أمطار طوفانية في أول أيام الشهر الفضيل

وفاة شخصين بعين الكبيرة وخسائر معتبرة بالعلمة وسطيف

وفاة شخصين بعين الكبيرة وخسائر معتبرة بالعلمة وسطيف
  • القراءات: 5124
منصور حليتيم منصور حليتيم

خلّفت الأمطار التي شهدتها معظم مناطق ولاية سطيف يوم الخميس، وفاة كهل واختفاء فلاح بمدينة عين الكبيرة المتواجدة بالمنطقة الشمالية للولاية، حيث تسببت في فيضانات طوفانية بعدما غمرت المياه المتدفقة من أعالي الجبال والمرتفعات وسط المدينة، بلغ منسوبها مترا، مخلفا خسائر مادية معتبرة بالمحلات التجارية والسكانات، بعدما تدفقت المياه بقوة بين الأزقة والشوارع، خصوصا بحي الجباس الأكثر تضررا.

منسوب المياه تجاوز الجسر، متسببا في انهيار الطريق الولائي رقم 137 الرابط عين الكبيرة ببابور، وعرقلة حركة المرور وجرف بعض المركبات على مستوى الحي.

وبوادي حنون تجاوز منسوب مياهه الطريق، وتسبب في جرف سيارة تجارية نوع «هاربين» ووفاة سائقها، الذي تم انتشال جثته بصعوبة من قبل عناصر الحماية المدنية، فيما تواصلت صبيحة أمس عملية البحث عن جثة فلاح جرفته المياه من داخل إسطبله.

وقد سارعت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع عمال البلدية، إلى فتح بعض الطرقات بعد أن شلت حركة المرور بها، حيث منعت السكان من الوصول إلى منازلهم قبل أذان صلاة المغرب.

وبعاصمة الولاية سطيف، غمرت المياه المتساقطة الطرقات وأحياء «فرماتو»، وعرقلت حركة المرور. كما غمرت المياه بعض المحلات والسكنات، فيما تحول مسار مجرى «ترامواي» إلى مجرى للسيول التي غمرت شوارع المدينة الرئيسة.

وبمدينة العلمة شرق الولاية، تسببت الأمطار المتساقطة في إغلاق أغلب الطرقات الرئيسة والثانوية بالمدينة، عقب ارتفاع منسوب المياه، لاسيما بالقرب من دار الولاية وحيّي جرمان وصخري، وخلّفت خسائر معتبرة واستياء كبيرا وسط سكان المدينة، خصوصا أنها تزامنت مع اقتراب موعد الإفطار في أول يوم من الشهرالفضيل.

وأمام هذا الوضع سارعت السلطات المحلية إلى التدخل وتسخير جميع أطقمها من عتاد وعمال الحظيرة، الذين لم يتسن لأغلبهم تناول وجبة الإفطار في بيوتهم، بسبب المياه التي غمرت معظم الأحياء، حيث لم يتم السيطرة على الأوضاع بتسريح البالوعات وتنظيف الطرقات إلى غاية الساعة الثامنة والنصف، عقب الصعوبة الكبيرة التي وجدها عمال البلدية، الذين تفاجأوا بوجود أجسام غريبة في البالوعات.

الأمطار المتساقطة كشفت المستور عن جميع المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير هذه المدينة، وتضع المنتخبين الحاليين أمام أمر الواقع بأخذ الأمور بجدية من خلال إعادة النظر في التهيئة الحضرية للمدينة، وإنجاز بالوعات جديدة بالطرق الرئيسة والأحياء على حواف الأرصفة، مثل ما هو معمول لتجنب ارتفاع منسوب المياه.

وفي اتصال برئيس بلدية العلمة السيد طارق حشاني، أكد هذا الأخير أن الأمطار التي شهدتها المدينة كانت قوية ومفاجئة، وتدخُّل مصالحه في الوقت المناسب جنّب المدينة كارثة حقيقية خصوصا أنها تزامنت مع وقت الإفطار، مضيفا أن العمال بذلوا قصارى جهودهم لتسريح جميع البالوعات بالمدينة، خاصة النقاط السوداء فيها، مشيرا إلى أن معظم البالوعات كانت مسدودة نتيجة وجود حواجز بها، مناشدا المواطنين التحلي بالتوعية ووضع القمامة في مكانها لتجنب مثل هذه الكوارث.