"منتدى الكتاب" يحتفي بالمنجز الأدبي لـ واسيني الأعـرج:
40عاما من الإبداع والانشغال بالقضايا الإنسانية

- 524

أكد الروائي واسيني الأعرج، أن ما أثاره مشروعه الروائي الأخير "حيزيا" من نقاش حتى قبل صدوره، "حالة صحية، تؤكد اهتمام القراء بالتراث والذاكرة التراثية". وقال إن شخصية "حيزية" ملحمة إنسانية لا تقلّ قيمة عن النصوص العالمية.."، داعيا إلى تقديم عمل فني أوبرالي حول هذه الشخصية؛ لما تمثله من "قيمة تاريخية في المخيال والذاكرة الشعبية".
وتحدّث ضيف "منتدى الكتاب" بالمكتبة الوطنية الجزائرية، أول أمس، عن منجزه الأدبي الذي يمتد لأكثر من أربعين سنة من الإبداع، وهو الذي لم يستقر على شكل واحد وثابت في كتاباته الأدبية، بل يبحث دائما عن سبل تعبيرية جديدة. وقال إنه تميز بانتقاله التدريجي في الكتابة الإبداعية، من تناول قضايا وتيمات وطنية تتعلق بالثورة التحريرية والمجتمع الجزائري، ثم عربية، وصولا إلى الانشغال بالقضايا الإنسانية بأبعادها العالمية.
وأوضح الأعرج في المنتدى الذي حمل عنوان "الرواية والحياة"، أن رحلته الإبداعية الممتدة على مدار 4 عقود "40 عاما تميزت بتناولها، وعلى غرار كتابات مبدعي جيله، قضايا الثورة التي كان مسكونا بها"، مبرزا أن "والده الشهيد كان دائم الحضور في نصوصه الأولى"، ومضيفا أنه "بعد فترة نضج ميّزت ولوجه عالم الجامعة في وهران، تحوّلت اهتماماته إلى تناول القضايا الاجتماعية، التي رافقت مرحلة ما بعد الاستقلال في الجزائر؛ حيث انعكست في نصوصه تيمات اجتماعية.
كما انتقل فضاء شخوصه من الفضاء الريفي الذي ترعرع فيه، إلى فضاء المدينة..". وقال إنه "توسّع بعدها في فترات متتالية، نحو قضايا عربية، ترجمها عبر العديد من النصوص الروائية، ليصل في الأخير إلى البعد الإنساني العالمي في كتابة نصوصه التي تعجّ بالقضايا الإنسانية الكبرى، التي تتّسم بالصراع والحروب".
كما تطرق الروائي لعلاقته "القوية" باللغة العربية التي "شحنتها الجدة، وغذّتها قراءاته لأمهات الكتب التراثية" ككتاب "ألف ليلة وليلة"، وأيضا "المكانة العميقة" للأدب الشعبي لديه، مشيرا إلى أنه "سعيد بمآلات نصوصه، وبما أنجزه على مدار سنوات طويلة من الكتابة والخوض في قضايا محلية وإنسانية ..". أما بخصوص الترجمة في المجال الأدبي، فأشار إلى أنه "يرفض استخدام مصطلح الخيانة، بل يفضّل بدله مصطلح المشاركة؛ لأن المترجم بدوره، يتحول إلى مبدع، ينقل للقارئ عمق النص، وقوّته الداخلية، لكن باحترام النص والسياقات".
ومن جانبها، قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، عقب تكريمها واسيني الأعرج بحضور عدد من الأسماء الأدبية، إن الاحتفاء به "في إطار منتدى الكتاب، هو احتفاء بقامة أدبية وأحد أعمدة الرواية الجزائرية والعربية والعالمية، نظير ما قدمه من أعمال افتكت العديد من الجوائز العالمية"، قائلة إنه "تكريم لأحد أعمدة الرواية الجزائرية؛ تقديرا لمساره الثقافي والأدبي والأكاديمي الحافل بالإنجازات والعطاء، وعرفانا بإسهامه الشامخ في تشريف الجزائر عربيا وعالميا؛ من خلال إنتاجه الأدبي، والجوائز التي نالها عن جدارة واستحقاق في العديد من المحافل الدولية؛ على غرار جائزة كتارا للرواية العربية، عن روايته "مملكة الفراشة" عام 2005، وجائزة الشيخ زايد للآداب عن روايته "كتاب الأمير" عام 2007، وجائزة الكتاب الذهبي عن روايته "أشباح القدس" في عام 2008، وجائزة الرواية الجزائرية عام 2001، وجائزة السلطان قابوس العمانية للثقافة والفنون والآداب في دورتها العاشرة، في فرع الآداب مجال الرواية، عام 2023".
وفي لقائها مع وسائل الإعلام، دعت وزيرة الثقافة والفنون إلى مرافقة فعاليات "منتدى الكتاب" الرافع لشعار "فضاءٌ مفتوح على الكتاب وَاعتراف بصنّاعه"، الذي أصبح تظاهرة قارة ووطنية، ومعممة في كل ولايات الوطن، وتشمل العديد من النشاطات؛ على غرار الندوات الفكرية والأدبية، والأماسي الشعرية وغيرهما. واعتبرت في هذا السياق أن المرافقة الإعلامية لهذا التقليد الثقافي، ستمكّن من نشر ثقافة القراءة والمطالعة والحوار وسط فئات المجتمع، وخاصة الناشئة والشباب.
للإشارة، ستستضيف المكتبة الوطنية الجزائرية في "منتدى الكتاب" القادم المبرمج ليوم 9 ديسمبر الداخل، الأديب أمين الزاوي، لتقديم "مدخل إلى التعددية الأدبية في الجزائر المعاصرة"، فيما يتداول إلى غاية مارس من العام القادم بمعدل منتديين في الشهر، كل من عز الدين جلاوجي للحديث عن "الرواية الجزائرية؛ تجاذبات الذات والآخر"، ومحمد مرتاض للوقوف عند "قراءات أدبية عن الثورة الجزائرية، منشورات الستينية"، فيما يستعرض عمر دفاف وبلقاسم بلمجاهد "الطفل والثورة في إصدارات الستينية". ويتطرق نذير صخري لموضوع "الأدب الأمازيغي في منشورات الستينية". أما سعيد دودان فيقدّم "قراءة في رواية "أطفال الأسلاك الشائكة" (منشورات الستينية). ويتوقف عيسى قاسمي عند كتاب confrontation implacable (منشورات الستينية).