حصد أرواح 9 أشخاص ونجا من خطره 80 أخرين خلال يومين

”القاتل الصامت” كيف السبيل للقضاء عليه،،،؟

”القاتل الصامت” كيف السبيل للقضاء عليه،،،؟
  • القراءات: 654
م. م م. م

قتيلان في سطيف، إبادة عائلة بأكملها في البليدة ووفاة شخص في قسنطينة وسيدتين في تيسمسيلت ونجاة عائلة في غليزان على مثل هذه الأخبار المأساوية يستيقظ الجزائريون كل صباح ومنذ بداية فصل البرد والأمطار قاتلهم واحد يطلق عليه اسم “القاتل الصامت”.

هذه الحصيلة سوف لن تكون  نهائية لأن هذا السفاح لا يطرق بابنا، كونه يسكن بيننا، يترقبنا ويتحين الفرصة للانقضاض على من يأتي عليه الدور سواء عبر تسرب لم نتفطن له أو استنشاق مبالغ فيه أو بسبب مدفأة مغشوشة ومعه ترتفع الحصيلة السنوية لضحاياها ضمن حلقة تتكرر كل عام دون أن نهتدي إلى حل لمعضلة مستفحلة من سنة لأخرى.

ولأن اسمه يدل عليه والجميع من بيننا في “شكارة واحدة” كما يقول المثل الشعبي عندنا، أمام خطره كونه لم يعد يستثن أحدا لا الإمام ولا الصحفي ورجل الأمن والمواطن العادي، النساء والرجال، الكبار والصغار وهو بسبب مميزاته القاهرة لم يعد  يميز بين من يقطن الريف والمناطق الجبلية أو أرقى  الأحياء العاصمية وكبريات المدن الجزائرية لا يعرف حدودا ولا يعترف بطبقة دون أخرى الجميع عنده سواسية ينقض على ضحيته متى توفرت له الظروف لإضافة أسماء جدد إلى حصيلة ضحاياه التي لا تنتهي.

وهو ما جعل كل الأسر الجزائرية تشد بطنها مع حلول فصل البرد مخافة أن تذهب ضحية هذا المارد الذي يعمل بجبن على اعتبار أن لا أحد أصبح في منأى عن خطره الداهم بدليل أن عائلات بكامل أفرادها قضوا بسبب سفاح لا يطرق بابا كونه يقطن بيننا ويتحين الفرصة للانقضاض علينا ونحن في غفلة من أمرنا.

وكان مقتل 9 أشخاص عبر الوطن نهاية الأسبوع وإنقاذ 80 آخرين في  آخر لحظة من مجموع 25 شخصا قتلوا منذ بداية العام  و126 العام الماضي، بمثابة إنذار للجميع لأخذ الحيطة في فصل شتاء مازال في بداياته خاصة وأنه رغم النداءات وحملات التحسيس في المساجد والمدارس ووسائل الإعلام المختلفة إلا أن حلقات الكارثة متواصلة وسط فواجع متلاحقة لأسر أبيدت بكاملها بما يستدعي دق ناقوس الخطر على المستوى الوطني وتجعل الحل بيد كل واحد منا.

وهو ما جعل وزارة الشؤون الدينية تبادر بتعاون مع مصالح الحماية المدنية، بحملة تحسيسية ومحذرة من أخطار الاختناقات الغازية جعلت أئمة المساجد يحثون المصلين على ضرورة الحيطة والحذر من خطر هذا القاتل.

ولكن هل ينجح المسعى وحل الإشكالية لا يمر حتما عبر إمام مسجد أو معلم مدرسة أو عون حماية مدنية ولكن عبر تظافر جهود الكل من المستورد إلى البائع وإلى المرصص وحتى رب البيت الذين يتعين عليهم جميعا أخذ مسؤولياتهم لمنع استمرار كارثة  لا أحد في منأى عن خطرها.