شتى. وفي لوحة أخرى حول نفس الموضوع، رسمت امرأة متقدمة في السن تراقب طريقة صنع شابة للكسكسي. غير بعيد عنها لوحة عن منظر من منطقة القبائل، تظهر فيه البيوت العتيقة التي تُعرف بها هذه المنطقة.

كما برهنت الفنانة عن حبها للشعر، خاصة قصائد أغاني لونيس آيت منقلات، لتضع العديد من الكلمات المعبرة في بعض من لوحاتها، من بينها لوحة رسمت فيها امرأتين من منطقة القبائل، واحدة تحمل سلة كبيرة على ظهرها، والثانية تضع قُلة على ظهرها أيضا، دليل على صمود هذه المرأة ومساهمتها الحثيثة في شؤون أسرتها.

عن الصحراء، رسمت ثنينة أكثر من لوحة، مثل "امرأة ترقية" التي رسمت فيه وبشكل طفولي زادها جمالا، امرأة ترتدي اللباس التقليدي الترقي، بينما يظهر شموخ الرجل الترقي في لوحة بورتري، ودائما مع الرجل رسمت الفنانة رجلا من وادي سوف يحمل بنديرا. أما لوحة "غرداية"، فقد اختارت الفنانة أن تكون بيوتها ملونة ومرصوصة بشكل منتظم.

أما اولاد نايل، فرسمت ثنينة منها بوتري امرأة نايلية تبتسم، وكلها اعتزاز بهويتها وثقافتها المحلية، في حين سجلت الفنانة العصامية انبهارها بالفنتازيا، فرسمت ملامحها في أكثر من لوحة، مثل لوحة "فنتازيا1" التي رسمت فيها ثلاثة فرسان يمتطون جيادهم، ويشاركون في عرض زاده جمالا، مجموعة من الطيور الجارحة التي تحلق فوق رؤوسهم. بينما خصصت لوحة "الفارس" لرجل يضع على ظهره برنوسا أصفر وبندقية على ظهره، وكله شموخ وعزة.

لا يمكن لثنينة أن ترسم مناطق مختلفة من الجزائر، من دون رسم لوحات عن العاصمة، مثل لوحة "حديقة الجزائر" تظهر فيها أشجار باسقة وبنايات شاهقة، أما لوحة "السيدة الإفريقية"، فاختارت لها الفنانة خلفية رمادية. بينما أضفت عليها علاوة على الرمادي السائد، بعضا من الأصفر والأزرق. بينما رسمت المرأة العاصمية في لوحة "امراة بالحايك"، والقصبة في لوحة أخرى غمرتها باللونين الأصفر والأزرق أيضا.

وعبرت ثنينة عن وعيها بأهمية الأسرة، فرسمت لوحة "امرأة وطفل" استعملت فيها الأسلوب شبه التجريدي، كما رسمت لوحة "عائلة". بالمقابل، استعملت في لوحتي "الفضائي" و"رجل رعاة البقر" قلما، فكانت لوحات معبرة أيضا. بينما اعتمدت على الأسلوب شبه الانطباعي في لوحة" الراعي".

ولأنها فنانة متعددة المواهب، صنعت ثنينة خامسة كبيرة في وسطها مرآة. وعن نفس الموضوع، رسمت لوحة "خامستان"، بينما رسمت في لوحة أخرى "باب موريسكي"، التي تضم ثلاثة أبواب زرقاء برسومات متنوعة، تتوسطها خامستان صغيرتان.