أتلفها حريق بدار شباب عين طويلة بخنشلة
15 عملا للفنان خالد سباع "أكلها" الغبار قبل أن تفنيها النيران
- 1047
لطيفة داريب
أتلف حريق طالت نيرانه دار الشباب الشهيد حملاوي محمد دائرة عين الطويلة بخنشلة، ما لا يقل عن 15 عملا فنيا للفنان خالد سباع الذي يشتغل هناك، مربٍّ رئيس للشباب، وهو ما سبب حزنا عميقا له، ودفعه إلى التساؤل عن مستقبل الفنان في الجزائر، وهو الذي يحترق بدون نار منذ أمد بعيد.
تحسر الفنان التشكيلي خالد سباع على ضياع 15 عملا فنيا، من بينها خمس لوحات عن القماش، وعشرة أعمال على الورق على شكل نموذج بأحجام مختلفة، كانت تتنظر تجسيدها في حجم أكبر، فكان مصيرها الحرق، على الأرجح، بفعل تسرب الغاز من أنبوب المدفأة، حسب معاينات أولية من الشرطة.
وفي هذا السياق، قال خالد لـ “المساء” إن الحادثة وقعت مؤخرا بين صلاتي المغرب والعشاء في دار الشباب الشهيد حملاوي محمد دائرة عين الطويلة بخنشلة، التي يشتغل فيها المتحدث كمرب رئيس للشباب. وأضاف أن حزنه على تحول بعض أعماله إلى رماد، ليس أشد من آلامه عن الوضع البائس الذي يعيشه الفنانون التشكيليون، والذي أدى إلى إتلاف مسارهم الفني ككل من دون نار ولا حريق، وهذا بفعل تجاهلهم من طرف الجهات المسؤولة. وتساءل: “ماذا تعني مدرسة الفنون الجميلة عندما تؤطر طلبة ومنهم من وصل إلى مستويات عالمية، ثم يُدفعون إلى الهجرة أو إلى ممارسة نشاطات أخرى ليست لها علاقة بالفن؟!”.
وأكد خالد أنه لا يقصد بهذا الكلام نفسه، بل هو إشارة إلى نخبة من الفنانين التشكيليين الذين يحاولون الثبات رغم الصعوبات التي تعترض مسارهم الفني، لكتابة ذاكرة الأمة؛ كل على طريقته. وأضاف أن هذه الحادثة أظهرت له آفاقا أخرى، فحينما وقف أمام لون السواد على الجدران قال في نفسه: “ماذا تعني هذه الأعمال وهي حبيسة زاوية تحت ردم غبار السنين؟!”.
كما رفض خالد أن يعيد رسم ما احترق؛ فكأن كل عمل فني يرفض بشدة أن يكون له شبيهه؛ لأنه يعتبر نفسه ـ وهو على حق ـ تحفة، لا ترضى بالشريك ولا بالنظير.
وانتقل خالد في الحديث إلى واقع الفن التشكيلي في الجزائر، وقال إنه أمر يعرفه الجميع، وإنه لا يمس وضع الفنان فقط، بل حتى طريقة تعامل المؤسسات مع الفنون التشكيلية، مضيفا: “يجب مراجعة الأسس التي تُعتمد في توزيع بطاقة الفنان”. كما أكد صعوبة الحديث عن تأسيس سوق للفن التشكيلي في الجزائر في حال عدم وجود نقاد وأخصائيين لتقييم الأعمال مثلا، معتبرا أن تنظيم هذا السوق في شكل تظاهرة فنية سنة 2018، لم يكن وفق معايير معترف بها، وبالأخص تقييم الأعمال من طرف النقاد، مما سبب استياء كبيرا للفنانين، إضافة إلى غياب أسماء معروفة عن هذا الحدث، فكانت الحجة في تدارك الأمر في الطبعة المقبلة، التي لم تعرف النور للأسف الشديد.
وأشار خالد إلى أهمية أن يكون هناك سوق للفن على مستوى كل ولاية، تحت إشراف السلطة المعنية، ومن ثم أن يقوم الخبراء بتصنيف الأعمال وتقييمها، مؤكدا ضرورة استشارة أساتذة المدارس الفنية، ولم لا الاستعانة بنقاد من خارج الوطن، قد يفيدونا بأفكار تساهم في تطوير سوق الفن.
وبالمقابل، نوه خالد بالإقبال المعتبر للجماهير على معارض الفنون التشكيلية. وقال إن هناك تجاوبا لا بأس به مقارنة بالسنوات الماضية. وتابع أنه يستحسن هذا الإقبال ولو أنه يختلف من ولاية لأخرى. كما أن المعارض ليست دائما معيارا للحكم على أذواق أو ميول المقبلين عليها.
للإشارة، خالد سباع رسام ونحات، خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر سنة 1992. نال عدة جوائز وطنية في الفن التشكيلي، منها: الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للفنون التشكيلية بسكيكدة، طبعة 1993، وطبعة 2000.