أمرت وزارة الصحة، الصيادلة والأطباء بعدم وصف المضادات الحيوية إلا عند الضرورة القصوى، بسبب ارتفاع حالات مقاومة مضادات الميكروبات، التي تمس بشكل مشترك قطاعات الصحة البشرية، الصحة الحيوانية والبيئة.

حسب التعليمة التي وجهتها الوزارة، إلى مسيري المؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة، فإنه نظرا لتزايد حالات مقاومة المضادات الحيوية بسبب وصفها بشكل مفرط واقتنائها عشوائيا من الصيدليات، فإنه يتعين على مهنيي الصحة والصيادلة عدم وصف المضادات الحيوية إلا عند الضرورة، وتأكيد حالات الإصابة بالعدوى البكتيرية، مع تسليم المضادات الحيوية المناسبة بجرعات مناسبة. وجاء في التعليمة، أن المصالح الصحية والصيادلة ملزمون بتوعية المرضى بالاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية، ومخاطر المقاومة وأخطار سوء استعمال المضادات الحيوية بغرض الوقاية الاستباقية دون سبب طبي التي ينتج عنها، أعباء إضافية تتحملها المؤسسات الصحية.

كما أكدت الوزارة على عدم استعمال المضادات الحيوية كعوامل لتحفيز النمو أو للوقاية من الأمراض عند الحيوانات، مع ضرورة تلقيح الحيوانات لتقليل الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية واستخدام بدائل موجودة عند الاقتضاء. وشددت على تعزيز وتطبيق الممارسات السليمة في كل مراحل إنتاج وتحويل الأغذية ذات الأصل الحيواني والنّباتي.

في ذات الإطار كشف رئيس النّقابة الوطنية للصيادلة المعتمدين، الدكتور سمير والي، أنه خلال فصل الشتاء تصل معدلات استعمال المضادات الحيوية مستويات كبيرة تصل إلى مليون علبة شهريا، مشيرا إلى أن التطبيب الذاتي وراء تزايد حالات مقاومتها. وأوضح في اتصال مع “المساء” أن 80% من وصفات الأدوية تتضمن مضادات حيوية، فيما تمثل 10% من منتجات الاستشارة التي يبيعها الصيادلة، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية، حذّرت في آخر تقرير لها من التزايد الكبير في استخدامها، بخطورتها على الصحة ولكونها تكبّد الأنظمة الصحية خسائر مالية كبيرة بسبب التعقيدات النّاجمة عنها.