رحيل الفنان ياسين بوجملين
نهاية مسار فني حافل
- 1652
مريم . ن
توفي أمس، الفنان ياسين بوجملين بمستشفى فرانز فانون بالبليدة عن عمر يناهز 56 سنة بعد صراع مع المرض، تاركا رصيدا فنيا متميزا.
عرف الفنان بتناوله للدراما الاجتماعية التي أدخلته من أوسع الأبواب للعائلات الجزائرية، علما أن بعض أعماله منها مثلا فيلم «حنين» تبث باستمرار على التلفزيون الجزائري.
كان الراحل الأنيق والهادئ الذي يعكس المعدن الأصيل للرجل الجزائري الشهم يقول في تصريحاته إنه لا يجب أن ننظر إلى الفنان المحلي على أنه «برّاني»، مؤكدا أن المبدعين يرحلون في صمت النسيان غير أن أعمالهم تبقى خالدة عبرة للأجيال.
عرف بن جملين كممثل برز في العديد من الأعمال التلفزيونية، وعرف بأدائه الرزين وبرقي ظهوره، ثم خاص تجربة الإخراج ابتداء من فيلم «اللعبة»، ليواصل المشوار وصولا إلى فيلم «حنين».
وكان الراحل يؤمن بالفن الجزائري لذلك ألح على الاهتمام بالفنان وانشغالاته، وتهيئة الظروف المناسبة له، حتى يتمكّن من الإبداع وخدمة الجزائر.
للراحل تجارب في كتابة السيناريو والتمثيل والإخراج وتجاوز مشواره الـ26 سنة، وكان يؤمن بالتكوين وبالمدارس الفنية المتخصصة، لكنه لم يفوّت فرصة تعلم مختلف التقنيات من كبار الفنانين والمخرجين.
أحبت العائلات هذا الفنان الهادئ والحكيم وهذا الأب الطيب الذي علم أبناءه قيمة الفن الهادف والجميل ومثل بعضهم (سن صغيرة) في بعض أعماله، وهو الذي يتناول قضايا اجتماعية جادة وبطرح راق، وكان دوما يتابع جديد الأعمال الفنية خاصة في الشهر الفضيل حيث يكثر الإنتاج إلى جانب متابعة مختلف البرامج والمسلسلات الدرامية الجزائرية والعربية، وكان يصفها بالتجارية، ولا تحترم أذواق المشاهدين و لا القيم، ويغلب عليها العنف والصراخ وكثرة البكاء، والكثير منها تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن برامج بثت سابقا، خاصة عبر القنوات الخاصة التي شوهت صورة المجتمع الجزائري.
يظل هذا الفنان يحمل صورة جميلة عند جمهوره وتعكس أدواره شخصيته وطيبته وحب الوسط الفني له وهو الذي جمع فنانين من أجيال مختلفة في أفلامه ومثل معهم وأحبهم.