فاطمة الزهراء حاج أحمد تعرض بمؤسسة "عسلة"

35 صورة عن القصبة بحلوها ومرها

35 صورة عن القصبة بحلوها ومرها
  • القراءات: 756
لطيفة داريب لطيفة داريب

لم تتردد الفنانة المصورة فاطمة الزهراء حاج أحمد، في تقديم صورة حقيقية لمزغنة، بدون رتوشات وانتقاء ما هو جميل، والتغاضي عن عكس ذلك، بل تعبر صورها الخمس والثلاثون المعروضة حاليا بمؤسسة "أحمد ورابح عسلة" في الجزائر العاصمة، عن الأوجه المتعددة للقصبة. اختارت حاج أحمد أن تشق مسارها الفني في عالم الصورة، فخضعت للتكوين، ثم انطلقت مباشرة في تصوير ما يروق لها أو ما يشدها، خاصة المتعلق بالطبيعة والتراث والعمران، كما مكنتها هوايتها المتمثلة في التجوال على الأقدام، من اكتشاف المناظر التي يحق لها أن تكون موضوع صورة، بالتالي ولوج التاريخ من بابه الشاسع، أليس للصورة وقع كبير على أنفس ومخيلة الناس؟.

وخلال تجوالها بين "زنيقة" وحي ومدينة وقرية، انبهرت فاطمة الزهراء بالقصبة، فلم تتوقف عن التقاط صور لها وعرضها بمعرضها الأول عام 2022 تحت عنوان "سقيفة"، ومن ثم، نظمت معرضا آخر حول نفس الموضوع بفندق "سوفيتال" في الحامة، ليكون موضوع معرضها الثالث المقام حاليا بمؤسسة "أحمد ورابح عسلة"، القصبة أيضا، في حين تخطط لتنظيم معارض حول مدن أخرى بالجزائر.في هذا السياق، لم تشأ فاطمة الزهراء إبراز محاسن الحي العتيق وحسب، بل تقبلتها كما هي، أي بوجهيها المشرق الحزين، فالتقطت صورا لأزقتها الضيقة وناسها أصحاب الهمة وبنيانها العتيق، وفي نفس الوقت صورت الإهمال الذي يطالها وتهاوي بعض سكناتها. وهكذا، فإن الفنان المصور شاهد عصره، لا يمكن له تزييف الواقع، وهو حال فاطمة الزهراء، التي رغم ولعها بالقصبة وتخصيصها لثلاثة مواضيع حولها، إلا أنه يمكن أنها ابتغت من خلال هذا المعرض، دق ناقوس الخطر، فهل سيتم إنقاذ القصبة في يوم ما؟.التقطت الفنانة في معرضها هذا المعنون بـ"كشف وزووم، بني مزغنة"، صورا عن القصبة بقسميها العلوي والسفلي، تحديدا لأزقة القصبة ومساجدها وقصورها وناسها.

كما جاءت معظم الصور ملونة، ما عدا القلة منها، التقطت باللونين الأبيض والأسود. وكان النصيب الأكبر من الصور للقصبة العليا، حيث نجد صورا لدار السلطان، حي بوشلاغم، حي أبديرام (معركة الجزائر)، حي الباب الجديدة، سيدي بن علي مقبرة الأميرتين، سيدي رمضان، مسجد سيدي عبد الله، بير جباح، حي الشيطان وغيرها. بينما نجد بالنسبة للقصبة السفلى، صورا لقصر رياس البحر، مسجد المسمكة، قصر مصطفى باشا، سقيفة سوق الجامع وغيرها.كما أرادت الفنانة أن تكون لسان حال القصبة، المدينة التي أبهرتها فعلا وشعرت بروحها الرهيفة، وجسدها الذي تعرض وما يزال، لأزمات شديدة وهزات عنيفة، فلم تتوان عن أخذ آلتها للتصوير والتقاط المزيد من الصور لبني مزغنة. وتهتم الفنانة بتسليط الضوء على التفاصيل في صور معينة، أو التقاط جزء معين من معلم ما، مثلما فعلت في صورة قصر مصطفى باشا، حيث التقطت صورة لنساء يرتدين الحايك ويقفن في الطابق العلوي للقصر، بينما التقطت صورة مكبرة عن بني مزغنة من دون الخوض في تفاصيلها. وسلطت الضوء أيضا على الحياة اليومية لسكان القصبة، مثل صورة لطفلة تنزع الملابس من حبل الغسيل، وصورة أخرى لرجال يسيرون في أزقة القصبة الضيقة. للإشارة، يتواصل معرض الفنانة المصورة فاطمة زهراء طارق إلى غاية 25 فيفري الجاري.