في عمل مسرحي ملهم للمخرجة نبيلة إبراهيم زايدي
"لالة فاطمة نسومر" ابنة الطريقة الرحمانية التي نالت من المحتل الفرنسي

- 985

اختار المسرح الجهوي كاتب ياسين لتيزي وزو أن يضع حكاية المناضلة الأيقونة، فاطمة نسومر، في عمل مسرحي قريب للملحمة، إذ قدمت المخرجة نبيلة إبراهيم زايدي مساء أول أمس، العرض الشرفي لـ"لالة فاطمة نسومر" بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، ضمن برنامج شهر المسرح المسطر لستينية الاستقلال.
المسرحية التي دامت حوالي 90 دقيقة، أخذت من قصة فاطمة نسومر النضالية، رمزا واضح المعالم للمساهمة الفاعلة التي قدمتها المرأة الجزائرية لافتكاك الحرية والانعتاق من خناق المستعمر الفرنسي الغاشم الذي طوق الجزائريين لسنين طويلة، ونحتت المخرجة من هذه الشخصية التي شربت من الطريقة الرحمانية التي عكف على تقديمها جدها الأول وصولا لأخيها سي الطاهر، وقبل ذلك نهلها من المدرسة القرآنية بمسقط قريتها في عين الحمام، ثم سرعان ما اندمجت في حركة المقاومة الشعبية ضد المستعمر مع السنوات الأولى للاحتلال، واضحت رائدة لهذا الكفاح يؤخذ بشورها، ويُثمن رأيها، ويُحتكم لرأيها السديد.
كما عرجت المخرجة على قصة زواج فاطمة نسومر المثيرة، التي رفضت الأمر جملة وتفصيلا، وفي ليلة العرس، دخلت فاطمة في عوالم روحانية غريبة، كانت أقرب الى الجنوب، لتتفرغ بإيعاز من أخويها للتعليم والعلاج والقتال.
ونسجت المخرجة القصة على الخشبة بشكل غلب عليه السرد، وفي الوقت نفسه استندت على حوار درامي عال، جاءت مفرداتها بجماليات مختلفة.
وفي معالجتها الدرامية، قامت المخرجة نبيلة إبراهيم زايدي، بإضافة لوحات درامية بهدف بعث حماس أكبر على الخشبة، كما تروي القصة التاريخية لفاطمة نسومر تفاصيل اعتقالها من طرف الجيش الفرنسي واعترف العدو بقوتها.
وحققت السينوغرافيا التي أعدها، عبد الرحمان زعبوبي، وظيفتها الدرامية، ودعمت القصة الدرامية، برموزها الهادفة، إذ شكل مجموعة من الجبال، التي تمثل أعالي جرجرة حيث كانت مقاومة لالة فاطمة نسومر، كما رسمت المخرجة مشهدا للبطلة وهي فوق الجبل، ومعها أتباعها الأبطال من نساء ورجال.
كما تمكن الكوريغرافي سليمان حابس من خلق مشاهد راقصة، وأخرى قتالية، لها دلالتها المباشرة، في رفض المحتل، وتعبر عن قوة المقاومة.