الفنان بشير بن شيخ يعرض برواق "عائشة حداد"

36 لوحة تنبض طبيعة وتنضخ جمالا

36 لوحة تنبض طبيعة وتنضخ جمالا
  • القراءات: 1934
 لطيفة داريب لطيفة داريب

أكثر من ثلاثين لوحة للفنان التشكيلي بشير بن شيخ برواق "عائشة حداد"، تنضخ كلها طبيعة خلابة ومتنوعة للجزائر، كما تُعتبر مصدر إلهام الفنان، الذي يقوم بتخليد بعض مناظرها، والتعبير عن جمالها، وحفظ تراثها عبر لوحات يرسمها بتقنية الزيت على القماش.

تشعر حينما تشاهد لوحات الفنان بشير بن شيخ بحياة تدب فيها وكأنها ليست جمادا، بل تنبض حيوية وهي تحاكي محطات من حياة الكثير من الجزائريين، الذين فضلوا أو وجدوا أنفسهم يعيشون وسط هذه الطبيعة، يحتفون بها، ويأكلون من خيراتها، ويتعاملون معها وفق تقاليد عريقة حقة.

ويضم هذا المعرض العديد من اللوحات التي تحكي عن جمال طبيعة منطقة القبائل، وبالأخص ولاية بجاية، وخصوصية بنيانها المتميز، وتقاليدها الجميلة؛ مثل ملء النساء الماء من الينبوع، والذي خصص له ثلاث لوحات كاملة، وحراسة الشباب قطيع الأغنام، أو حتى غزل الصوف من طرف النساء، وعودة الرجال إلى الديار بعد نزولهم من محطة القطار بسيدي عيش، وعودتهم أيضا من السوق وحتى من حقول القمح.

ورسم بشير أيضا هضبة الصومام في قالب واقعي، أضفى عليها جانبا من السحرية، ورسم المزيد من اللوحات حول موسم الحصاد، وعن نساء يفتلن الكسكسي، حيث تغلغل داخل البيت القبائلي، وسلط الضوء على تفاصيله، كما لم ينس الفناء الخارجي؛ حيث يشترك الحيوان مع الإنسان.

واستعمل الفنان العديد من الألوان الساخنة إضافة إلى الألوان التي تعبّر عن خضرة الطبيعة، وفي مقدمتها اللون الأخضر، وزوّد أعماله بالكثير من الضوء. كما تشعر حينما تقف أمام لوحة من لوحات بشير المعروضة حاليا في رواق "عائشة حداد"، بنسمات عابرة، قد تدغدغك وتلامس شعرك، وتسري في جسدك قشعريرة.

ورسم الفنان لوحات عن البحر؛ مثل لوحة "صيادون عند غروب الشمس"، رسم فيها مجموعة من الصيادين يسترجعون شباكهم من البحر، أمام شمس تود الرحيل.

لوحة أخرى عن "ميناء جميلة"، رسم فيها بشير مجموعة من القوارب الراسية، وهي نفسها أو تشبهها في لوحة ثالثة بعنوان "قوارب"، لكن هذه المرة رسمها بشير في عز الظهيرة.

كما رسم بشير لوحات عن قصبة الجزائر، فنجد "القصبة" التي تبرز عمرانها ونساءها وهن يمشين مختالات بحايكهن، ولوحة أخرى تحمل نفس العنوان، رسم فيها رجلا يمتطي حمارا.

للإشارة، رسم الفنان بشير بن شيخ هذه اللوحات في الفترة الممتدة بين 2015 و2019، وقد بدأ مساره الفني في جمعية الفنون الجميلة بعد أن كان يرسم منذ طفولته، وتتلمذ على يدي الفنان الفرنسي كاميل لوروا، ثم عبد الرحمن ساحولي. كما اهتم كثيرا برسم الطبيعة ملهمته الكبيرة، خاصة أن الجزائر تزخر بطبيعة خلابة وثرية ومتنوعة، إضافة إلى عمرانها العريق.