"الإبداع، وأسئلة الخلق الفني" برواق "الحاج عمر"

40 لوحة تفتح مسالك التعبير والحوار

40 لوحة تفتح مسالك التعبير والحوار
  • القراءات: 647
مريم. ن مريم. ن

افتُتح بقاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني، أوّل أمس، معرض جماعي بعنوان "الإبداع، الفن التشكيلي، وأسئلة الخلق الفني" بمشاركة 40 فنانا، أغلبهم من الشباب، عبّروا عن مواهبهم، وفتحوا نقاشا مباشرا مع الجمهور، وثمّنوا المبادرة التي توفّر فرص الاحتكاك بينهم، وتشجّعهم على المزيد من الإبداع والعرض.

اكتظت القاعة بالفنانين وبالجمهور، ولم يتوقّف المشاركون عن عرض لوحاتهم وتقديمها معتبرين إياها ثمرة جهد وإبداع. والتقت "المساء" بالفنانة الشابة خديجة مهني التي شاركت بلوحة "المرأة القبائلية"، واختارت فيها أسلوب المدرسة الواقعية. وبدت الشابة القبائلية في اللوحة غاية في الجمال، تلبس جبتها المزركشة وحليها الفضية وتحمل الغربال لتحضّر الكسكسي، وهنا أوضحت الفنانة أنّ هذه الحسناء هي عروس قبائلية، يُطلب منها في ثاني يوم من الزواج أن تبرهن على مهارتها في الطبخ، فتحضّر الكسكسي. كما أشارت الفنانة إلى أنّها درست الفن في إحدى المدارس الخاصة، واختصت في الرسم الزيتي وفي السيراميك، وشاركت في العديد من المعارض.

من جهتها، قالت الفنانة خيار رفيقة لـ "المساء"، إنّ كلّ فنان طُلب منه المشاركة بلوحة واحدة، لتختار لوحتها "فرار" بأسلوب الفسيفساء، لتؤكّد أنّها كانت دوما موهوبة وتحب الرسم. وبعد التقاعد كان التفرغ رغم التوقف عن الرسم بسبب المرض، لكنها عادت لتعيش السعادة مع فنها، الذي ترى فيه متنفسا من ضغوط الحياة ومشاكلها. واستعملت هذه الفنانة عدة تقنيات وعدّة مواد في لوحتها، منها القواقع والأحجار والرمل  والألوان، خاصة الأزرق؛ كي تعبّر عن نفسها.

أما الفنان الشاب خلدون خير الدين فقدّم مجسما تركيبيا بعنوان "الكلام المعسل". وقال لـ "المساء" إنّ العنوان مستمد من تراثنا الشعبي، والعمل عبارة عن أسلاك معدنية ذات لون أحمر داكن على شكل فم، تمتد منه في أسراب مجموعة من الفراشات البيضاء، التي تتجه نحو الضوء (الكلام). منجزة بتقنية (ماشي)؛ أي مزج الغراء بالماء، ثم يوضع عليه الورق الأبيض حتى يجف.

أما الفنان مولود تابتي فأشار إلى أنه اختار لوحة "التوارق"، واختار لها الألوان الزيتية مع حضور لافت للأزرق والأصفر والأحمر، موضّحا أنّه يفضّل في أعماله ألوان الضوء. أما عن التوارق فقال إنّه أحبهم منذ سفره إلى تمنراست، ليُحفظوا في خياله الفني.

وأكّد الفنان أنّه أحب الفن منذ صغره، وبدأ يمارس الرسم منذ سن 13 سنة؛ حيث كان ينجز لوحاته بالبيت، ثم أصبح منخرطا في بيوت الشباب، منها بيت الشباب ببرج الكيفان، ليعرض في هذه الفضاءات إضافة إلى فضاء "فرانس فانون" وجامعة بن عكنون وغيرها. كما أشار إلى أنّه يعرض أعماله عبر الفيسبوك، وله متابعون عبر العالم. وبالنسبة لهذا المعرض فيرى أنّه فرصة للاحتكاك مع الغير لتبادل الآراء والخبرات.

الفنان زهير بختي الذي كان بجانب صديقه مولود، شارك بلوحة "قلعة المنصورة" في تلمسان بألوان الأقلام الملونة. وأكد خلال دردشته مع "المساء"، أنه اختارها؛ لأنها تمثل التراث، ورسمها بعدما رآها في أحد كتب التاريخ، وهي لوحة كبيرة ومميزة، كما أنها عرفان منه لوالده الفنان التشكيلي الراحل ابن القصبة عيسى المعروف ببوعلام؛ فهو الذي رعا هواية ابنه وحثه على التكوين والرسم وكان يشجعه. ويذكر المتحدث أنّ لوحة المنصورة أعجبته قبل وفاته وفرح بها كثيرا، ليقول إن والده الفنان توفي على ذراعه، وبقيت هذه الصورة الأليمة في وجدانه؛ لذلك اختار اللوحة لهذا المعرض.

هذا الفنان تكوّن أيضا بجمعية الفنون الجميلة بالعاصمة التي يرأسها مصطفى بن كحلة لمدة 4 سنوات، وأقام العديد من المعارض بالعاصمة وبعدة ولايات، منها خنشلة.

في سياق متصل، أوضح مدير المسرح الوطني السيد محمد يحياوي لـ "المساء"، أنّ فتح هذا الفضاء الخاص بالفنون التشكيلية، يضاف إلى قاعة العرض المسرحي وقاعة البالي، وهو مفتوح للشباب الهاوين ولجميع الفنانين المبدعين من جميع أرجاء الوطن، لتقديم التجارب المسرحية والعروض والورشات التكوينية، ولقراءة النصوص المسرحية والشعر، وسيتم أيضا استضافة كتّاب جزائريين وأجانب. كما أضاف السيد يحياوي أن هذا المعرض يمتد إلى غاية 30 جويلية الجاري، آملا أن تتكرر هذه التجارب مستقبلا، معلنا أنّه سيتم عقد اتفاق مع فنان ليكون محافظا للمعارض ويختار المشاركين. كما سيحتضن هذا الفضاء مستقبلا، معارض فردية وأخرى للبيع، مع فتح مدخل خاص بالجمهور، يطل مباشرة على محطة مترو "علي بومنجل".