الدكتور محمد راتب النابلسي من قسنطينة:

نحن أمام أزمة دعوة ولا بدمن تجديد الخطاب الديني

نحن أمام أزمة دعوة ولا بدمن تجديد الخطاب الديني
  • القراءات: 1062
زبير. ز زبير. ز

اعتبر الدكتور محمد راتب النابلسي، أن الأمة الإسلامية والعربية تعاني من أزمة دعوة إلى الدين وإلى الله، مؤكدا أن الداعية والإمام الخطيب يجب أن يكون قدوة قبل أن يمارس الدعوة. وأن يتصف بالإحسان قبل أن يشتغل بإقناع الناس حول البيان، حيث قال أن سعادة الأمة الإسلامية ونجاح أفرادها، لن يتأتى إلا باستقامة الأفراد في هذه المجتمعات. وأوضح الشيخ السوري، محمد راتب النابلسي، خلال المحاضرة التي ألقاها صباح أمس بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، في إطار انطلاق القافلة العلمية السادسة التي يشرف عليها مكتب الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية الشريفة، تحت رعاية وزارتي الشؤون الدينية والأوقاف والداخلية والجماعات المحلية والتي ستزور 6 ولايات، أن الخطاب الديني توافقي، فلا يجب الزيادة عليه أو الإنقاص منه. مضيفا أن التجديد في هذا العصر، يجب أن يكون في الخطاب الديني وعلى الدعاة والأئمة أن يخاطبوا عقول الناس بالعلم وقلوبهم بالحب، وأن ينزعوا عن الدين كل الشوائب والتراهات التي علقت به مند قرون، وقال لهم أن لا يكونوا دعاة شطح أو نطح بل يجب عليهم أن يكونوا دعاة نصح لا قدح ولا مدح وأن يأخذوا من إيجابيات الدعاة الآخرين لا من سلبياتهم.

وتمنى الشيخ محمد راتب النابلسي خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أن يؤسس مجلس إفتاء أعلى يمثل كل أطياف المسلمين ويتخذ قرارات واحدة، كما اعتبر أن الحركات الجهادية التي برزت في السنوات الأخيرة وتتحدث باسم الدين، أنها وليدة سوء فهم الدين وحركات مفتعلة لتفجير الوضع الداخلي في الدول العربية. وأكد أن الطرف الأخر الذي يخطط لخراب هذه الأمة، أن لديه أساليب ذكية جدا في التفجير من الداخل عن طريق فتواي غير مقبولة تماما.  الدكتور النابلسي قدم محاضرة أمام قاعة ممتلئة عن آخرها، بعنوان الأمن في القرآن الكريم، تأثيراته الفكرية والاجتماعية، حيث أكد أنه زار العديد من الدول والأقطار ولم يجد شعبا يحب العلم والعلماء مثل الشعب الجزائري الذي قال عنه أن لديه تاريخا نضاليا كبيرا يلقي في كل نفوس العرب العزة والكرامة. وتحدث ضيف الجزائر الذي يدرس بجامعة الإمارات العربية المتحدة، عن سبل نجاح الأمة وأمنها، معتبرا أن الاستقامة هي سبيل النجاح وأن الدين يجب أن يكون فعلي لا شكلي، حيث أكد أن الحقيقة الأولى التي يجب على أي مسلم التيقن منها هي أنه من عرف نفسه عرف ربه، وأن الإنسان هو المخلوق الأول عند الله منذ أن حمل المسؤولية والأمانة التي أشفقت منها السموات والأرض، أن الله كرمه على باقي المخلوقات وأن أحسن رد هو الشكر والعبادة لتحقيق غاية الوجود.