من تنظيم جمعيتي البصمة والجيل الذهبي لسيدي بلعباس
135طفلا في أمسيات الجمال التشكيلي

- 1356
قال رئيس جمعية ”البصمة” للفنون التشكيلية فريد داز لـ(المساء) إن جمعيته رفقة جمعية الجيل الذهبي لولاية سيدي بلعباس، قامتا في الأيام الأخيرة بتنظيم أمسيات الجمال التشكيلي تحت شعار ”لنتذوق معا إبداعات براءتنا” وهذا ببلدية بلعربي.
وعدد فريد أهداف التظاهرة بقوله: تعريف البيئة المحيطة بالطفل بنشاط الأطفال وقدرتهم الفنية، وتحقيق التفاعل المتبادل بالأخذ والعطاء الإيجابيين بين الفنان والطفل والمحيط. تثمين العمل الذي ينجزه الطفل. فسح المجال للطفل لتأكيد ذاته من خلال الممارسة الفنية. اكتشاف وإبراز المواهب ورعايتها وتشجيعها. غرس حس البعد الاجتماعي عند الطفل من خلال حث الأطفال على ممارسة الرسم وتذوقه، وغرس روح التنافس بين الأطفال وبالتالي فتح آفاق جديدة أمام الطفل للتعبير والاحتكاك.
وأضاف فريد أن شغف الطفل بممارسة الفن، يزيده معرفة بالتطورات الفنية وإلماماً بالكثير من القيّم الجمالية والسلوكية التي يمارسها، كما أنه ينمي فيه روح السلوك الحضاري بعيدا عن العنف، ليشير إلى أن هذه التظاهرة، ساهمت في توعية الأولياء بأهمية الرسم عند أطفالهم وكذا اكتشافهم لقدراتهم ومواهبهم .
أما عن برنامج التظاهرة، فقد شمل تنظيم جولة استكشافية لمعالم تاريخية ببلدية بلعربي، ومن ثمة انطلاق أشغال الورشة الأولى للبراعم، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي خاص بالفنان فان غوغ مرفق بمناقشة بتأطير الفنان فريد داز، وتنظيم دورة تكوينية للمواهب الشابة بجمعية الجيل الذهبي حول تقنية الاكوارال من تأطير الفنان حنيفي عبد القادر.
كما تم في اليوم الثاني من التظاهرة، تنظيم جولة سياحية بغابة ”حاسي دحو”، علاوة على تنظيم ورشة في الهواء الطلق حول تقنية الرسم والغرافيزم، بإشراف الفنان رزقي محمد مصطفى لصالح المواهب الشابة بجمعية الجيل الذهبي، أعقبها عرض فيلم وثائقي خاص بالفنانين الانطباعيين، مرفق بمناقشة من تأطير الفنان فريد داز. أما في اليوم الأخير من أمسيات الفن التشكيلي التي شارك فيها 135طفلا، فقد تم عرض جميع الأعمال المنجزة بهذه المناسبة.
وقد نشط هذه التظاهرة، مجموعة من الفنانين وهم: فريد داز، ياسين مرزوق، محمد كرور، رزقي محمد مصطفى، جيلاني كوبيبي بلعباس، حنيفي عبد القادر، زيادي عبد المالك وحدو عمر، إضافة إلى الباحث السوسيولوجي بلعيد الحاج من ولاية تيارت.
وفي هذا السياق، كتب الباحث في علم اجتماع الفن بلعيد الحاج، والعضو في جمعية ”البصمة”، أن الاهتمام بالطفل وتنمية حسه الفكري والإدراكي، أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات التي يعيشها المجتمع، كونه يمثل النواة التي يبنى عليها أي مجتمع متحضر، مضيفا أن الطفل الفنان المبدع يمكن الاعتماد عليه في إنشاء جيل متميز محافظ على كنوز أمته من دون الانفصال عن واقعه.
وأكد أن تنمية التذوق الفني أصبحت من متطلبات الحياة العصرية، فالخبرات الفنية تُنمي لدى الأطفال القدرة على تذوق القيم الجمالية المنتشرة في الطبيعة، وكل هذا يؤدي إلى تحسين مستوى معيشة الإنسان فينعكس على ملبسه ومسكنه وكافة أمور حياته. مؤكدا أنه كلما دربنا الطفل على التذوق، كلما حصلنا على مواطن مثقف محافظ على الجمال في كل مكان بعيدا عن ما نشهده من عنف ومظاهر أضرت بالطفل والأسرة والمجتمع برمته.
كما اعتبر أن ممارسة الفن تساعد على نمو القدرات العقلية للطفل، حيث تتطلب ممارسة الفنون قوة الملاحظة والتخيل والتذكر والإدراك. مضيفا أن الطفل حينما يمارس الفن يستدعى خبراته السابقة ويتعرف على خبرات جديدة وبالتالي يقوى ذاكرته وينمى قدرته الخيالية.
وأشار بلعيد إلى أن ممارسة الفنون تؤثر على الجانب النفسي للطفل، حيث يعتبر الفن ضرورة للتنفيس والتخلي عن الانفعالات السلبية، وذلك من خلال مشاركته الايجابية في الأنشطة الفنية، لذا طالب بمشاركة الطفل لانفعالاته وتشجيعه في التعبير عن نفسه من خلال الفن ليتخلص من الضغوط النفسية مما يدعم ثقته في نفسه ويقلل من العنف، كما أن الفن ينمى الاتجاه النقدي عند الأطفال من خلال تبادل النقاش حول الأعمال المنجزة وإيضاح جوانب القصور والقوة فيها ومواطن الجمال، وتعويدهم على النقد البّناء وحرية التعبير وتقبل الرأي الأخر مما يحارب التطرف الفكري.
بالمقابل، كتب بلعيد أيضا أن هذه الدورات التكوينية تنظم ضمن المقاربات الميدانية والإستقرائية للفن كمعاينة ملموسة، ف«لمقاربة الإختبارية الميدانية، هي التحقيق الميداني الذي يعتمد معاينة موضوعة وتفحصه والتواصل مع البراعم بأبعاد مختلفة تعزز من أسلوب التفرد، والتفرد هي عملية تعبر عن التمايز بحيث تسلط الضوء على المخيال الجماعي القائم حول الفن، دون إغفال التصنيف الذي ينير الذهن الخام ويحض على تشجيع الإبداع، ولذا نجد أسلوب التفرد له مزايا خاصة وهو أسلوب في التصرف والسلوك وسلسلة من أشكال العمل تمنح التميز قيمة، فيغدو هدفا بحد ذاته منشودا تتزايد الرغبة في تحقيقه، وهذا هو الرهان الذي تسعى إليه جمعية الجيل الذهبي الثقافية بمعية جمعية البصمة للفنون التشكيلية كتوأمة جمعوية فاعلة فنيا وثقافيا بأبعادها التأسيسية، وهذا من أجل التأسيس المحلي للتاريخ الثقافي للفن بشكل تدريجي مستمر، وكذا تحقيق تطورات تعزز من تكريس الحس المشترك الجماعي فنيا وثقافيا عبر الاستثمار الإبداعي في القواسم المشتركة، وهذا النموذج الجمعوي هو فعلا حركة نابعة من عمق الإرادة العامة لأعضاء جمعية الجيل الذهبي الثقافية وجمعية البصمة للفنون التشكيلية، من أجل التأسيس لأبجديات الحس المشترك بينهما ولخدمة المصلحة العامة.. كثنائي جمعوي رائد فنيا وثقافيا ”.
❊ لطيفة داريب