طباعة هذه الصفحة

المشاركون في ندوة حول دور النخبة في بناء الدولة الحديثة:

للنخب وعلى رأسها الجيش دور بارز في مرافقة حراك 22 فيفري

للنخب وعلى رأسها الجيش دور بارز في مرافقة حراك 22 فيفري
  • القراءات: 1380
م. أجاوت م. أجاوت

أبرز المشاركون في الندوة الخاصة بدور النخبة في تعزيز مسار بناء الجزائر الجديدة، التي احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالعاصمة، الدور الريادي والبارز للنخبة أو (الصفوة)، بشتى تركيباتها ومشاربها ورؤاها، في نشر الوعي وتنوير الأفكار والرأي العام، في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه البلاد، ودحض المناورات التي تحاك في الخفاء لضرب استقرار الأمة، مجمعين على أن النخب، وعلى رأسها الجيش كان لها الأثر البالغ في مرافقة حراك 22 فيفري المنصرم والفترة التي بعدها.

وثمّن الدكتور رضوان بوهيدل، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، خلال هذه الندوة التاسعة من نوعها، التي بادرت بها أمس، السبت الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، بالتعاون مع قصر الثقافة "مفذي زكرياء"، بحضور أساتذة وباحثين، ومختصين في الموضوع، كالوزير الأسبق محي الدين عميمور، والدكتور عمار بوحوش والطبيبة ابتسام حملاوي، مسيرة الناشطين في شتى المجالات النخبوية، في التحسيس والتوعية بأهمية الدفاع عن الوطن، وصون مكاسب الأمة، معتبرا حراك 22 فيفري وما صاحبه من مسيرات شعبية للمطالبة بالتغيير الشامل، أحسن مثال ودليل على مرافقة المنتمين لهذه النخب في تأطير ومرافقة مطالب الشعب، والوقوف إلى جانب تفعيل المادة 2 والمادتين 7و8  من الدستور.

وأعطى السيد بوهيدل، مثالا حياّ لمرافقة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، لهذا الحراك منذ بداياته الأولى، واختيارها عن قناعة للوقوف إلى جانب الشعب، وهذا في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة البلاد، حيث ازدادت وترسخت قناعة ذلك أكثر، خاصة بعد فشل السياسيين في احتواء مطالب هذا الحراك، والعمل على تجسيدها على أرض الواقع.

وبعد أن أشار الأستاذ الأكاديمي في هذا الإطار، للأهداف الرئيسية التي تنشط من أجلها النخب في المجتمع، باعتبارها جزء منه وتؤثر فيه بشكل كبير، أوضح أن المجتمعات بدون نخبة، تبقى مجتمعات جاهلة، ومنغلقة على نفسها، وغير قابلة للتطور أو النمو، في سياق حضارة إنسانية تاريخية خالدة على مر السنين.

كما أوضح في تدخل له، حول موضوع "دور الجيش الوطني الشعبي في بناء الدولة الحديثة"، أن هذا الأخير كان له الأثر البالغ أثناء ثورة التحرير المجيدة، في سعيه لاسترجاع السيادة الوطنية من الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال، وخلال معركة البناء والتشييد، وأثناء سنوات العشرية السوداء في مواجهة الإرهاب الأعمى، مرورا بحراك 22 فيفري الماضي، إلى غاية الانتخابات الرئاسية لـ 12 ديسمبر 2019 وما بعدها، من دون أن يغفل التعريج على دور العدالة خاصة في الاستجابة لمطالب الحراك، بمحاسبة المسؤولين الفاسدين، وناهبي المال العام.

ومن جهته، تطرّق الدكتور حسين عبد الستار، أستاذ التاريخ بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، في تدخل له، إلى موضوع "رؤية استراتيجية في بناء دولة مدنية"، مشيرا إلى الإشكاليات التي رافقت تعزيز مسار بناء الجزائر الجديدة، والتي اختصرها في إشكالية التشخيص الدقيق للواقع، والتجاذب بين التحولات السياسية والتحولات المدنية، وإشكالية تفعيل دور المجتمع المدني في ذلك، لتخفيف الضغط عن الدولة، ليصل في الأخير إلى إشكالية دور النخب في بناء نظام المناعة والوقاية من مختلف المحن والتهديدات التي تتربص بالوطن.

وشدّد المتحدث، على ضرورة عمل النخب في شكل جماعي وليس فردي، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة التي تناضل في سبيل تحقيقها، مؤكدا أن المهمة صعبة للغاية بعد الرئاسيات الماضية، باعتبارها فترة تستدعي الكثير من الحيطة والحذر.