سلاف بوعكاز تعرض بفضاء "عبان رمضان"

14 لوحة نحاسية تنبض حبّا بالقصبة

14 لوحة نحاسية تنبض حبّا بالقصبة
  • القراءات: 3667
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

تعرض الفنانة الشابة سلاف بوعكاز أربعة عشرة لوحة بتقنية التقبيب في فضاء "عبان رمضان"، حول القصبة، مبرزة تقاليدها العريقة وبنيانها العتيق وأناسها الشامخين، الذين حافظوا في زمن مضى، على أصالتها.

شكلت القصبة مصدر إلهام الكثير من الفنانين، الذين عبّروا عن تأثرهم الكبير بالبهجة من خلال فنون شتى، ومن بينهم الفنانة الشابة سلاف بوعكاز التي تخصصت في التراث؛ من خلال صناعة حلي في غاية الرونق، ولوحات بتقنيتي التقبيب والرسم على الزجاج.

واختارت سلاف في معرضها هذا، تقديم لوحات بتقنية التقبيب أو الصفارة، وهي إحدى طرق تشكيل المعادن على اختلاف أنواعها (خصوصاً النحاس والفضة والذهب)، وزخرفتها والنقش عليها، وذلك بالطرق على بعض أجزاء الشكل من الخلف لتصبح هذه الأجزاء بارزة، أو الطرق عليها من الأمام لتصبح غائرة، وتوضع قطعة النحاس على سطح مائدة عليها قطعة قماش صوف سميكة (بطانية)، يُصطلح عليها عند العامة باسم النقش أو الضغط على المعادن، وأحياناً الصفارة، ويسمى من يمتهنها "صفاراً".

كما يُعتبر التقبيب أو الضغط على النحاس حرفةً من الحرف التي يتقنها بعض الناس، والتي ينتجون منها أعمالا فنية رائعة الجمال في رسم لوحاتٍ من النحاس والكتابة عليها، أو النقش والضغط عليها لإبراز أشكالٍ ورسومات فنية.

ودخلت سلاف عالم الفن من بابه الواسع منذ أن كان في عمرها 13 سنة؛ أي منذ سنة 2009، وهذا من خلال متابعة دروس تدعيمية في جمعية ثقافية وفنية. وكانت الانطلاقة من خلال صنع حلي، خاصة خلال العطل المدرسية، لتتخصص فيما بعد في تقنية التقبيب أو الصفارة الخاصة بالنحاس رغم صعوبتها.

وشاركت سلاف في العديد من المعارض الجماعية، وها هي اليوم تعرض لوحاتها بفضاء "عبان رمضان" التابع لمؤسسة "فنون وثقافة" بولاية الجزائر، عبر تقديمها أربعة عشرة لوحة بتقنية التقبيب، حيث تُظهر لوحاتها المصنوعة من النحاس، عراقة وخصوصيات القصبة بعمرانها وأناسها وتقاليدها.

وشكلت هذه اللوحات المنقوشة على النحاس، تحفا صغيرة الحجم لكن كبيرة بموضوعها التراثي. كما عرفت سلاف كيف تكون سفيرة لتراث مهدد بالزوال رغم الأموال الباهظة التي صُرفت لأجل إنقاذه، فنقشت في لوحة "نساء يرتدين الحايك ورجال يلبسون البرانيس"، في حي ضيق من أحياء البهجة. كما اهتمت بإبراز التفاصيل التي تميز عمران القصبة؛ من أقبية متقطعة وهياكل خشبية وأقواس تمثل في أغلبها حدوة الحصان والزخارف في أبواب دور القصبة، وكذا سلالمها اللامتناهية في أحيائها الضيقة.

كما تعرض سلاف لوحة موضوعها البريد المركزي؛ نظرا لجمال وخصوصية هذا المعلم الذي يزيّن العاصمة، مبرزة، كعادتها، تفاصيل هذه البناية الشامخة، وكذا دار الفحص، وهي دُور بنيت في ضواحي العاصمة لقضاء أوقات من الراحة وسط طبيعة خلابة، إضافة إلى مركب شراعي كبير، يدل على قوة الجزائر البحرية، وكيف أنها سيطرت لقرون عديدة على البحر المتوسط.