مراد فوغالي يعرض برواق "عائشة حداد"

21 لوحة تجريدية تتغلغل في راهن المجتمع

21 لوحة تجريدية تتغلغل في راهن المجتمع
  • القراءات: 842
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

لم يقف المهندس والفنان مراد فوغالي، مكتوف اليدين أمام كلّ التغيرات التي طرأت وما زالت على الجزائر في هذا العام الذي يشرف على نهايته، فترجم جملة من أحاسيسه وأفكاره في لوحات يعرض بعضها برواق عائشة حداد، إلى غاية آخر يوم من ديسمبر، تحت عنوان "إشعاع".

 

21 لوحة بمعرض فوغالي، تحت عنوان "إشعاع" تنبض كلّها إشعاعا قد يسري في صدور كلّ زائر لمعرض عائشة حداد، وقد يغيّر بعضا من يومياته ولو في شكل ابتسامة تلألئ وجهه وتفتح أساريره، وفي هذا قال لـ«المساء" إنّ جميع لوحاته المعروضة تحتوي على شيء من نور، وضعه محاولة منه لتغيير الوضع في المجتمع الجزائري الذي يعاني خاصة في المدة الأخيرة، من نقص في الطاقة الايجابية، وسط كلّ التغيرات التي يعيشها والتي لا مفر منها.

وأضاف فوغالي، أنّه أراد من خلال معرضه هذا أن يقدّم لوحات تجريدية خالصة، وهذا لتشكيل بصمة فنية له، إذ أنّه وجد أسلوبه الفني والمتمثّل في التجريدي بعدما كان يرسم أيضا الفن التصويري، معتبرا أنّه من الجميل جدا التعرّف مستقبلا على شخصه من خلال أعماله وهو الهدف الذي يصبو إليه.

ويعرض التشكيلي لوحات جديدة والقليل منها غير ذلك، إلا أنّه أضفى عليها روتوشات عصرية، مشيرا إلى أنّ مواضيعها تمسّ المجتمع خاصة المشاكل التي يتخبّط فيها وأخرى تحاول معالجتها بشكل فنّي.

واعتمد مراد فوغالي، أيضا في بعض مواضيعه على رسم أكثر من لوحة حول موضوع واحد مثل لوحات "جذور" التي رسمها في ثلاثة مواقع، تضم بعضها أرواق الزيتون ورموزا أمازيغية وزربية، تناول فيها الهوية الأمازيغية، في حين لم يحمل بعضها أيّ توضيح، وفي هذا قال "أريد أن أعطي الفرصة للمتلقي في فهم موضوع اللوحة، ولهذا أضع بعض التلميحات في بعضها، في حين قد يجد المتلقي نفسه أمام لوحة تحمل نفس العنوان إلاّ أنّها تجريدية مئة بالمئة أي أنّها مشفرة، فأنا اعتبر أنّ كلّ محب للفن هواه وميله الشخصي لما يطرب قلبه ويدغدع أحاسيسه"، وأضاف أنّه لا يمكن له أن يستعمل الفن التجريدي من دون أن يزوّد بعض لوحاته ببعض الأشكال التي قد تسهم في فهم موضوع اللوحة، باعتبار أنّ الجمهور الجزائري غير معتاد على ذلك.

ورسم مراد فوغالي، أيضا لوحتين (حركة داخلية1) و(حركة داخلية2) تظهر أشكالها وكأنّها تتمايل، وفي هذا كشف الفنان عن أنّه مهتم بعلم الفيزياء الذي تناول نظرية ترجمة خطوط إلى حركة والتي ترجمها العديد من الفنّانين إلى تيار فنّي، ليأتي دور مراد، بعد قرابة أربعين سنة من ظهور النظرية ليترجمها في لوحاته.

لوحة أخرى بعنوان "كائن دائري" وأخرى بعنوان "كائن مربع" رسمهما الفنان بغية التأكيد على اختلاف الرأي الذي قال إنّه حقّ مقدّس، وإنّ الإنسان مفروض عليه احترام الرأي الأخر، أما لوحتا "غروب الشمس" فغلب عليهما اللون البرتقالي، بينما غلب اللون الأبيض على لوحتي "لمعان"، في حين ضمت معظم اللوحات اللون الأزرق للمساهمة في إبراز أكبر للألوان التي تعبّّر عن الضوء والنور.

كما رسم فوغالي، أيضا لوحتين مزوّدتين برسومات عن أوراق حبا له للطبيعة، بينما رسم لوحتي "ولادة جديدة" و«أضواء الصيف" بنفس التقنية وهي وضع روتوشات تعبّر عن النور.

بالمقابل تحدث مراد فوغالي، لـ«المساء" عن إلهامه فقال إنه ينبعث من الأشعار التي يكتبها، وفي هذا السياق سيصدر له ديوان شعري في السنة المقبلة، حول الكون وعلاقته بالمجتمع، وفي هذا قال "أؤمن بوجود علاقة بين الكون والمجتمع، أي بوجود رابط بين مخلوقات الله، نعم الله لم يخلق أيّ شيء عبثا".