الأديب بوداود عمير يكتب عن جديد عبد الحميد شكيل:
29 نصا في كتاب "كن شجرا ليفيئ إليك الغرباء"
- 826
لطيفة داريب
تُعد الصداقة بين الأدباء كنزا ثمينا، وتزداد قيمتها حينما يُرسل أديب ما عمله إلى أديب آخر، فيكبر الأدب ويصبح أكثر رقيا وثراء، لأنه في أحضان من يفهمه أشد الفهم، ويقرأه بشكل مختلف عن القارئ العادي.
وفي هذا السياق، أرسل الأديب والشاعر القدير عبد الحميد شكيل من مدينة عنابة، كتابه الصادر حديثا، إلى الأديب والمترجم بوداود عمير، منمقا بإهداء جميل منه. الكتاب يحمل عنوان "كن شجرا ليفيئ إليك الغرباء"، وقد صدر عن دار خيال للنشر (جوان 2023)
كتب عمير عن هذا الكتاب في صفحته الرسمية على "الفايسبوك"، فأشار إلى أن الكتاب يقع في 118 صفحة، ويضم 29 نصا نثريا يشبه الشعر، أو نصا شعريا يشبه النثر؛ مجموعة نصوص متنوعة أطلق عليها: حفريات.
وأضاف أنها نصوص متفاوتة في الطول وفي المعنى، تقرأها بإمتاع ومؤانسة، ثنائية التوحيدي في كتابه الشهير. حتى وإن خانك المعنى بين ثنايا نصوصه، لن تخرج من قراءتها خالي الوفاض؛ ستستمتع بلغة باذخة، تزرع في وجدانك الإحساس بالفرح.
وتابع قائلا: "ما يثير الإعجاب حقا في عبد الحميد شكيل، ذلك الشغف الشديد بالكتابة إلى حد الولع، لا ينقطع أبدا عن الكتابة وعن الإصدار، مهما كانت الظروف - وما أقسى ظروف الكتابة عندنا ـ هكذا لن يبخل بماله وجهده ووقته ووضعه الصحي وظروفه، ولن يعيقه الواقع الثقافي المحبط عندنا؛ في سبيل الكتابة والحضور الإبداعي، ثم بعد ذلك هذا السخاء في إهداء نسخ من أعماله لأصدقائه المبدعين، ومقاسمتهم هذا الشغف؛ بعيدا عن أي سعي نحو مجد مزيف أو بهرج أو أضواء".
كما ذكر أن "كن شجرا ليفيئ إليك الغُرباء"، هو الكتاب رقم 31 في مدونة الأديب عبد الحميد شكيل؛ وكان أول عمل أنجزه، عبارة عن مجموعة شعرية، تحمل عنوان "قصائد متفاوتة الخطورة"، وقد صدرت عن منشورات مجلة آمال سنة 1985. تلك المجلة الرائعة التي كانت تُعنى بأدب الشباب في الجزائر، لم تكتف "آمال" بنشر نصوص المبدعين الشباب على صفحات المجلة فحسب، بل كانت تطبع المتميز منها في كتب، ولأن الشاب عبد الحميد شكيل يومها، كانت كتابته متميزة، سارعت بجمع نصوصه وطبعها في كتاب. وتحدث أيضا عما كتبه الشاعر القدير ادريس بوذيبة فقال: "إن شعرية عبد الحميد شكيل تدفعنا باستمرار للخروج من مناطق الطمأنينة، للانخراط في متاهة السؤال، بمرجعياته الكونية المربكة، المنفتحة على الإنسان وقيم الجمال والوجدان".