30 أندلسيا يتنافسون على جائزة دالي

30 أندلسيا يتنافسون على جائزة دالي
  • القراءات: 890
 مريم. ن مريم. ن

نظمت مؤسسة «عبد الكريم دالي» أمس بفندق «آ-زاد» بالقبة، ندوة صحفية أعطت فيها تفاصيل الطبعة الأولى من جائزة «الشيخ عبد الكريم دالي» والتي ستحتضن قاعة «الأطلس» تصفياتها النهائية من 16 إلى غاية 19 نوفمبر الجاري، وتتجاوز الجائزة التكريم، فهي تهدف إلى رعاية المواهب الواعدة في مجال التراث الموسيقي الكلاسيكي الجزائري.

بداية، أشارت رئيسة الجمعية السيدة وهيبة دالي (حفيدة الفنان عبد الكريم دالي) إلى أن المؤسسة تأسست عام 2008 وتجتهد في تحقيق الكثير من المشاريع الفنية، لتكون إضافة متميزة تخدم تراثنا الثقافي الوطني.تقدّم للترشيحات 30 متنافسا من مختلف مناطق الوطن، منها قسنطينة والقليعة وتلمسان وبجاية وعنابة والبليدة، وأغلب المترشحين منخرطون في جمعيات أندلسية، وتم اختيار ثماني أصوات، منها صوت نسائي، وكلّها أصوات جميلة تستحق الظهور.

أما لجنة التحكيم فيترأسها الأستاذ إسماعيل هني، وتضم الأساتذة ديب العياشي من عنابة وبوعلي صالح من تلمسان وسليمة ماضي من العاصمة، سيكون الجوق الموسيقي للمؤسسة تحت قيادة الأستاذ نجيب كاتب.

من جهته، أكّد رئيس لجنة التحكيم الأستاذ هني أنّ الراحل دالي كان مؤسسة فنية قائمة بذاتها، تعاطى الأندلسي من عروض وحوزي ومديح وغيرها، وكان شاعرا وملحنا وهو معروف برائعته «صح عيدكم» التي راجت في كل العالم وعبر القارات. مضيفا أنّ الراحل كان أوّل من سجل التراث الكلاسيكي الجزائري في معهد الموسيقى ووثائقه موجودة حاليا بالمعهد العالي للموسيقى كأرشيف، متأسفا عن حرمان الجمعيات والطلبة منها لأسباب تبقى مجهولة، وذكر أنه عاش مع الراحل 3 سنوات وكان تلميذه، تعلّم على يده العزف على البيانو، وهو الذي كان عملاقا في العزف عليه وعلى الكمان والكويترة.

بالنسبة للراحل، أكد المتحدث أنه ابن تلمسان، لكنه عاش معظم حياته بالعاصمة، وفيها كون كل تلاميذه، وهنا استحضر رحلة استقراره بالعاصمة بدعوة من الراحلين باشطرزي وسفير بودالي، وبفعل ذلك مال أداؤه إلى مدرسة الصنعة. كما بقي هذا الفنان في الذاكرة وصدر له طابع بريدي ليبقى الأمل أن يستفيد رواد آخرون من هذه المبادرات، ومنها تسمية الشوارع باسم فنانينا، كما يجري في الغرب.

أكّد هني أنّ الساحة لا يوجد بها سوى جائزتان وهما جائزة «قروابي» وجائزة «دالي»، بالتالي يجب دعمهما من الجهات الرسمية، مع إنشاء مؤسسات أخرى باسم عمالقة الفن الذي له علاقة بتراثنا وهويتنا الجزائرية.

وأعلن الأستاذ نجيب كاتب أنّ قيمة الجائزة الأولى ستكون عبارة عن قرص مضغوط يسجل لفائدة الفائز، علما أن أدنى تسجيل يقدّر بـ40 مليون سنتيم.من جهتها، أكّدت الفنانة والباحثة في التراث الأندلسي ضيف فزيلات، وهي من تلميذات الراحل سيد أحمد سري، أنّ الجائزة لا تبحث عن من يقلّد عبد الكريم دالي بل تبحث عن الأصوات المتميزة التي تؤدي التراث كما توارثته الأجيال، وهنا أشارت إلى أنّ بعض الأصوات الجميلة كثيرا ما تنسحب من الساحة لقلة الدعم والمتابعة، خاصة أن الوسط الفني الأندلسي صعب ويطلب الكثير من الجهد والتكوين.

على هامش الندوة، أكّدت السيدة وهيبة لـ«المساء»، أنّ سهرة الافتتاح تنشّطها الفنانة ليلى بورصلي وحسناء هاني ودليلة مقدر وكريم بوغازي، أما السهرة الختامية الخاصة بتسليم الجوائز فستكون مع ريم حقيقي وإبراهيم حاج قاسم ولمياء معديني. كما سيكون هناك أداء مشترك للفنانين لإحدى أعمال دالي، إلى جانب ندوات فكرية طيلة الفعالية، تنشّطها فازيلات وكذا عبد القادر بن دعماش الذي أصدر كتابا عن الراحل.

أشارت المتحدثة إلى أنّ الدخول سيكون مجانا، إرضاء للجمهور المتعطش للفن الأصيل، كما كان واضحا خلال زيارته لجناح المؤسسة بالمعرض الدولي للكتاب مؤخرا، طالبا بعض أعمال الراحل.

للتذكير، الراحل عبد الكريم دالي من مواليد تلمسان في 14 نوفمبر سنة 1914، تتلمذ على أيدي أكبر الشيوخ منهم عبد السلام بن صاري، وشارك في الديوان الفني للموسيقى الجزائرية، توفي في فيفري 1978.