رحيل الكاتب عبد الوهاب حقي

مسيرة إبداع احتضنتها الجزائر

مسيرة إبداع احتضنتها الجزائر
  • القراءات: 1172
مريم. ن مريم. ن
ووري الثرى أمس، بمقبرة قاريدي بالقبة، جثمان الفقيد الراحل عبد الوهاب حقي، المعروف بجدو حقي والذي توفي أول أمس، بالجزائر العاصمة، عن عمر ناهز 82 بعد مرض أصابه في الآونة الأخيرة.  انطلق إنتاجه الأدبي عام 1954 عبر كتاب "صراع"، وهو كتاب توثيقي عن الفرات ودير الزور مسقط رأسه بسوريا الشقيقة، ثمّ صدر له كتاب "نفثات قلب".
نشر الراحل في الكثير من الدول العربية لكن يبقى أغلب إنتاجه الأدبي بالجزائر ، انتسب إلى اتحاد الكتاب العرب في دمشق، ثم أتى إلى الجزائر وانتسب فيها إلى اتحاد الكتاب الجزائريين، وحصل على الجنسية الجزائرية، كتب العديد من المسلسلات الإذاعية منها: "توجيهات واعدة" ثلاثون حلقة، بث من إذاعة الجزائر،" و"حبة لؤلؤ" بث من إذاعتي "ليبيا" و"الجزائر"، و"حفريات في عمق التراث" بث من إذاعتي "الجزائر" و"ليبيا"، وكتب أيضا الدراما التلفزيونية، ومن مسلسلاته التي نالت الشهرة "القلادة" و"موسم الصفير" و"الوباء يجتاح المدينة" و"النيازك المحاصرة"، وله أربع مسرحيات مطبوعة هي: "جميلة بوحيرد" عام 1958، "صنيعة الاستعمار" عام 1955- "مصرع شهيد" عام 1956 و"عدنان المدني" عام 1958".
كتب حقي، الكثير للأطفال، ومن أعماله "بندقية العم حمدان ـ مجموعة قصصية" "الإنشاء الحديث ـ دراسة" "وظيفة شاغرة ـ مسرحية هزلية" و"المفعول المغرور ـ قصة للأطفال" و"منجد الإملاء -قصة للأطفال" "ثلاث مناضلات عربيات ـ دراسة" "لغتنا الجميلة ـ كتاب تثقيفي". وهو مؤسس ورئيس أول جمعية مدنية تعنى بحقوق الطفل في الجزائر، أسماه الجزائريون بـ"جدو حقي".
للتذكير فقد ولد الفقيد عبد الوهاب حقي سنة 1933، ونشأ في بيت ثقافي حيث كان والده إسماعيل حقي شاعرا.
بدأ الراحل الكتابة في سن مبكرة ولم يكف عن العطاء رغم سنّه المتقدمة، تابع الاهتمام بالأدب، موازاة مع دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس دير الزور، وانتقل لمتابعة تحصيله العلمي في جامعة دمشق قسم الآداب ثمّ انتقل إلى الجزائر وتابع في الأدب، وله أكثر من سبعين عملا في مختلف ضروب الأدب والفن.
تجربة حياته بالجزائر كانت ثرية فقد عمل في التعليم الابتدائي والمتوسط وكذلك الجامعي، وبعد تقاعده عمل في التلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية وبجريدة الشعب مختصا ببرامج الأطفال، حتى لقب بجدو حقي، وذلك انعكاساً لكثرة أعماله للأطفال، وقد تم تكريمه في الجزائر 128 مرةً من عدة جهات حكومية وخاصة وأدبية وثقافية، منها مثلا في احتفالات عيد الشرطة حيث ألقى قصائده  وكان قد حضر الحفل الرئيس بوتفليقة، الذي دعاه إليه واحتضنه وقدم له شهادة بمرتبة عميد في الشرطة الجزائرية.
الراحل عبد الوهاب حقي، هو عضو منتدى الفكر العربي الجزائري وعضو الجمعية الثقافية الجاحظية وعضو جمعية الدفاع عن اللغة العربية وقد نال العديد من الجوائز الأدبية.