احتفاء بمئوية ميلاد علي علي خوجة

21 لوحة عنوان لحرية وعبقرية الفنان

21 لوحة عنوان لحرية وعبقرية الفنان
  • القراءات: 881
لطيفة داريب لطيفة داريب

يحتفي رواق "le paon" بمئوية ميلاد الفنان التشكيلي المرموق علي علي خوجة، من خلال عرض 21 لوحة له، اختارتها بعناية، مديرة الرواق أمل ميهوب، وابن الفنان الراحل عبد الرحمن علي خوجة. بالمناسبة، قالت مديرة رواق "le paon" برياض الفتح، السيدة أمل ميهوب لـ«المساء"، إن علي علي خوجة هو آخر حفيد للداي علي خوجة، الذي مات مقتولا، كما أنه ابن أخت الفنانين العظيمين عمر ومحمد راسم اللذين تعلم على أيديهما أصول فن المنمنمات في مدرسة الفنون الجميلة. وأضافت أنه رغم إجادته لفن المنمنمات وللفن الكلاسيكي التصويري وشبه التصويري، إلا أنه اختار مسلكا فنيا آخر، أحدث من خلاله طفرة كبيرة في الفن الجزائري المعاصر.

وتابعت أن خوجة لم يشأ أن يساير التيار الفني الغالب في تلك الفترة، والذي يعنى بالفن الكلاسيكي والمنمنمات، بل اختار أن يبتعد عنه، وأن يتخذ طريقا خاصا به، متمثلا في الفن التجريدي الذي وجد فيه نفسه وأصبحت له بصمة خاصة به، تتمثل في قدرته على المزج بين الألوان الساخنة والباردة، في تناسق رهيب لا يتعب الناظر، حتى أطلق عليه في الوسط الدولي لقب "كولوريست"، أي المتخصص في الألوان.

في المقابل، قدمت ميهوب لـ"المساء"، تفاصيل عن المعرض الذي تنظمه، فقالت إنها اختارت رفقة ابن الفنان الراحل عبد الرحمن علي خوجة، 21 لوحة من آخر أعمال الفنان القدير، مضيفة أنه تم انتقاء أعمال أنجزت بتقنيات مختلفة، وهي الرسم الزيتي، الأكوارال، الحبر الصيني ولغواش، تأكيدا على قدرة الفنان الرسم بتقنيات مختلفة، فهو فنان يجيد الرسم، لكنه ابتعد عن تقنيات الرسم الواقعي، ولجأ إلى المدرسة التجريدية واستعمل أيضا الألوان بشكل متناسق فعلا.وذكرت المتحدثة، أن هذا المعرض ينظم احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد هذا الفنان، الذي رحل عنا عام 2010، مشيرة إلى إطلاق وزارة البريد لطابع خاص بالفنان، بمناسبة هذه الذكرى، خاصة أنه هو من وقع أول طابع بريدي لدولة الجزائر، ليتواصل هذا المعرض إلى غاية 28 فيفري الجاري.

للإشارة، تعرض بهذا المعرض 21 لوحة، من بينها لوحات؛ "بدون عنوان"، "فكرة ثابتة"، "غابة عالية"، "انفجار فكرة"، "فيلا ضواحي الجزائر"، "فجر"، "أصداء بعيدة"، "روح السكينة"، "توسع"، "فكرة ملتهبة"، "ماذا؟"، "أسئلة بدون جواب"، "زمن معلق"، "إلى ما بعد الفكرة"، "الشك"، و"التسامي".ولم ينجز علي علي خوجة أول طابع بريدي للجزائر وحسب، بل صمم أكثر من خمسين طابعا، أولها في 5 جويلية 1963، وآخرها عام 1981. وولد علي علي خوجة بالجزائر العاصمة عام 1923، ترعرع في حضني خاليه عمر ومحمد راسم، بعد وفاة والده، حينما كان يبلغ من العمر أربع سنوات. كان تلميذ عمر راسم في مدرسة الفنون الجميلة، بدأ في عرض أعماله حينما بلغ من العمر 23 سنة، بعد أن تابع دروسا في فنون الزخرفة والخط رفقة محمد تمام وبشير يلس.كما درس علي خوجة فن الديكور بمدرسة الفنون الجميلة، طيلة 30 سنة، وصمم بعد الاستقلال، ملصقة المهرجان الإفريقي الأول عام 1969، وعرض أعماله في العديد من المعارض الجماعية والفردية، آخرها كان عام 2009.

توقف عن الرسم لمدة من الزمن، بعد اغتيال خاله محمد راسم زوجته، وحينما عاد لم يعد يرسم الحيوانات مثلما كان عليه الأمر في سنوات السبعينات، علما أن أشهر لوحاته في تلك الفترة كانت تحت عنوان "القطيع"، التي رسم فيها مجموعة من الأحصنة. حتى أنه تخلى أيضا عن رسم الطبيعة وانتقل إلى الرسم التجريدي الذي وجد نفسه فيه. فهو الفنان الحر المبدع الذي أسقط حريته وإبداعه على لوحاته، التي مثلته أحسن تمثيل.